17-04-2013 10:57 AM
بقلم : محمد اكرم خصاونه
الرقي ان تسلك مسلكا طبيعيا في مناحي الحياة المختلفة بما يمليه عليك الضمير والخلق والدين إضافة إلى التحلي بالصفات الطيبة الحميدة التي أمرنا ديننا بها ، مبتعدين عن كل مظاهر غير محببة ، وغير مقبولة مهما كانت،ولكننا نشاهد فئة من أبناء هذا الوطن العزيز في الأردن قد تعودعلى العنطزة الفاضية ، فترى احدهم قد لا يكون في جيبه دينارا ولكنه يتظاهر بكل عنجهية وغرور بانه ذا اهمية ليبين للأخرين ما بداخله من نقص، وتعويض ، وإسقاط ، وليظهر بأنه ذا قيمة ،وانه بلغ من الأهمية بمكان ، ومن الجاه مبلغا عليا ، وبلغ من الرقي والحضارة مبلغا عظيما ، متسائلا هل تعرف من أنا ؟ فيما لو حدث بينه وبين الآخر سؤ فهم .
اما بالنسبة لسلوكنا الحضاري فهل نحن متحضرون ام نحتاج لرادع وعقاب حتى نلتزم به ؟ فهل القاء بقايا الطعام والعصير في الشارع، او من السيارة دليل على سلوك حضاري ودليل على الرقي ؟ ام لو كانت هناك عقوبة على كل من يلقي من سيارته حتى لو محرمة ورقية لما حدث هذا .
وطبعا الوزاع الديني اذا لم يكن يحكم الشخص في كل تصرف فلا فائدة من كل ما يقوم به . الوزاع الديني والخلقي يجب ان يكون نبراسا لكل فرد منا ، فنحسب حسابا لربنا بالسر والعلن في كل تصرف نقوم به ، فإذا تحليت به تأبى نفسك السلوك المشين مهما كان صغيرا . و
السلوك الحضاري هو ان نتصرف حسب الخلق والقانون والدين والضمير والإنسانية ، فالمرء المتحضر يحترم اشارة المرور ليلا حتى لو لم يكن بجانبك احد والشوارع خالية من السيارات فتلتزم بالعبور متى اصبح الطريق لك، فاحترامك لأشارة المرور لهو السلوك المثالي في هذه الحالة ,لا كما يحدث عند اشاراتنا الضوئية في النهار وفي وقت الذروة ترى العجب العجاب من فوضى وانفلات لا يطاق .
ومسؤولية الأنضباط تقع اولا على الشخص نفسه ،ولكن للإسرة الدور الكبير في التوعية والنصح والأرشاد، اضافة لدور المدارس والجامعات والمساجد ووسائل الإعلام ، وان كانت ادوار اغلبها مغيبة، وهذا لا يمنع من نصح وارشاد يجب بثه من قبل الوزارات ذات العلاقة بالمرافق العامة التي نتعامل معها بكل بعد عن الرقي والحضارة وبكل استهتار وانانية . وكمثال فما ذنب حديقة يوجد فيها مقاعد تتعرض للتحطيم والتخريب ،وكتابة العبارات البذيئة. وما ذنب غابتنا من فئة غير مسؤولة لتحرق ويقوم من حرقها بجمع حطامها كحطب او فحم لبيعه اواستخدامه لنفسه وللتدفئة بها شتاءا . وغيرها من المظاهر الشائنة .
ومن الرقي البعد عن كل ضوضاء وتلوث بيئ يسبب لنا الإزعاج غير المقبول وغير المحتمل ،
ومن والرقي والحضارة عدم اغلاق الشوارع سواء اكان لمناسبة فرح اوحزن، ومن الرقي عدم ازعاج الأخرين سواء اكنا في الشوارع او البيوت او الحدائق، فلا تسمح لنفسك بان تكون سببا لمشكلة من تصرف اهوج قد تقوم به ويحدث ما لاتحمد عقباه، ومن الرقي والحضارة الألتزام بالنظام والدور في مراجعتنا للدوائر والمؤوسسات وعدم تغليب المصلحة الخاصة على المصلحة العامة. فليس من الرقي والحضارة ان تأخذ حقك بيدك كما اغلب الناس يقول أو يقوم به ، ألا يوجدد هناك قانون وضوابط واخلاق واعراف في المجتمع يجب التصرف وفقها ؟
ان الرقي والحضارة ان نتعامل مع الغير بكل مودة ومحبة واحترام متبادل وقبول الأخر وقبول النقد من الأخرين وعدم الأستبداد بالراي، ومن الرقي والحضارة ان نتعامل بسمو ورفعة وان نتجاوز عن الزلل، واسمى انواع الرقي والحضارة هو مد يد العون لمن يحتاجه دون من واذى واساءة وعدم تشهير، وان نصفح عن الأساءة لا خوفا او جبنا لا انما رقيا وحضارة،
أما الكبير الذي نسيناه ، ولم نوقره ولم نحترمه ، اين إحترام الكبير في ركوب الحافلات العامة ؟ او في مكان نصادفه لقد تجاهلناه ؟ونسيناه ، اليس من الواجب مد العون والمساعدة إليه، لإننا في قادم الأيام ، سنصبح مثله ونتمنى من يمد العون لنا ومساعدتنا ؟
آمل في يوم من الأيام ان نصل لسلم الرقي الذي خسرناه لأن ديننا هو دين الرقي والحضارة،
وآمل ان نعود لماضينا التليد وان نرجع لرقينا وحضارتنا التي نسيناها بسب المدنية الحديثة والتكنولوجيا التي باتت تؤرقنا بكل ما فيها .