17-04-2013 10:53 AM
بقلم : د. فالح البدارين
يتوجب علينا ان لا ننكر ان العنف في الجامعات ظاهرة موجودة مع انها والحمدلله لغاية الان لم تصل الى حد الشغب والفوضى ولكنها اصبحت مؤذية ومزعجة ويتخوف اهالي الطلبة على الابناء من اصاباتهم او من الوقوع في اشكالات وقضايا عشائرية وحرمان من التعليم وغيرها من نتائج وخيمة لهم جراء هذه الظاهرة .. وعلى ادارات الجامعات الوقوف على هذه المشكلة ومعرفة اسبابها والحلول للحد منها ما امكن ووضع برامج وخطط لمنع انتشارها وتوسيع الياتها فلهذه الظاهرة لا شك نتائج و اثار سلبية على الطالب الجامعي وعلى ممتلكات الجامعات وبالتالي على المجتمع والاقتصاد والامن الوطني ، والحقيقة ان هذا الموضوع يشهد اهتماماً كبيراً من شرائج المجتمع المختلفة وهذا السلوك يتخذ اشكالاً مختلفة تتمثل بالاعتداء الجسدي والاعتداء اللفظي واحياناً الى اتلاف وتكسير وتعطيل في الممتلكات الجامعية ، وهذا السلوك هو بالطبع عدواني ومن اخطر المعاضل التي تواجه الجامعات، وقيل ان البعض يلجأ للعنف حين يعجز العقل عن الاقناع وعن الفهم والادراك وذلك بعجز العقل عن ممارسة عمله الاساسي وهو الاحاطة بالاشياء التي حوله وفهم العلاقات بينها وبهذا التعطيل والعجز عن العلم والفهم يؤدي الى انفلاق العقل وعندها تفلت الالسنة بلا وعي وبدون ترتيب ويطلق العنان للايدي للكلام ومن هنا نشاهد الاعتداءات اللفظية ثم الجسدية وقد تصل الى استغلال المواد الموجوده حول هذا الشخص ليقوم بالتكسير والتدمير دون وعي كما اسلفنا، ومن اهم العوامل والاسباب التي تقف وراء هذه الظاهرة: اولاً السياسية حيث ان الانتماءات السياسية والتعصب لهذه الانتماءات رديف للتعصب القبلي والاقليمي وتظهر جلياً عند الانتخابات لمجالس الطلبة والاندية والجمعيات الطلابية وتزداد الامور تعقيداً عندما تتدخل تيارات فكرية وسياسية خارجية . ثانياً الادارية والاكاديمية فيعتبر تدني مستوى التحصيل العلمي (علامات الامتحانات الجامعية على مختلف مراحلها) من اهم العوامل التي تساهم باحباط الطالب ويجعله اكثر عرضة للانسياق وراء اي تصرف سلبي وفعلاً يتضح من دراسات قامت بها بعض الجامعات ان اكثر من 90% من الطلبة الذين تورطوا بالمشاكل هم من الحاصلين على معدل تراكمي لا يصل 60%، وكذلك فانه يقع على بعض الادارت في بعض الجامعات مسؤولية وقوع اشكاليات تقود الى التسبب في عنف جماعي ومنها امور التسجيل للمواد وتغيير المواعيد او اسماء اعضاء الهيئة التدريسية بعدما يختار الطالب الوقت والاستاذ المناسبين له .ثالثاً العوامل الاقتصادية ان للفقر والجوع والحاجة والبطالة والتحولات الاقتصادية بمستوى المعيشة وتدني الدخل الاسري تؤدي الى كبت ثم انفلات من التعقل الى اللجوء الى السلوك غير السوي .رابعاً العوامل الاجتماعية ان عقلية الطلبة التي ما زالت تتمسك بالمجتمع العشائري بطريقة ومفهوم خاطيء وعدم وجود روابط قوية بين افراد الاسرة احياناً او عدم اهتمام اولياء الامور بمتابعة مسيرة الابناء او لظروف الاسرة الخاصة من تفكك وطلاق وغيره وايضاً التنشئة الخاطئة تؤدي الى شعور بالنقص وكبت مستمر ووقوع الطالب في حالات لا يتمكن من مواجهتها ، جميع هذه الظروف تقود الطالب الى الانفعال والعصبية والانفلات وتسبب بلا شك بان ينخرط مع اية جهة شبابية منحرفة تعتمد على العنجهية وعدم الانضباط .