22-04-2013 04:33 PM
بقلم : أ.د رشيد عبّاس
زهرة نباتية تتفتح ! وأذن بشرية تغلق ! هذه المشاهد حدثت عند سماع صوت الأذان , هذه التناقضات العجيبة الغريبة , حصلت للأسف الشديد , فقد لاحظ المزارع ألأذربيجاني حول ما أطلق عليه نوع من الزهور وهي تتفتح لدى سماعها صوت وكلمات الأذان , خلال أوقات الأذان الخمسة سواء كان ذلك ليلا أو نهارا , هذه الورود تسمى الأخدرية أو الأونوثارة ، وهي من نوع الورود القمرية , وأن الموطن الأصلي لهذه الزهرة هو المكسيك , في الوقت الذي أكد فيه علماء النباتات أن هناك العديد من العمليات البيولوجية الطبيعية تحصل من اجل فتح وإغلاق الزهرة , وأن هناك أهداف بيولوجية لانفتاح وانغلاق الزهرة , من أهمها اخذ كمية لازمة ومحدودة من الضوء , ومن اجل التلقيح والمحافظة على الجنس , وأمور أخرى لا يعلمها إلا رب العالمين , والسؤال المطروح هنا هو: كيف قطع صوت الأذان وأختصر كل العمليات البيولوجية الطبيعية لفتح مثل هذه الزهور؟ إنها الأسرار الإلهية في كلمات وصوت الأذان .
لكن في المقابل شوهد احد الأشخاص قد أغلق متعمدا أذنيه من بداية الأذان حتى نهايته , والسؤال المطروح هنا هو: لماذا أغلق هذا الشخص أذنيه متعمدا ؟ ولماذا يتضايق آخرون من كلمات وصوت الأذان ؟ ويا ترى من أولى بان تتفتح أساريره , وتتفتح مشاعره وترتخي عضلاته عند سماع كلمات صوت الأذان ؟ النبتة أم الإنسان ؟ إن كلمات وصوت الأذان تحمل في ثناياها كل معاني التكبير, وكل معاني الشهادتين , وكل معاني الاستنفار للصلاة , وكل معاني الفلاح , كيف لا وأن الجبال تواضعت من كلمات وصوت الأذان , حتى بلغ الصوت أرجاء الأرض ، وأسمع من في الأرحام والأصلاب ، وأجابه كل شيء سمعه من الحجر والشجر , كيف لا وأن للأذان أسرارا لا يعلمها إلا هو جل شأنه , كيف لا وأن أول من أذن في الأرض هو إبراهيم عليه السلام , بآمر من الله (وأذن في الناس بالحج) , وأول من أذن في السماء هو جبريل عليه السلام , أما أذان الصلاة فأذنه سيدنا بلالا بن رياح رضي الله عنه وأرضاه , أقول هنا : لبركات أذان جبريل عليه السلام أمطرت السماء , ولبركات أذان إبراهيم عليه السلام نبتت الأرض , ولبركات أذان بلال رضي الله عنه وأرضاه تفتحت العقول , وتفتحت الغرائز , وتفتحت الأزهار .
إن تأثير كلمات وصوت الأذان على النفس البشرية السوية , وعلى الكائنات الحية( الحيوانات والنباتات) ذات الطبيعة السليمة , تتمثل في التسبيح والتهليل والتكبير والاستغفار والصلاة لله سبحانه وتعالى , وهنا أود أن أؤكد حقيقة مفادها أن العلم ربما تأخر بعض الوقت في اكتشاف تأثير كلمات وصوت الأذان على الإنسان وعلى الكائنات الحية الأخرى (النباتات والحيوانات) , مع وجود بعض الدلائل وبعض المؤشرات الدالة على وجود مثل هذا الأثر , وأقول هنا والحال هكذا : علينا أن نستمع وأن نصغي لكلمات وصوت الأذان , من اجل أن تتفتح أساريرنا , وتتفتح مشاعرنا وترتخي عضلاتنا المشدودة , من اجل أن يطمئن مرضانا , من اجل أن تتفتح أزهارنا في حدائقنا ليل نهار , ومن اجل أن تتفتح أزهارنا الأطفال في بيوتنا .