سرايا - سرايا - لم تكن تعلم عائلة المعتقل لدى جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني محمد غنام من خربة طرامة جنوب دورا بالخليل أنّها ستستقبل ابنها فاقدًا للنطق ويعاني آلامًا شديدة وأوجاعا بالرأس بعد أقل من 24 ساعة من اعتقاله في سجن الوقائي بالخليل جنوب الضفة الغربية.

وأفرج الوقائي عن المعتقل غنام (40 عامًا) مؤذّن مسجد طرامة إلى المستشفى مباشرة بسبب تدهور حالته الصحّية.

وتقول "أم معتصم" زوجة المفرج عنه من سجون السلطة لوكالة "صفا": إن "الوقائي اعتقل زوجها من أرضه التي كان يعمل بها، ومنعوه من تغيير ملابسه واقتادوه مباشرة للتحقيق في زنازين الجهاز بالخليل".

وتضيف "أبلغنا أفراد الجهاز باتصال هاتفي أنّهم أفرجوا عن زوجي، وحينما ذهبنا لتسلّمه وجدنا حالته الصحية صعبة للغاية وقد تركوه بجانب حائط ويعاني من فقدان مفاجئ للنطق وإرهاق وإعياء شديدين.

وتشير إلى أنه جرى مباشرة إلى المستشفى الحكومي بالخليل لتلقي العلاجات الطبية، لافتة إلى حدوث تحسّن طفيف على حالته الصحّية، حيث تراجع الصداع الشديد والألم بالرأس لكنّه بقي لا يتمكن من النطق.

وتبيّن "أم معتصم" أنّ زوجها أسير محرر من سجون الاحتلال، وقضى في اعتقاله الأخير عامين متواصلين في الاعتقال الإداري، فيما قضى بضعة أعوام في سجون الاحتلال بتهمة الانتماء لحركة حماس، كما كرّر الاحتلال وأجهزة السلطة اعتقال أشقائه.

وتبعث "أم معتصم" برسالتها إلى كافة المعنيين وإلى الرئيس محمود عباس قائلة "نحن مللنا، يكفينا احتلالا ولماذا يلاحقوننا، نحن لم نعمل شيئا".

من جانبه، يقول الحقوقي فهمي شاهين في حديث لوكالة "صفا" إن هناك إجماع وطني على رفض الاعتقال السياسي، ولا يوجد أي مبرر لهذه الانتهاكات، ولا بد من عدم المساس بحرية الفكر والتعبير والانتماء السياسي، مشيرا إلى أنّه لا بد من تجريم أي معاملة قاسية لأي فلسطيني أثناء احتجازه.

ويؤكد أنّه آن الأوان لإغلاق هذا الملف، والكف عن استمرار هذه الممارسات نهائيا، لأنّها تلحق ضرر كبير بصمود شعبنا وأيضا بحقوقه وبالمشروع الوطني، لأنّها غير مبرّرة.

وحول قضية غنّام، يؤكّد شاهين على ضرورة فتح تحقيق جادّ بقضيته، ومساءلة المسؤولين عن تعذيبه وإساءة معاملته وتوفير الرعاية الصحية والاجتماعية له.(صفا)