15-04-2013 10:20 AM
بقلم : خالد عياصرة
" بس تكفر سحاب عن ذنوبها".
هذه العبارة حتما لم ترد في القران الكريم، لم تقرأ في الانجيل، أو التوراة أو التلمود.
لكنها للأسف، جاءت على لسان رئيس الوزراء عبد الله النسور، في خضم رده على النائب عبد الهادي المحارمة،
فهل يعقل ان يكون هذا رد من يريد البقاء على صدر الاردنيين 4 سنوات على أمل أن تحمل خيرا كثيرا للشعب، لا ضيقا أو بؤسا أو شقاء.
الذي يركز في العبارة يجدها تقول: إن النسور يعاقب الناس في مدينة سحاب، لأنهم لا يروقونه.
أضافة إلى ذلك، استخدام كلمة "سحاب" بعمومها، خان الرئيس، قد يكون الرئيس على خلاف - خاص - مع أحد أبناء سحاب، لكنه حتما ليس على خلاف مع أهالي سحاب، فلما شمل الكل أذن.
البعض يحاول جاهدا التأكد من صحة العبارة، وهل قالها الرئيس جادا أم مازحا.
لهؤلاء نقول: إن كان مزح الرجال مع الرجال جد كما يقول المثل الشعبي، فهل هذا ينطبق على النسور نفسه، كرجل وكرئيس وزراء، لا يصح ان ينطق بما يؤخذ عليه.
أشعر أن العبارة صادرة من الآلهة سماوية، تجسدت بالرئيس النسور، آلهة تأمر العاصي بالتكفير عن ذنوبه، لقبول توبته ! لكن ماذا لو اصر العاصي على عصيانه، هل سيبقى العقاب مستمرا الى حين رضوخه.
الى جانب ذلك، يا ترى ما هي متطلبات التوبة التي يطالب بها الرئيس اهالي سحاب، ليكونوا جزءا من الدولة وادارتها؟
ثقة الانسان بنفسه مهما كانت قوية، الا انها قد تسقطه بشر أعماله، سيما وأن كان التسرع عنوانا لها، فالرجولة لا تكون بإطلاق العنان للتصريحات الرنانة، دون تفكير وتمحيص، بل تقوم على التفكير والتدبير قبل النطق والإعلان.
مفهوم، أن دولة الرئيس يبحث عن ثقة مجلس النواب، المشتتة بين المصالح وامتيازات غالبية النواب، مفهوم أن الرجل لا يحبذ خسارة حرب، قادها لإثبات مقدرته على إدارة الامور، باعتباره الخبير الذي لا يشق له غبار، والنادر الذي لم تلد النساء غيره.
لكن، الذي نستطيع فهمه، هو استمرار الرئيس، بل تماديه باستخدام الاسلوب السمج عند كل ازمة يعانيها او يقع فيها، لا يقدر على حلها، الا بواسطة استثارة الناس، هذا الاسلوب لا يبنى وطنا، ولا يحل أزمة، بقدر ما يعمل على زيادة ازمات البلد.
أعتقد أن الخبرة تلك التي ما فتئ دولة الرئيس بإعلان امتلاكه لها، في كل المناسبات، في الزواج، واللقاءات، والتصريحات، وحتى في الحوارات الجانبية، أنا خبير هي العبارة التي ستتحول يوما ما إلى نكتة على الألسنة يتندر بها صغار المدارس، لا كبار القوم ورجاله !
النسور في تصريحاته المتسرعة الخالية من دسم التفكير، عمل على تأزيم المشهد الداخلي الأردني المأزوم أصلا، من خلال اهانته للعشائر النظام وحامية استقراره وأن بحده الادنى!
لذا، ينشط البعض اليوم في البحث عن وسيلة لمعاقبة النسور أثر تصريحاته التي وجهها إلى عشائر مدينة سحاب الكرام الأخيار، من وجهة نظرنا، والكفرة العصاة بنظر النسور وأمثاله .
قلنا، البعض يبحث عن طريقة لمعاقبة النسور، حيث يقترح محاكمته عشائريا، كما حصل مع النائب الدوايمة الذي أهان زميلته النائبة هند الفايز خلال أحدى جلسات مجلس النواب، وانتهت بتسيير القوافل الجهات والنعاج و100 من الابل، لتطيب خاطر النائبة وانقاذ لسان النائب، بعدما حكم عليه بقطعه !
في هذه الحالة، كيف ينظر إلى اهانة النسور، الموجهة إلى جموع أهلنا في سحاب، لا إلى فرد بعينه، أيا ترى سيصار إلى قطع لسان النسور مثلا، أم هل سيدفع ثمنه، هل سيبعث 100 من الأبل، أم سيرفض باعتباره ربا أعلى قادرا على العقاب كما العفو !
إن بقينا نفكر بهذه الطريقة، لا شك اننا سنبقى نتلقى الاهانة تلو الاخرى، تفعيل القانون ودعم القضاء المدني في دولتنا لهو أهم من تفعيل قانون العشائر، لا انتقاصا منه، بل لنجعل هذا مرحلة ثانية، تأتي بعد محاكمته قضائيا.
لما لا يقوم أهالي سحاب الأشراف بالتوجه إلى المحكمة لتسجيل شكوى بحق الرئيس، كخطوة أولى.
في الختام، كلمة أهمس فيها بأذن عبد النسور: أسمع دولة الرئيس، لسنا عبيدا ولن نكون، لم نك كفارا عصاة ولن نكون، صمتنا قوة، وثورتنا صواب، وصبرنا وأن طال، فهو صبر الرجال.
خالد عياصرة
kayasrh@ymail.com