24-04-2013 09:36 AM
بقلم : ديما الرجبي
بدأت خربشاتي تتضح من خلال قراءتي لكتاب الأستاذ عبد الباري عطوان " وطن من كلمات " , أدركت عندما بدأت القراءة أنها وثيقةً تاريخية تصلُح لأن تكون مادة تُدرس في المناهج التعليمية , ما أعجبني بتلك الكلمات أمورً عدة اكاد لا أستطيع إحصاءها , ولكن من أهم ما قرأت أننا وبكل بساطة لم نوقع كما يجب على تلك الوثيقة العربية , بل كانت إمضاءتنا أقرب ما تكون إلى خربشات . موجودة نعم ولكن لا تتسم بالوضوح أو الدقة , ذكر الأستاذ عبد الباري مشهدآ حدث بطفولته تهيئ لي أنه مُلخصآ حقيقيآ لوضعنا الراهن في شتى الدول وليس هذا فقط بل رأيت الحل من أمامي جليآ فقط بحاجة لأن نفهمه بصيغته الحقيقية .
عندما كان الأستاذ عبد الباري وأصدقاءه يحاولون أن يقطفوا بعض التمور لتذوقها , كانت القُرعة بالإجماع من نصيب الأستاذ عبد الباري لتسلُق النخلة كي يهزها بقوة لتتساقط الرُطب الشهية التي كانت تُمثل لهم أجود أنواع الحلوى وأشهاها , ما إن وصل الأستاذ عبد الباري لأعلى النخلة حتى بدء بتحريكها بقوةٍ جعلت الثمرات تتساقط متتالية . ودون إنذارٍ مُسبق نظر الى الأسفل ليجد أن أصدقاءه غادروه فاريين من الحارس الذي وقف ينظر إلى عبد الباري " مع حفظ الألقاب " يلوح له بهراوته ينتظر منه النزول حتى يقتص منه ؟!
ما هي الخيارات المتاحة الآن أمامه كي يخرُج من هذا الحصار بأقل الخسائر . بعدما فقد جنده " أصدقائه " . تبنى الأستاذ خطة حكيمة سياسية منطقية وتتسم بما قال هو عنها وانا أقتبس " الصبر "
قال عبد الباري " قررت أن الصبر هو السياسة الوحيدة التي ستنجح " ... يُكمل قوله علمت أنه حصاراً نفسيآ وعلمت أنني سأفوز ؟!
بقي فوق تلك الشجرة حتى غلب على عدوه النُعاس !! لم يستسلم , ولم ييأس ,ولم يساوم , فقط صبُر إلى حين أن أنهك صبره قوى عدوه وإستغل لحظة تعبه وفرَ فائزاً بغنائمه الى أصدقائه .
ربما لو أننا وبأضعف تقدير إستخدمنا " سياسة الصبر " قبل أن نجتمع على هذه الوثيقة العربية بالموافقة لكنا والله اعلم من الفائزين ......
من أهم النقاط التي لفتت إنتباهي وأعتقد ايضآ أنها تصُب في المصلحة ذاتُها " العربية " هي عندما توفي والد الأستاذ عبد الباري وأخذ عزاءه بنفسه كونه المتواجد الوحيد بين الأخوة في ذاك الوقت , يقول عبد الباري " لاحظت أن الحدود التي نضعُها لأنفسنا ليست حقيقية , ويمكن توسيعها دائمآ , وأننا نُصبح أقوى كرد فعل على تجاربنا , وليس نتيجة واقع الحال "
بمعنى آخر انه تفاعل مباشرة مع الدور الذي فُرض عليه في هذا الوقت , بغياب من يكبره عمرآ وقُدرة على التحمل , لم ينسحب أو يتراخى في أن يقُم بإتمام ما عليه من واجبٍ إتجاه اباه, بل كانت ردة فعله مناسبة ومتساوية بحجم المأساة التي أحلت عليهم بفقدان والده رحمه الله .
ما بين(( سياسة الصبر)) ومابين(( سياسة الثبات والقوة)) ........ هنا تأتي حكمةً ثانية لو أضفناهما معآ , اعتقد بان تلك الخربشات كانت ستبدو عليها نوعآ من الوضوح ؟!
من أجمل وأروع ما خطه عبد الباري في كتابه ويُجسد حال هذه الأمم ومصيرها , وما إستشعرته عند قراءة هذه الفقرة بالذات , هو عندما قال عبد الباري وانا اقتبس " كنا نحب أفلام الآكشن دون غيرها من الأفلام , وكنا عندما نحضر فيلم ما لا يحصُل به إطلاق لنار الا مرة واحدة كنا نشعُر بأننا تم غشُنا ونحتجُ على ذلك . بينما عندما يكون السيناريو كله عبارة عن حمام دمٍ مستمر , فكنا نخرج راضين لأن الثمن الذي دفعناه يستحق ما شاهدناه "
هنا يكون السطر الذي يُلخص تراجع الأمم عن تأدية واجباتها كما يجب وأخذ حقوقها كما هو مفترض " الثمن الذي دفعناه يستحق ما شاهدناه"
لم أنهي قراءة الكتاب بعد , ولكني أعتقد بأن هنالك حلول وأسباب وحكم سأعثر عليها في سطور هذا الكتاب , وأعتقد أن ما سردته ربما حلٌ أو كان حلً لما سبق وحدث .........
والله المستعان