29-04-2013 10:27 AM
بقلم : طلب عبد الجليل الجالودي
حتى لا تختلط الأمور على القارئ الكريم أسميت هذه الحرب الدائرة في سوريا بالعبثية ( ليست البعثية ) فالبعث ليس له علاقة في ما يجري ولكن البعثيون العرب وخاصة الجناح السوري هم من يؤيد النظام الذي كان بعثيا ثم تحول تدريجيا إلى نظام طائفي علوي يتقارب مع الشيعة ويشكل معهم هلالا شيعيا( كما وصفه وتنبأ به جلاله الملك عبد الله الثاني بن الحسين ) يمتد من باكستان حتى حزب الله في لبنان , ويتحرك الشيعة جميعا بموجب عقده الانتقام لدم الحسين بن على رضي الله عنهما , بحيث يعتبرون ألسنه ومن تسلسل منهم مسئولون عن قتله ولابد من الانتقام منهم وهذا ما حصل و يحصل ألان عبر تاريخ يمتد إلى ألف واربعمايه عام مضت . .....
الحرب الدائرة الآن في سوريا هي حرب عالميه صغيره يشارك بها الكثير من الدول والشعوب وكل منها له أسبابه ومسبباته , فإيران الشيعية , والشيعة في العراق ولبنان وفي كل مكان , يعتبرونها حربهم ألمقدسه وهي عبارة عن فزعه طائفيه لطائفه العلويين التي اعتبرها مشايخهم وملاليهم انه طائفة شيعيه , وعلى هذا هم يسلحون جيش بشار ويمدونه بالسلاح وبالمال والرجال ....
أما عن روسيا فلها مصالحها السياسية أيضا وخاصة بعد خسرانها لأسواق السلاح في العراق ثم في ليبيا فهي لا تريد خسران سوريا وموانيها التي يرتاح فيها الأسطول الروسي ويتاح لها البقاء في المياه الدافئة , ثم انه التنافس الاستعماري القديم يتجدد بين روسيا والصين من جهة والحلفاء والاميركان من جهة أخرى ......
أما إسرائيل وما أدراك ما إسرائيل.......هي السبب الرئيسي لما يحصل الآن في سوريا .....وهو بسبب دعم سوريا لحزب الله في حربه مع إسرائيل وعدم تمكنها من القضاء عليه في حرب عام 2006 بل هزيمتها أمامه ودعمها لحماس في غزه كذلك التي استطاعت الصمود أمام إسرائيل وعدم تمكينها من احتلال القطاع مره أخري ...
إسرائيل تخاف من النظام السوري بصفته الداعم لحزب الله وحماس ....وتخاف أيضا إذا سقط نظام الأسد فالبديل هو التنظيمات الإسلامية آو الإسلام الراديكالي وهو يناصب إسرائيل العداء....وبالنسبة لها هما خياران أحلاهما مــــــــر
أما عرب أمريكيا فأهدافهم هي نفس أهداف إسرائيل ورغبتهم في عدم بروز قوى إقليميه تنافسهم وتخيفهم فيريدون أن يفعلوا بسوريا كما فعلو بالعراق....... والمحير إذن (حمد قطر) يزور المناطق المحررة في جنوب لبنان أو قطاع غزه ويستقبل استقبال الإبطال ويدفع مساعدات الأعمار.......وهو الآن مع غيره يمول الحرب في سوريا ......فهو يساعد في الهدم والبناء على حد سواء .
أما تنظيم القاعدة فقد وجد ضالته بالبحث عن جهاد يسعون منه إلى الشهادة بعد أن خذل العالم كله الشعب السوري في ثورته التي بدأت سلميه..... ( ذكروني بأي عمل عسكري عملته القاعدة ضد إسرائيل ).......
أما الشعب السوري العظيم فقسم كبير منهم يثور في سبيل حريته على نظام حكمه مده أكثر من أربعين عاما بكل صنوف القهر والعنف والاستبداد.....تحت شعار لا صوت يعلوا على صوت المعركة......التي لم تحصل على جبهة الجولان منذ حرب تشرين 1973.
