حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,7 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 31350

قطر و ورقة اللاجئين السوريين في الاردن

قطر و ورقة اللاجئين السوريين في الاردن

قطر و ورقة اللاجئين السوريين في الاردن

17-04-2013 11:52 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : ياسين البطوش
قطر الديمقراطية أصبح لديها ورقة جديدة للضغط على الأردن من اجل التدخل بالوضع السوري والضغط على النظام السوري وذلك حسب الأسلوب القطري والعمل بكل حرية عبر البوابة الشمالية للأردن.
قطر هي الأداة الإعلامية والمالية التي يتم توجيهها من بعض الدول الكبرى لتحقيق أهدافها على أن لا تظهر هذه الدول بالصورة مباشره ,ويقتصر عملها فقط على إعطاء الأوامر لقطر في تنفيذ ما هو وارد بخطة العمل التي تجهز لها , بشرط أن تقوم قطر بالتنفيذ دون مناقشة , يقتصر دور قطر فقط على توجيه قناتها الإعلامية لخدمة خطة العمل وتقوم بتقديم الأموال للتنفيذ فقط , من الناحية الإعلامية فلديها بوق إعلامي عصري وحديث تتوفر به جميع شروط الهدم والدمار ومتوفر به أيضا خيرت الخبراء الإعلاميين من جميع أنحاء العالم الغربي.

لعبة قطر أصبحت مكشوفة ومع ذلك ما زالت تعيدها وتكررها لأنها أصبحت تلعب على المكشوف ودون اكتراث بأي من الدول العربية ودون الاكتراث من الرأي العام العربي هذا اذا كان له تأثير أو حتى وجود , فأصبح باستطاعتها شراء الذمم التي تطبل وتصفق لها.
لعبة على عددت حبال خلال الفترة السابقة وكانت البداية في لبنان و وضعة إسفين الطائفية وخلقت معسكرين كل معسكر يعمل باتجاه وركزت على معسكر خاص بها لتنفيذ أهدافها وسياستها ألمرسله لها من الخارج.
لعبتها في لبنان كانت ضد السعودية وسوريا وخلق الفتنه بينهما لتكون اللاعب الوحيد هناك , وهذا يخدم إسرائيل بالمرتبة الأولى ليبعد عنها أي عمل "يغث بالها" أي يزعجها .

وخدمت قطر أسيادها في كل من اليمن ومصر وليبيا وتونس حتى أوصلت هذه الدول إلى مرحلة شطب عبارة القضية ألفلسطينيه من قاموسهم بحيث أوصلتهم إلى التركيز والتفكير في حل مشاكلهم الداخلية الاقتصادية والسياسية وترتيب بيوتهم الداخلية لتحقيق الوعود التي قطعوها على أنفسهم أمام شعوبهم وتحقيق الأمن والأمان ورخاء العيش لهم وإعطائهم الحريات التي كان المواطن لهذه البلدان يطالب بها , وكانت هناك وعود اقتصادية كبيرة في توزيع الثروات على المواطنين لتحقيق الاكتفاء الذاتي لكل مواطن , وقد كانت هذه الوعود مدعومة إعلاميا من قطر بتقديم الأموال اللازمة لجعل المواطن يشعر بالفرق ما بعد "الثـــــورة" وما زال المواطن العربي لهذه البلدان ينتظر!؟.

وبحثت قطر عن أوراق أخرى وتوجهت إلى حماس وهذه ورقة مهمة لها للضغط على السلطة الفلسطينية , وعملت قطر على سحب مكاتب حماس من سوريا و إرسالها إلى المجهول بحيث قدمت دعم كبير لإسرائيل وذلك باحتواء حركة حماس حتى إلى حين وفتح المجال لإسرائيل بإدارة مباحثاتها مع السلطة الفلسطينية براحة تامة وفق شروطها التي تريدها بحيث تدار الأمور حسب وجهة النظر الاسرائييليه وليس حسب وجهة نظر السلطة الفلسطينية.

هذه ألاعيب قطر على الدول والأنظمة العربية والشعوب التي لا حول ولا قوة لها مما تعانيه من مشاكل اقتصادية وفقر يتم استغلالهم من اجل لقمة العيش.
وتوجهت قطر إلى الشعب السوري واستغلت الظروف الصعبة التي يعشونها ضمن الظروف التي خلقتها قطر بإعلامها وأموالها التي أنفقتها بسخاء لخلق الدمار والقتل ودعم المسلحين من داخل سوريا ومن خارجها وتزويدهم بالسلاح والأموال ولا يهم قطر من يقتل من, المهم خلق حالة من عدم الاستقرار وفقدان الأمن والأمان في سوريا.

وهنا كان لا بد من خلق إشكاليه أخرى للدول التي تقع على حدود الدولة السورية ومنها الأردن التي ما زالت تقف موقف الحياد في الأحداث الجارية بالدولة السورية , وهذا الموقف لا يرضي قطر فكان لا بد من الضغط على الأردن الذي يعاني بالأصل من ضعف الاقتصاد وقلة الدعم المالي العربي والخليجي لها , بعد أن حاولت قطر بكل الطرق والوسائل بقطع كل قنوات الدعم للاقتصاد الأردني.