لذلك على الجميع ان يتحرك وان تبادر الجامعات ومختلف الجهات الحكومية المسؤولة وايضاً اصحاب الراي والمعرفة والكتاب ورجال الدين وشيوخ العشائر للمساهمة في التوعية و محاولة وضع الاستراتيجيات والحلول للحد ثم القضاء على هذه الظاهرة ، واهم نقطة يجب الانتباه اليها وهي منع تدخل الجهات الخارجية حزبية كانت او عشائرية في الحرم الجامعي ومحاسبة وبشدة اية اطراف كم خارج الحرم الجامعي تتدخل باية مشكلة طلابية مهما كان سببها او حجمها ، وعلى ادارات الجامعات تسهيل مهمة التسجيل والاستماع الى طلبات وحاجات الطلبة وتحسس همومهم ومراقبة تصرفاتهم وسلوكياتهم، والتركيز والحث على المشاركة في النشاطات اللامنهجية وعلى البحوث المكتبة وتنظيم الرحلات وغيرها لاشغالهم والقضاء على وقت الفراغ ان وجد، ومهم جداً احتواء اي خلاف او نزاع بين الاطراف قبل ان تتحول الى مشاجرة، وللعقوبات الرادعة سواء من مجالس التأديب في الجامعات اومن الحكام الاداريين والمحاكم القضائيه دوراً مهماً للحد من هذه الظاهرة ، اما عمليات التوسط ومحاولات رفع العقوبات التاديبية او القضائية من قبل المسؤولين والشيوخ والوجهاء يجب ان يوضع لها الحد الذي يمنع منها وذلك بعدم التجاوب معها من قبل الجهات المعنية ومحاسبة من يتدخل ويتوسط من قبل المسؤولين عن هذه الجهات المتوسطة وعليها ان تتفهم جيداً ان لتدخلها مساهمة في تفاقم هذه الظاهرة وقد عقدت عدت ندوات تحت هذا العنوان في جامعات مختلف توصلت الى التوصيات التالية :
ومن خلال متابعة الندوة توصل المشاركون والحضور الى الخروج بالتوصيات التالية :
1. على الجميع أن يتحرك وأن تستمرالجامعات ومختلف الجهات الحكومية المسؤولة وأيضاً أصحاب الرأي والمعرفة والكتاب ورجال الدين وشيوخ العشائر للمساهمة في التوعية و محاولة وضع الأستراتيجيات والحلول للحد من انتشار وتوسع هذه هذه الظاهرة ثم القضاء عليها .
2. توعية الطلبة وباستمرار بالنتائج المترتبة على حالات العنف والشغب واعمال التحريض داخل الجامعات .
3. اتخاذ الاجراءات الكفيله لمنع تدخل الجهات الخارجية حزبية كانت أو عشائرية في الحرم الجامعي.
4. التشديد على عدم السماح لأية أطراف من خارج الحرم الجامعي مهما كانت حجم المشكلة ومسبباتها من دخول الجامعات اثناء وقوع اي اشكالات بين الطلبة .
5. على ادارات الجامعات تسهيل مهمة التسجيل والأستماع الى طلبات وحاجات الطلبة وتحسس همومهم ومراقبة تصرفاتهم وسلوكياتهم.
6. التركيز والحث على المشاركة في النشاطات اللامنهجية والبحوث المكتبية وتنظيم الرحلات وغيرها لتقوية علاقات المحبة والترابط الاخوي بين الطلبة .
7. السيطرة التامة من قبل ادارات الجامعات ( عمادات شؤون الطلبة ) والامن الجامعي باحتواء أي خلاف أو نزاع بين الأطراف قبل أن تتحول الى مشاجرة.
8. تنفيذ العقوبات الرادعة سواء كانت من مجالس التأديب في الجامعات أومن الحكام الأداريين والمحاكم القضائيه .
9. عدم انصياع ادارات الجامعات واية جهات معنية بالتاديب او الاحكام الى محاولات التوسط من قبل المسؤولين والشيوخ والوجهاء، وايضاً اعتبار ذلك وثيقة شرف من كل المعنيين بعدم التوسط لمن تقع عليه مثل هذه العقوبات .
10. تفعيل العمل الاستخباري داخل الجامعات ودور الاجهزة الامنية لمعرفة ما يمكن حصوله قبل ان يحصل وابلاغ ادارات الجامعات عنه لاتخاذ الاجراءات الاحترازية .
11. الاسرة اللبنة الاولى في تنشئة الاجيال فيقع على المجتمع كله مسؤولية المساهمة في التوعية ، ثم المدرسة هي المركزالاول الذي يتلقى فيها الطالب التربية والسلوك والعلم فيجب ان تسعى وزارة التربية والتعليم لغرس روح العمل الجماعي وحب الغير واحترام الراي والراي الاخر والتركيز على التربية الوطنية .
12. الدعوة الى اقامة مؤتمرطلابي تشارك فيه المدارس والجامعات ومؤسسة رعاية الشباب ، يقدم الطلبة والشباب بشكل عام اوارق عمل حول الحلول التي يرونها من وجهة نظرهم باشراف كل من وزارة الداخلية ووزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي ومؤسسة رعاية الشباب بمشاركة نخبة من ذوي الاختصاص في الامن و علم النفس والعلوم الاجتماعية والثقافة الاسلامية وكذلك من وجهاء العشائر وغيرهم ،
،.. حمى الله الوطن الحبيب في ظل رايته الهاشمية