15-04-2013 11:26 AM
بقلم : مصطفى صالح العوامله
( بخصوص الحراك الجماهيري والمطالبة بالإصلاح وما رافقه من أحداث )
إنني ككاتب محلل ومتابع للشأن السياسي العربي (ومن خلال خبراتي المتراكمة في التخطيط والتسويق والإعلام على مدى اربعين عاما في العمل العام ) يمكنني القول بأنني و منذ بداية ظهور ملامح ( الربيع الغربي المدعوم من عربان النفط والدولار ومن يحركهم عن بعد وخاصة جامعة الدول العربية التي تأتي قرارتها برسم التوقيع ) ، لم اشاهد ربيعا عربيا قط ، بقدر ما أشاهد إعادة لهيكلة الواقع السياسي والإقتصادي والإجتماعي العربي المتهالك معظمه ، بتكتيكات مختلفة تصب في مجملها ضمن استراتيجية واحدة ، يتم تنفيذها بطرق مخلتفة ، إما بالإحتلال العسكري ، أو بتأجيج الغوغاء والعامة من غير المسيسين أو المثقفين ، والدفع بالعملاء بالمنطقة للتحرك تحت شعارات وطنية تدغدغ مشاعر هذه الفئات ، لجرها على شكل حزم حطب لمعركتهم المستعرة ، والتي تم جعل شرارة النار لها البو عزيزي التونسي ، الذي ذهب قبله الآلاف من الشباب العربي دون أن يخلفوا أثرا ، هذه المعركة المتحركة بأيادي ملوثة بالدم العربي منذ بداية ما يسمى الحراكات الشعبية أو المسيرات ( السلمية ) التي كانت عفوية في معظمها ، وفي كثير من الاحيان يكون هدف محركيها ارباك الحكومات الجديدة مهما كانت ومن بداية تشكيلها ، وشل حركتها نحو الأصلاح وهو ما يحصل في الاردن واقعا ، ولأن الحكومة الحاليه تحاول أن تنزع فتيل الأزمة ، والسير نحو الإصلاح ، فإن كثيرا من المبرمجين نحو تنفيذ البرنامج المعد لهم ، يضعون العصي في الدواليب لإعاقة حركة الحكومة ، ومن ثم الإثبات بأنها غير قادرة على حل الأزمات والسير نحو الإصلاح ، وذلك بالتزامن مع تأجيج الشارع المحبط والتهالك أصلا نحوها ، إن المخطط الذي يجري تنفيذه نحو هذا القطر من العالم العربي جاء ضمن الإسترتيجية المعدة للعالم العربي الخطيرة جدا ، التي تصب في مصلحة الكيان الصهيوني ، بحيث يتم في التالي تنفيذ مشروع الوطن البديل ، وانهاء القضية العربية الفلسطينية على حساب الأردن بالتعاون مع السلطة في ضفة الأردن الغربية ، ويتم بالتزامن معه تفتيت القوى الفاعلة في الوطن العربي بإفتعال الصراعات الداخلية بين مكوناتها ، لتكون منكفئة على قضاياها الداخلية المبرمج أخذها وقتا طويلا لحين تنفيذ ما هو مطلوب من العملاء بها ، وما غبار الصراعات العربية المحتدم حاليا إلا دليلا على ما يدور ، ولن يكون لهذا الغبار أن ينقشع إلا عند انتهاء المهام الموكولة للعرابين والمقاولين القائمين على تنفيد مشروع إعادة الهيكلة المقرر ، لأن المقاولة الأساسية ستشمل كل إقليم الشرق الأوسط بما فيه ايران وتركيا وأفغانستان وباكستان ضمن برنامج إعادة هيكلة الشرق الأوسط الجديد وفوضاه الخلافة ، لمصلحة الكيان الصهيوني ، جراء ( فوبيا الإسلام الحقيقي) التي يعاني منها الصهاينه ومن معهم في الغرب ، (هذا الإسلام الحقيقي الذي الذي سيعود بعيدا عن التمذهب والتحزب بعد ان نتكشف حقيقة مذاهب عصور الأنحطاط وملوك الطوائف ) لقوله تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) والغريب العجيب ، هو عدم وعي هؤلاء المقاولين بأن الدور سيأتي عليهم هم أيضا ، بعد ان يقوموا بتنفيذ المقاولة المناطة بهم ، إذ ينقلب السحر على السحرة ، وحين ذلك لا ينفع الندم ، ولذلك على جميع المتنورين والواعين للمخطط المرسوم للوطن العربي خاصة ، وفي الاردن الأخص التنبه والحذر والعمل على إجهاض كل ما من شأنه إستقرار الأمن والأمان ، وفتح المجال للحكومة الحالية لإلتقاط أنفاسها ، والعمل على تنفيذ البرنامج السياسي والإقتصادي والإجتماعي اللازم ، وخاصة أجتثاث الفساد وإعادة الأموال المنهوبة والإصلاح السياسي والقتصادي والإجتماعي من خلال القوانين والأنظمة الفاعلة ، ودون السماح للفوضى ومتاجرة بهذه القضايا المفصلية ، والمحافظة على استقرار الحياة في الاردن ، للخروج من عنق الزجاجة التي وضع اصحاب الأجندات الخارجية من داخله وخارجه الاردن فيها ، ولا أظن السبب إلا هذا الكم الهائل من البشر والكتل البشرية التي استقرت في الأردن ، والتي ولا يهم كثير من فئاتها ومكوناتها سوى جواز السفر المتضمن رقما وطنيا لتسهيل الحركة والتجوال في الداخل والخارج ، والإدعاء بالوطنية والديمقراطية والإنتماء المزيف ، إن حجم الحرية المتاح حاليا لا يعد حرية ، بل يشكل انفلاتا وتسيب خطير العواقب ، إن عدم تجميد القوانين الرادعة والناظمة للعلاقات بين مكونات المجتمع أمر ضروري ومهم وملح في المرحلة الحالية الهامة من عمر الوطن ، ولكن بتعقل وروية وبحسابات دقيقة محسوبة ، وأن يكون إتخاذ أي إجراء إلا بعد التوثيق بالصوت والصورة وجمع كافة القرائن والأدلة القانونية الحقيقية المدينة لمرتكبي الجرائم ، لمنع الألتفاف والتكذيب وخاصة مع الفاسدين والمفسدين ومن ورائهم الذين يحصنون انفسهم بكل خبث وذكاء ، لأن عدم تفعيل القوانين سيؤدي حتما الى نتائج وخيمة لا تحمد عقباها وستودي بكافة منجزات الوطن ومكتسباته الى الجحيم .......... فالحذر الحذر واليقضة اليقضة