وهنا كان لا بد من قطر أن تلعب على ورقة اللاجئين السوريين ودفعهم للخروج إلى خارج سوريا والتوجه إلى الدول المجاورة ومنها الأردن , ولكن كيف كان مخطط قطر لخلق أزمة إنسانية واقتصادية للأردن؟

في بداية الأمر قامت قطر بدفع أموال لبعض العائلات والأفراد من الموطنين السوريين على أن يتم إخراجهم خارج سوريا والتوجه لفترة زمنيه محدودة على أن يعودوا إلى ديارهم بعد أن يقوم الأعلام القطري أولا والإعلام الغربي بتصويرهم وإجراء مقابلات صحفية مع بعض منهم والتحدث على أنهم تركوا بيوتهم من هول القمع والقتل الذي كان يقوم به النظام السوري , وبداء العدد يزداد كل يوم ولم يعد المال الذي بحوزتهم يكفيهم لمتطلبات العيش وبدأت معاناتهم تزيد كل يوم .

والأعداد الكبيرة التي تعاني من حياة الصحراء القاسية بعد أن تركتهم قطر وتخلت عنهم وعن دعمهم المادي الذي كانت قد وعدت به لهم وبعد أن حققت قطر أهدافها المرجوة من إخراجهم من بيوتهم , وهنا أصبحوا مشكلة كبيرة للأردن الذي هو الآخر يعاني من وضع اقتصادي صعب , والكل يرى ويسمع عن الحياة الصعبة التي يمر بها هؤلاء اللاجئين وضعف الإمكانيات التي توفر لهم من قبل الأردن التي لم تكن لديها الخطط لاستيعاب هذه الأعداد الكبيرة التي هجرتهم قطر من بلادهم بعد إغرائهم بالأموال والعودة السريعة إلى وطنهم , وبعد أن تخلت عنهم قطر وتركتهم لمصيرهم المجهول.

وبنفس الوقت خلقت قطر للأردن مشكله إنسانية واقتصادية كبيره وإذا لم تقم الدول الأخرى بدعم هؤلاء ماديا وطبيا وتوفير المسكن والمأكل والمشرب لهم داخل المخيمات التي يسكنون بها وهي بالأصل لم تكن مجهزة لهذه الأعداد الموجودة بها حاليا,الله وحده يعلم ماذا سيحصل لهم.

فمشكلة الأردن أصبحت مزدوجة اقتصاديا وامنيا بنفس الوقت فلا ندري هنا ما هي نوعية اللاجئين الذين ادخل جزء كبير منهم عنوة إلى الأردن , هل هم مع النظام أم ضد النظام أم هم خلايا نائمة تعمل لحساب دولة قطر لاستخدامها للضغط على الأردن , أم هناك بعض منهم سيتم تدريبه في قطر أو دول اخرى وإرجاعهم إلى سوريا "للجهاد هناك" لسفك دماء سوريه جديدة على أيديهم.
أم هم ورقة ضغط اقتصادية جديدة على الأردن المحدود الموارد والإمكانيات وسيكون تأثيرهم على موارد البلد من مياه وكهرباء والتأثير على الأيدي العاملة الاردنيه التي هي بالأصل تعاني من البطالة ومنافسة المواطن الأردني على متطلبات حياته أليوميه , أم هم لخلق القلاقل والبلابل للأمن الأردني كما حدث في مخيم الزعتري , وخلق نوع من عدم الاستقرار حتى للمواطن الأردني وخاصة المواطنين الذين يعيشون بالقرب من الحدود السورية.

المعاناة أصبحت لا تقتصر على اللاجئين السورين فقط وإنما على جميع الأطراف التي تعيش في هذا الفلك الذي رسمته قطر للجميع , وهذا ليس من تخطيط قطر فقط وإنما من هم وراء قطر , لان قطر ليس إلا أداة تنفيذ ودعم فقط.

هذه هي قطر وهذا هو أسلوبها بخلق الأزمات للدول العربية والشعوب العربية ومن ثم تركهم لمصيرهم بعد أن تكون قد خلقت الأزمات التي تحتاج إلى وقت طويل لحلها , ومحاولة التركيز على الوضع الاقتصادي للدول والشعوب وخلق كل المشاكل بهذا الإطار , حتى تبعد الدول والشعوب عن التفكير بالوضع السياسي الذي يحيط بهم وتعطي المجال للدول الغربية وإسرائيل بتطبيق سياستهم وأهدافهم بكل راحة وتأني وحتى لا يزعجهم احد بالاعتراض على مخططاتهم هذا إن وجد من يعترض.


Fhom_2003@yahoo.com








طباعة
  • المشاهدات: 31350
هل أنت مع عودة خدمة العلم بشكل إلزامي؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم