15-04-2013 10:50 AM
بقلم : محمد علي مرزوق الزيود
منذ عشرات القرون والعرب تردد قول قيس بن الملوح " يقولون ليلى في العراق مريضة " فكان قيس بحق مدرسة في الحب ، لدرجة انه صاغ عقيدة العشق في ليلى العامرية ، تعرف إلى محبوبته بالفطرة ، وأول بواكير اكتشافات عينيه هي ليلى ، كبر معها وهام في حبها ، واسقط من ذاكرته ان العرب تحرق أصابع العشق بالشمع ، ليفجع بصباه بعزلها عنه كعادة العرب ، ومورس عليها أبشع أنواع الحجر فكانت كطاعون في نظر أبيها ، لا يخرج ولا يدخل إليها احد ، فما كان من قيس غير الهيام في البراري ، ينشد الشعر ظناً منه انه بذلك يتقرب إلى الله فيحل له كربته ، وكان كثير الإنشاد "أمرّ على الديار ديار ليلى اقبل ذا الجدار وذا الجدار " ومن التصوف ومناجاة الإله إلى الانحناء للجدران وتقبيلها ، عاش قيس ومات ولم تمت ليلى عند العرب ، هي التي كانت وكانت وتاه قيس وما كان ... كل منا له ليلى يمضي وتبقى تحتل فسحات الفجر وتسكن الياسمين ، فأنا تقف على مشارف ثغري ، وتغرس في مساحات جلدي عفاريت يرقبون دقات قلبي النابض بشوق لها ، فيصيح كبيرهم لقد هرمنا من حرارة الشوق والحرمان ، وهجرننا نساؤنا من الغيرة والحسد.
ليلى : مرصودة هي الأبيات بالطلاسم داخلي ، والحروف أيضا كأسراب الحمام تحاول أن تطير من نهاية الأصابع ، وفي ليلة رأيتك ملاكاً ...يرقص من شدة الفرح ... ولكن كان الكعب مكسوراً، والحراس مغشياً عليهم ومبتلة سراويلهم ، لأنهم ظنوا انك تعافيت ، ومن ألآن وصاعداً لن يأتوك بالوصفات ، ولن يأتوك بالسحرة والدجالين والخطابين ، فاخر قلاعهم تاجك ثم رصاصة الرحمة.
أفقت من نومي بعد منتصف الليل وقد حل السكون ... السماء صافية والكلاب نائمة ، ورأيت بأم عيني جبالاً كأنها الأقواس ، وودياناً كأنها الرماح ، ورأيت جميع الصحابة يشربون من نهر الأردن ، ورأيت أني اجري بين نساءٍ مختلف ألوانها ، وحيثما هربت وجدت عمان الحبيبة.
محمد علي مرزوق الزيود jordan99in99@yahoo.com