29-04-2013 10:31 AM
بقلم : تمارا الدراوشه
ترددت كثيرا قبل أن أكتب هذا المقال لأنه وبالرغم من كل ما حصل ويحصل في هذا الوطن من نتاج ما يسمى بالربيع العربي الذي أصبح فيه التقليد أكثر من الحقيقة،فبالرغم من قضايا الفساد وتجذر الفاسدين وزيادة نسبة الفقر والبطالة التي لا ينكرها أحد ،إضافة إلى المطالب المشروعة في بدايتها مثل الشعب مصدر السلطات ، والحكومات البرلمانية وغيرها من الحاجة إلى تعديل بعض مواد الدستور ، إلا أني أقول وكما يعلم الجميع أن النظام لدينا كان يسبق الكل في الرغبة في تحقيق هذه المطالب وحققها فعلا، فرأينا ما تم تعديله من مواد على الدستور وتحويل قضايا الفساد عبر هيئة مكافحة الفساد إلى القضاء ومحاسبة من يثبت تورطه بالأدلة خوفا من اغتيال الشخصية ،إضافة إلى إجراء انتخابات برلمانية وفقا لقانون انتخاب (وان كان عليه بعض الملاحظات) من خلال الهيئة المستقلة للانتخابات ، وصولا إلى الحكومة البرلمانية والتي رأينا إثناء جلسات الثقة العجب العجاب من النواب الذين اختارهم الشعب ومن رئيس الحكومة الذي اختاره نواب الشعب .
رغم كل ذلك إلا أن الحراكات لم تهدأ بل بدأت تهتف بعبارات لم نعتاد عليها وأصبح يطلق عليها عبارات تجاوزت الخطوط الحمراء أو هتافات عالية السقوف ، وكأنه سباق لمن يأتي بشعار جديد يهتف به في الحراكات بقصد الإساءة إلى النظام ورموز النظام وكأن الهدف لم يعد إصلاحا سياسيا أو اقتصاديا بل تعدى مسألة إصلاح النظام إلى ما هو ابعد من ذلك بكثير .
وما زاد الطين بلة هو الزيارة التي قام بها أحد قيادي الإخوان المسلمين مؤخرا إلى غزة والالتقاء بجماعة حماس حسب ما ذكرت صحيفة السوسنة الالكترونية على موقعها يوم الأحد 21 نيسان 2013 والتصريح الذي صرح به ذلك القيادي الذي لم تذكر الصحيفة اسمه ، بأن الهدف غير المعلن من الحراكات في الأردن هو إسقاط النظام الأردني وأضاف أيضا انه يتم التخطيط لتحقيق جميع أهدافهم غير المعلنة (للمزيد يمكن مراجعة الصحيفة) .
لكل ما سبق فانه يتبادر للذهن سؤال وهو ماذا لو سقط النظام؟؟؟؟؟ وهو سؤال يصعب علينا الأردنيين حتى التفكير به ، لأن ثمة حقائق يدركها الجميع وهي......هل ستقبل عشيرة أن تحكمها بالمطلق رموز عشيرة أخرى ، والجواب طبعا لا ، وهل لدينا أحزاب قوية لديها القدرة على حكم البلاد ، باستثناء حزب الإخوان المسلمين وجبهة العمل الإسلامي الذين ينطبق عليهم شعار (كلمة حق يراد فيها باطل) وتجربة الإخوان المسلمين واضحة للعيان في تونس وفي مصر وليس هناك دليل أكبر من ذلك .
ولو فكرنا بالمسألة على حقيقتها لعرفنا أنه لو حدث في هذا الوطن ما يخطط له الإخوان حسب ما صرح به القيادي المذكور ،فانه ستعم الفوضى وتتجذر العنصرية والإقليمية وسنفقد الأمن والأمان الذي نراهن عليه ، فلن يعد أحد يأمن على شرفه وعرضه وماله إضافة إلى أننا لن نجد من سيبني لنا المخيمات على حدوده وعندها لا قدر الله سيكون الندم في وقت لا ينفع فيه الندم .
نحن نعلم بأننا شعب نعيش على تراب هذا الوطن ونموت على ترابه ، أم أن هناك نظاما جديدا ينتظرنا ليخلع الفساد من جذوره ويخرج النفط من بلادنا ويعيد الأموال المنهوبة ، ويحرر القدس ، من يدعي ذلك فهو واهم لأنه كلام في الهواء ،ولأن المقصود هو هدف واحد وهو العبث بأمن واستقرار هذا الوطن ،من خلال المطالبة بالإصلاح دون أن يقدروا أي خطوة قام بها النظام باتجاه الإصلاح وكأن القصة لديهم كما قال المثل(عنزة ولو طارت).
أخيرا أنا أقول إن الوطن وتراب الوطن غالي وان هذه القيادة التي حبانا الله بها عن دون الأوطان أولى أن نحميها و نحافظ عليها ويجب أن نعلم انه حتى لو سرق الفاسدون بعض أموال هذا الوطن ومقدراته فأنه يجب علينا أن نحافظ علبه ونحميه حتى لا يسرقوا منا الوطن بأمنه واستقراره ، لذلك علينا أن نعمل جميعا القيادة والشعب صفا واحدا لنحافظ على قيادتنا ووطننا في ظل الظروف التي تقود المنطقة بأكملها إلى المجهول ، ويجب أن نتوقف قليلا عن البحث في قضايا يمكن بحثها لاحقا ، لان الوقت والوطن لا يحتمل في هذه الفترة أكثر مما احتمل ولأنه أصلا كما قال المثل (الطعام إذا فتشته ما تذوقه).
وفي النهاية أقول كما قال احدهم للأخر آنا أبوي شاطر بجبرها مباشرة بس تنكسر، فرد عليه الآخر أنا أبوي اشطر لأنه بجبرها قبل ما تنكسر ، لكل ذلك أتمنى أن نتحد جميعا لنجبرها قبل أن تنكسر وحتى لا نندم في وقت لا ينفع فيه الندم....حمى الله الأردن قيادة وشعبا وترابا .