بقلم : د.عبدالله عامر البركات
رغم اني مع اعطاء الثقة لرئيس الوزراء كما كتبت سابقا فان موقفي هذا ليس بسبب ثقتي بالرئيس بقدر ما هو ثقتي ان مخاضا اخر يمر به رئيس الديوان لن يلد اسدا ولا حصانا ولا حتى كبشا أجلح. فولادة هذه المخلوقات لها شروط حمل وحامل ومحمول لا تتوفر اصلا. فكيف لنا ان نأمل في مولود افضل. اقول رغم تنفسي الصعداء وكثير من الاردنيين ان الولادة قد تمت بما توفر بالرحم فاني اشعر ككل الاردنيين بغصتين اثنتين. غصة بمن اعطى الثقة وحسبها علينا خالصة لوجه الوطن وما هي الا لمصالحه الضيقة , تمت بعد مساومات حصل بها على كل او جل ما اراد . وغصة بمن حجب الثقة وحسبها علينا كذلك خالصة لوجه الوطن وما هي الا لفشله في الحصول على ما اشتهى من مصالح كان يظن انه يستحقها لطول باعه في البيع والشراء. فقصر به الحظ فاستشاط غضبا مضريا وحجب الثقة ولسان حاله يقول
اذا ما غضبنا غضبة مضرية هتكنا حجاب الشمس او قطرت دما
وباستثناء فئة صغيرة معروفة من النواب الاحرار هنا وهناك فأن حال الشعب الاردني في موقفه من الحاجبين والمانحين كحال ذلك الشاب الذي وجد نفسه منقطعا في البرية وقد اخذ منه العطش كل مأخذ. ولما رأى كوخا في الافق قصده عله يجد شربة ماء, فوجد عجوزا تسكنه . طلب منها الماء فأتته بكوز ماء قذر لم يدرِ اين يضع فاه منه ليشرب وبعد تردد واجتهاد استقر رأيه ان يشرب من اذن الكوز فهي ابعد ما يمكن ان تفكر العجوز بالشرب منه. رأت العجوز ما فعل الشاب وهو يدير الكأس بكل الاتجاهات وبعد ان شرب الشاب من ذلك الموضع قالت له العجوز مستحسنة فعله او مناكفة منغصة عليه شربه :انت مثلي قزوز ما بتشرب غير من اذن الكوز-. وقزوز تعني انك تتقزز من القذارة. ولكم ان تتصوروا القرف والغصة اللذين شعر بهما الشاب القزوز ذاك.
كوز الشعب الاردني الحكومي له اذنان مقرفتان و يشعر الشعب بالتقزز والقرف من الكوز كله وبشكل خاص من الاذن التي شرب منها من اعطى الثقة ومن الاخرى التي شرب منها من حجب الثقة. ولكنه كان على الشعب ان يشرب . فشرب بعض هذا الشعب من الاذن التي شرب منها المانحون وشرب الاخرون من الاذن التي شرب منها الحاجبون .فلا يحسبه اي منهم معجب بنظافة مشربهم..