وقسم يتكون من أقليات تجد مصالحها تكمن مع النظام الحاكم وتقاتل معه . وقسم أخر مغلوب على أمره بين الإطراف المتحاربة.
أما قطر وبعض دول الخليج فهما التي الثورة وتسلحها....ليس لله بالتأكيد ....فليس في السياسة ما يسمي لله ....الدنيا مصالح ومصلحتها الاساسيه مع التحالف الغربي الأمريكي الداعم لإسرائيل
أما تركيا فهنالك توق دفين لديها في اعاده الخلافة الإسلامية على الطريقة التركية وتعتبر المنطقة العربية في كل بلاد الشام هي المجال الحيوي لها ولنفوذها ......
كل الأطراف تتفق على اطاله أمد هذه الحرب لأن في ذلك مصلحه إسرائيليه وذلك باستنزاف كل القوى في سوريا وإضعافها حتى لا تشكل خطرا عليها على المدى المنظور .
أما عن محاولات الكثيرين منهم عرب الخليج وأمريكا زج الجيش العربي الأردني في أتون هذه الحرب , هو أولا شعورهم بتنامي القوه العسكرية الأردنية , التي لم تتعرض إلى أي هزه منذ 1970 وخوفهم من هذه القوه المدربة جيدا , وهم يريدون إضعاف هذه القوه وتدميرها ,
على العقلاء في دولتنا التنبه لهذا الخطر وهذه المؤامرة القذرة التي تريد تدمير كل القوى في المنطقة بما فيها قوتنا نحن الأردنيين, وبقاء التفوق الإسرائيلي لجعل إسرائيل تفعل ما تريد بها, فما هي مصالح الشعب الأردني في سوريا ؟......ولماذا يراد زجه في آتون هذه الحرب ؟ .......لماذا لا نبقى على حيادنا ؟......وما هي مصلحتنا في إرسال أبناؤنا للموت وقتل بعض السوريين ؟ وماذا نستفيد ؟ ....حتى لو دفعوا لنا مالا كثيرا وسددوا مديونيتنا...............فهل نبيع مواقفنا وشرفنا بالمال حتى لو كان هذا المال عربيا.... وهل نساعد إسرائيل عدونا التقليدي الأبدي .......في تدمير ما تبقى من سوريا, نحن لم نقف في حفر الباطن ضد العراق ووقفت سوريا الأسد آنذاك مع التحالف هناك , ودفعنا ثمن ذلك الموقف ....ولكننا بقينا رافعي الرؤوس ..... كان الشعب الأردني وقيادته الملهمة آنذاك متوافقين تماما .... نعم لم نساهم حينها في تدمير العراق .... وادعوا أيضا أن لا نساهم في تدمير ما تبقى من سوريا ...... مهما كان موقفنا الشعبي والرسمي من النظام الحاكم هناك ........ ارجوا أن لا يفهم من كلامي هذا أنني مؤيد لما يفعله بشار بالشعب السوري الشقيق وخاصة العرب السنة ...فهو يمرر مخطط شيعي إيراني أيضا ......ولماذا تصبح بلدنا الحبيبة قاعدة انطلاق عسكريه امريكييه؟ ......في سوريا تتصارع الأمم والمصالح والخيانات والعهر السياسي ....فما مصلحتنا كأردنيين في دخول ذلك ؟ ....... أقول على رأي المثل الأردني ( بطيخ يكسر بعضه ) في سوريا نحن ما دخلنا إذن وليس لنا أي مصلحه بدخول ذلك .....فالكيس من دان نفسه ....... ونقول لبني يعرب كما قال الشاعر (وإن الذي بيني وبين بني أبي
.......وبين بني عمي لمختلف جدا)......... وقى الله سبحانه وتعالى هذا البلد الصابر المرابط وشعبه الطيب من كل مكروه ......أميين أمين يا رب العالمين