22-04-2013 04:35 PM
بقلم : محمد الوشاح
محاولة أخرى لجر البلاد الى فوضى عارمة وزعزعة وتخريب بدت خطوطها وملامحها ظاهرة بصورة جلية من خلال الاستعراض العسكري الذي نفذه التنظيم الاخواني أمام المسجد الحسيني عقب صلاة ظهر الجمعه الأخيرة بما يشبه الميليشيات المدربة والمجندة لغايات افتعال المشاكل وتأزيم الأوضاع والدفع باتجاه المواجهة والصدام مع الدولة .. حيث ردد المشاركون في الاستعراض ولأول مرة هتافات مناهضة تجاوزت الخطوط الحمراء الى درجة الاستفزاز بهدف ارغام رجال الأمن والمواطنين على الخروج عن صمتهم وانهاء صبرهم الذين لا زالوا يتحلون به عبر اكثر من 12 الف مسيرة شهدها الاردن على مدى سنتين ماضيتين .
نستطيع القول مع عزم الدولة الاردنية على التحلي بالصبر ان الاستعراض العسكري لشباب الحركة خطير جدا وهو مرتبط بكل تأكيد بجهات خارجية مكشوفة النوايا غايته العنف والقتل وأن الرسالة المنقولة من ساحة الحسيني تحمل التهديد بالفوضى الدموية في بلد يعرف فيه الجميع بعضهم بعضا ويخضعون لمعايير اجتماعية وقانونية وسياسية .. رسالة فيها تهديد لسلامة الناس واستقرار الحركة التجارية في البلد .. والسؤال الذي نطرحه أين عقلاء الحركة الاسلامية وتلك الرموز الحكيمة التي تمنع انزلاق الحركة الى هذا المستوى فتلعب دورا ايجابيا في حماية الوطن من اخطار ومرامي هذه التنظيمات حتى تبعد عنها الشبهات بتحولها من جماعة سياسية مدنية الى ميليشيا عسكرية.
انها أيها الأخوة فتن تتساقط علينا في ظل ما تحدق بنا من اخطار واختلالات فضلا عن وضعنا الاقتصادي العصيب الذي يزداد سوءا يوما بعد يوم بسبب تدفق اللاجئين غير المحدود من دول الجوار الى بلد متواضع الامكانات علاوة على اخطارالحرب الاقليمية المحتملة وكأنه ينقصنا هذا المشهد الذي يشي بإطلالة فتنة دموية داخلية .. وهذا يؤكد ان من سمح بمشهد الجمعه الخارج عن القانون يريد اخذ البلد الى نقطة تفجير لا قدر الله وبتشجيع أيضا من احدى القنوات الفضائية المحلية التي لا زالت تمارس دورا مشبوها في تغذية هذه الفتنة .
خط التصعيد الذي نتساءل عن أهدافه بدأ يرتفع جمعة بعد جمعة لان هناك من يظن داخل حركة الاخوان أن التسخين في الاردن بات ضروريا لالحاقه بالدول الذبيحة معتمدين بقراءاتهم على المشهد المصري كأنموذج يقتدى به .. غير عالمين بما آلت اليه مصر من حال يندى لها الجبين .. وقد وقفت بنفسي القادم للتو من البلاد المصرية في زيارة خاصة لعاصمتها وبعض المدن المطلة على قناة السويس على أحوال الدولة المتردية حيث تشهد مصر الآن وللأسف تراجعا ملحوظا على مختلف الصعد جعل المصريين يندمون على ما أقدموا عليه في الماضي القريب .. وأبسط الأمور التي لاحظتها أن عامل النظافة في مصر لم يعد يمارس واجبه في بلده منذ وصول الأخوان الى دفة الحكم وهذا يندرج أيضا على كافة العاملين والموظفين والمسئولين المتقاعسين عن أداء واجبهم حتى سمعتهم يقولون أنهم سيبقون في اجازة لمدة اربع سنوات حتى يخلصوا من بلوى ما يسمى بالربيع العربي الذي جعل بلدهم في مؤخرة البلدان !!!