22-04-2013 04:21 PM
بقلم : هاني الفلاحات
منذ بدء الازمة السورية شاع في الاجواء تفسيرات تستقريئ مستقبل الازمة السورية، ولأن قدر الاردن دائماً أن تكون أرضه ومياهه وحدوده وإقتصاده وسكانه هم عناصر الحلول للازمات الاقليمية في معادلة السياسة الشرق أوسطية، فقد عرفنا أن هذه الازمة ستأتي على ما تبقى من إنجازات الاردنيين التي تم بناءَها بالعرق والدم وشرط البنك الدولي المُذلة.
اليوم يستحي مسؤولينا من الحديث عما ستؤول عنه أزمة سوريا، ويتهرب أولياء نعمتنا من التصريح عن تلك المخططات التي ستنفذ في قادم الايام، واليكم بعض تلك السيناريوهات حسبما فتح الله علينا من قدرة التحليل والربط بين خيوط المعادلة، ومنها:
• كان في الاردن اكثر من نصف مليون سوري تم إعفائهم من تصاريح العمل إسوة بالمصريين وباقي جنسيات العمالة الوافدة، لماذا؟! بينما حُبس سكان الزعتري.
• مدن وقرى الاردن من شماله الى جنوبة تعج بالسوريين، أفراداً وعائلات يعملون في كل ميادين العمل، ومعهم وثائق سورية ويُحسن الاردنيين معاملتهم، وكثر في الاونة الاخيرة مصاهرتهم، لماذا؟! ومعظمهم هاربين من الحرب، لماذا لم يُحتجزوا في الزعتري؟!
• الجيش السوري يترك مواطني سورية يعبرون الحدود بالآلاف ولا يُحرك ساكناً، لماذا؟!، اما دلالات القذائف السورية التي لم تقتل أحداً على حدودنا الشمالية، وتسقط حول الرمثا بعيداً عن المنافذ التي يعبرها السوريون الهاربون، لماذا؟! وهل هي للاعلام لكي نستوعب المراد؟!
• تملك قادة فتح اراضي شاسعة في المفرق منذ 7 سنوات، ما دلالة ذلك؟!
• إعلان المفرق منطق تنموية منذ سنوات دون إجراءات لتمكين المنطقة للتنمية، كيف يمكن أن يُفهم ذلك؟!
• ظهور قضية "البدون" ممن لا يحملون جنسية اردنية في البادية الشمالية، ويطالبون بها الآن، ما علاقة ذلك بالزعتري والازمة السورية؟ً!
• الاعتداء على مقر حركة الاخوان في المفرق مراراً بالتكسير والحرق، والاعتداء على المسيرات، ما دلالات ذلك؟!
• لم نعد نسمع عن فلسطينيي سوريا شيئاً في الاعلام، هل من الممكن أن يكونوا هُجروا الى الاردن ليندمجوا بين أقاربهم ونستوعب التوطين دون الاحساس بالمشكلة؟!.
• هل سكان الزعتري اليوم هم فلسطينيي سوريا الذين سنقبض ثمن توطينهم في مدينة الزعتري رابع المدن الاردنية في عدد السكان؟!
• الولاية الهاشمية للأماكن الدينية في القدس، لماذا الآن؟!
• الرسائل الاعلامية التي أظهرت أن معظم قادة السلطة الفلسطينية تملكوا مساكن في عمان، لماذا؟!
• أوباما في اسرائيل وعند السلطة وفي الاردن في ظل أزمة أمن إقليمي، وحديث عن كونفدرالية، هل هي إجراءات مدروسة؟!، أم غباء امريكي؟! أم هي فهم امريكي جديد للتعاطي مع العقلية الشعبية العربية عموماً والاردنية على وجه الخصوص بعد الربيع العربي؟!
• تشوية صورة المجلس 17 منذ لحظات ولادته، وتشكيك الناس بنزاهة النتائج، وإبطال نتائج بعض الدوائر، هل هي إجراءات لمستقبل المجلس ام خدمة لمخططات الازمة السورية على الاردن؟!
• التقارب مع حماس التي تقيم في سورية والتوسط بينها وبين السلطة وإجتماعاتهما على الارض الاردنية، ما هي دلالاتها؟!
• سيناريو الاختلاف مع السعودية وقطر، وسياسة التضييق، وبعبع الازمة الاقتصادية التي نواجهها، هل هي تفاعلات ضرورية لكي نتقبل إرهاصات المخطط القادم على رؤوسنا؟!
• كيف يُمكن ان نقرأ تصريحات قادة إسرائيل بخصوص العائلة الهاشمية ومستقبلها في الاردن، يضاف اليها تصريحات نُخبة الساسة الامريكان، والتي ختمت بذلك الصحفي الذي هو صديق للملك ويُفجر ازمة في وجه صديقة وتحديداً في ظل حراك اردني مقلق للدولة والنظام، كيف يُمكن قراءة هذه الخطابات الثلاثة؟َ!
• تكرار الطلبات من زعماء الفصائل الفلسطينية لقبول إستقرارهم في الاردن حتى أولئك الذين تلطخت ايديهم بدماء الاردنيين قبل وبعد أيلول المشؤوم، ما دلالات ذلك؟!
• دلالات موقع الزعتري، وعلاقة ذلك بالمنطقة العازلة في درعا المنوي إستحداثها، وزخم الحرب السورية على درعا، وعلاقة ذلك كله بالجولان المُسَيْطرة على كل تلك المناطق؟!
• إنخراط الجيش الاردني في الازمة السورية، والتعزيزات الامريكية لقدرات الجيش، ودور الجيش المستقبلي في تسوية الازمة، كيف يمكن تفسير ذلك؟!
• إستثناء وتجاهل حركة الاخوان وإستبعادها من المشهد السياسي، وخلق ما يُعرف بحراك الموالاه، كيف يمكن أن نراه في ظل هذه المعطيات؟!
أسئلة كثيرة تستدعي وعياً وطنياً وسياسياً لمستقبلنا وأمننا وإقتصادنا، فهل نحن مدركون لما يُحاك لنا في اروقة السياسة الداخلية والخارجية؟!، وهل نحن جاهزون لكي نحمي حقوقنا وإستحقاقاتنا السياسية والاقتصادية؟!، وهل لدينا قاده عشائر وقادة فكر غير أولئك الذين يرون مستقبل الاردن من خلال فتحات جيوبهم؟! وهل الزعتري مخيم أم مدينة؟! فإن كان مخيماً فما الحاجة الى الشوارع والبرك والآبار وغيرها من خدمات البتية التحتية التي تفتقر اليها المدن والقرى الاردنية؟!