19-04-2013 11:13 PM
سرايا - سرايا - مصطفى بن عبدالقادر المُزَيِّكْ الجاكيري الرفاعي، الشهير إرهابياً بلقب "أبو مصعب السوري"، المولود قبل 55 سنة في حلب، حيث تخرج بالهندسة الميكانيكية، هو "أستاذ" الشقيقين الشيشاني الأصل، تامران وجوهر تسارناييف، والموحي الأكبر لهما في تفجيرات بوسطن، وأشهر من علم سواهما من المبتدئين على الإرهاب كيف يختارون أهدافاً يمكنهم فيها زهق أكبر عدد من الأرواح بكلفة رخيصة، أو دب الذعر بلقطات دموية تنقلها الكاميرات في بث مباشر عبر الشاشات الصغيرة.
أبو مصعب كان "يعلم" المجاهدين على القيام بعمليات إرهابية رخيصة، مقترحاً اختيار الساحات التي تشهد منافسات رياضية تجذب متفرجين بالآلاف وكاميرات تلفزيونية تنقل المحطات المحلية والدولية ما تلتقطه إلى الملايين في بث حي، كماراثون بوسطن الذي انتهى دموياً الاثنين الماضي، ففيها يتم القتل الجماعي أو الترويع العام، وهما الهدفان الرئيسيان من العمليات الإرهابية، بحسب ما طالعت "العربية.نت" عن نشاطه الإعلامي في حقل الترعيب والترهيب الرخيص التكاليف.
كتب "أبو مصعب السوري" دراسة مهمة في 2004 بالعربية، تناول فيها "أهم الأهداف المعادية للمجاهد" ووزعها تنظيم "القاعدة" ضمن برامجه "التعليمية" على الإرهاب، ثم ترجمتها مجلة "الملاحم" التي تصدر عن تنظيم "القاعدة" في شبه جزيرة العرب باسم Inspire بالإنجليزية، ونشرتها ملخصة في صيف 2010، وهو تاريخ أول عدد صدر منها، والدراسة متوافرة على الإنترنت باللغتين لمن يرغب بالاطلاع عليها، فهي أساس العمليات الإرهابية لمن يسيل لعابهم لتنفيذها بأقل التكاليف.
في الدراسة جردة بأهم 9 أهداف ينصح "أبو مصعب" المجاهد الناشط على حسابه الخاص باختيارها للقيام بإرهابيات مؤثرة، كالمطارات والموانئ وقطارات الأنفاق والجسور الحيوية والمباني العامة الحكومية، كما الساحات التي تشهد منافسات رياضية شهيرة محلياً ودولياً، وصادف أن المجلة نفسها أفردت بدورها صفحات عدة العام الماضي لتحقيق يفتح شهية المبتدئين بالإرهاب، وكان بعنوان "اصنع قنبلة في مطبخ بيتك"، أشارت فيه إلى ضرورة الاستعانة بطنجرة ضغط منزلية، كالتي استخدمها الشيشانيان في بوسطن، فتكاليفها بما فيها من لوازم إرهابية 100 دولار تقريباً.
بعد السجن في دمشق لم يعد يظهر له أثر
وبسهولة يمكن الإلمام عبر الإنترنت بمعلومات عن "الأستاذ" الذي التحق في الثمانينيات بتنظيم "الطليعة المقاتلة" في سوريا، فدربوه وتخرج متخصصاً بهندسة المتفجرات وحرب عصابات المدن والعمليات الخاصة، ثم انتقل إلى أفغانستان وتعرف إلى عبد الله عزام وانضم إلى تجمع المجاهدين العرب، واضعاً خبرته في تدريب الوافدين الجدد، فاشتهر وأصبح مقرباً من أسامة بن لادن أيام حرب أفغانستان، ثم أقام مدة في لندن عاد بعدها إلى أفغانستان التي أصبح فيها أشهر إعلامي بترويج الفكر الإرهابي عبر "مركز الغرباء للدراسات الإسلامية والإعلام" الذي أسسه هناك.
بعدها انتقل إلى ممارسة ما كان يعلم الآخرين عليه، فخطط في 1995 لتفجيرات مترو باريس، ثم تلاها في 2004 بتفجير قطارات مدريد، وبعدها بعام تفجيرات الباصات ومترو لندن الشهيرة، وانتهت به الحال معتقلاً على أيدي الأميركيين في 2005 بالباكستان، فقاموا بنقله إلى سوريا ضمن برنامج الترحيل السري لوكالة المخابرات الأميركية، وهناك زجوه وراء القضبان لسنوات، ثم أطلقوا سراحه في بداية 2012 في عز ثورة السوريين على النظام، ومن وقتها اختفى له كل أثر.
نسخة من المجلة في بيت ناصر عبدو
دراسة أبو مصعب في Inspire المرفقة بجردة ضمت أهم الأهداف المعادية التي يتوجب على المجاهد التركيز عليها، ومنها الساحات التي تشهد منافسات رياضية تجذب عشرات آلاف المتفرجين ومئات الكاميرات التلفزيونية، كما والتحقيق بالإنجليزية أيضاً، والخاص بكيفية صنع قنبلة مؤذية ورخيصة من طنجرة ضغط منزلية، هما ما لفت انتباه الكثيرين من المبتدئين على الإرهاب في الولايات المتحدة ممن كانوا يطالعون المجلة "أون لاين" بلغتهم الإنجليزية، فيتأثرون بما تروّج وتقول.
أشهر المتأثرين كان الجندي الأميركي من أصل فلسطيني، ناصر عبدو، الذي اعتقلوه في 2011 قبل تنفيذه مخططاً لمهاجمة مطعم قاعدة "فورت هود" العسكرية بالولايات المتحدة لقتل بعض رواده من الجنود، وأدانوه بالمؤبد، فقد عثروا في بيته على نسخة من أول عدد من المجلة، بحسب ما قرأت "العربية.نت" من ملف التحقيقات معه.وقبله اعتقلوا جندياً أميركياً من أصل فلسطيني أيضاً، هو نضال حسن، الطبيب العسكري النفسي الذي قتل 13 من زملائه الجنود في 2010 داخل قاعدة "فورت هود" نفسها.
أما المجلة التي صدر آخر عدد منها ربيع هذا العام، فتحولت من ورقية إلى إلكترونية بعد مقتل محرريها، القيادي الأميركي من أصل يمني أنور العولقي، والأميركي من أصل باكستاني سمير خان، ويتوقون أن تتوقف إلكترونياً أيضاً.(العربية)