27-04-2013 10:20 AM
بقلم : د محمد الخطاطبة
لقد تجاوزت سوريا الخط الأحمر باستخدامها الأسلحة الكيماوية ضد شعبها فهاهي تمارس القتل منذ اكثر من سنتين. وامريكيا تبحث عن المبرر الذي وجدته الان مع الشهود, والشاهدان الصادقان هما بريطانيا وفرنسا. وان قرار الحرب قد اتخذ في واشنطن منذ شهور والانتظار هو لحدوث هذا المبرر.
قسم الامر المنوط به التنفيذ مطلوب الى واشنطن والذي يتمثل في الحجاج العرب الذين يؤمون البيت الابيض هذه الايام ليبلغ كل بدوره في هذه الحرب.
جون مكين زعيم الاغلبية في مجلس الشيوخ الامريكي في الامس اعلن عبر شاشة الجزيرة ان سوريا تجاوزت الخط الاحمر وان امريكيا بصدد القيام بإنشاء منطقة عازلة في جنوب سوريا بالتعاون مع حلفائها دون الالتفات الى روسيا.
لماذا المنطقة العازلة في درعا ومن سيقوم بذلك ولمصلحة من سيتم إنشاؤها: حسب جون مكين والصحف الغربية فان انشاء المنطقة العازلة وفرض حضر جوي فوقها هو لوضع اللاجئين فيها وتدريب مقاتلي المعارضة وتمكين الاردن من احتلال شريط محاذي لهضبة الجولان لمواجهة جبهة النصرة والمجاهدين السوريين ومنعهم من التسلل الى اسرائيل.
في الايام القادمة سيتم التمهيد اعلاميا وعسكريا لتسخين الحدود مع سوريا لتصبح جبهة مواجهة وخلق المبررات امام الشعب الاردني ومحاولة اقناعه بضرورة القيام بعملية عسكرية لاحتلال درعا والشريط المحاذي لهضبة الجولان تحت ذرائع سيتم صياغتها بعناية.
ان بلدنا هو الحلقة الاضعف في المنطقة والإطراف المشاركة في هذه المواجهة وان الفساد والمديونية الكبيرة الناتجة عنه قد يكون السبب الرئيس في رهن قرار الاردن للمستعمر ومن اجل القيام بهذا الدور خدمة لإسرائيل وأمريكيا.
ان القيام بهذا الدور هو ضد مصلحة الاردن وشعبة لا بل سيقودنا الى مصير مجهول وخطير لم يتعرض له هذا البلد منذ انشاءه وربما يورطنا في حرب اقليمية طاحنة تحرق الاخضر واليابس قد تتطور الى حرب عالمية تضم روسيا والصين وإيران وكوريا ألشمالية فالمنطقة حولنا ملتهبة وتشهد احداث وتوترات وعدم استقرار لم تشهده من قبل, فالعراق وسوريا ولبنان وغزة ومصر وتونس وليبيا واليمن والبحرين كلها تشهد توترات وإحداث ولا ينقص المنطقة سوى عود ثقاب.
ان توريط الاردن في مثل هكذا حرب هو مغامرة بمصير بلدنا وفرض شروط العدو الاسرائيلي واستعماله لنا اداة لتنفيذ اهدافه ومخططاته واقلها ايجاد الظروف المواتية لفرض الكنفدرالية كغطاء لتهجير الفلسطينيين وتنفيذ مخطط الوطن البديل.
اذا كانت حكومتنا لا تستطيع مقاومة الضغوط الاسرائيلية الامريكية التي تريد زجنا في المجهول الذي يهدد مصيرنا ومستقبلنا فلتترك الامر لهذا الشعب الذي يستطيع بجيشه رفض ذلك والمحافظة على كيانه ووجوده وسيادته.
حمى الله الاردن وشعبه وقواته المسلحة وأجهزته الامنية درع الوطن وحامية استقلاله.