30-04-2013 10:58 AM
بقلم : المحامي ماهر كريشان
بقلوب دامية ونفوس جللها الأسى والانكسار على دماء زكية شابة امتزجت على ارض جامعة الحسين من ابناء معان والبادية , وبدموع امهات ثكلى ,ونفوس رياحين ازهقت وغادرت باكرا متسائلة (بأي ذنب قتلت)
وبحشرجات الدمع لاطفال اغتالت رصاصات غادرة, الفرح في عيونهم وعلبة الالوان في حقائبهم وسلبوا بالامس نعمة الابوة فالحضن الدافىء اصبح باردا ,وماعاد بعد اليوم مشوار المساء المعتاد لجلب السكاكر والحلوى قائما ,والرحلة الموعودة في نهاية هذا الاسبوع الغيت حتى بدون اشعار آخر ,أي الحماقات سنرتكب اذا حاولنا عابثين أن نقنعكم ان اباؤكم قد انتقلوا الى حياة آخرى نتيجة عبثية وحمية زائفة وانهيار قيمي وثقافي سحيق عززها نهج سلطة سياسية مدبرومرصود بتدخلات أمنية صارخة , مما أفسد الحياة الجامعية بجعل الجهوية العشائرية بديلا عن الأفكار السياسية والعمل الحزبي فانهارت كأحجار الدومينو جامعاتنا واصبحت مرتعا للعنف بدلا من ان تكون منارة للفكر والابداع
يا ابناء البادية ...يا ابناء معان... يا من امتزجت دماؤكم ولكن على ارض القدس والكرامة لجنود معانيين بقيادة ابناء البادية وجنود بدو بقيادة ابناء معان ألسنا من جمعتنا متلازمة القهر والمعاناة وديكتاتورية الجغرافيا ...معا؟ وتنشقنا غبار ثروات نهبت وحرمنا منها.... معا؟ ؟ألسنا من تجرع جور وتهميش واقصاء الحكومات وظلم من نحسبهم ذوو قربى ...... معا ؟ ألسنا من لوحت وجوهنا شمس الصحراء الحارقة بسمرة اكرهنا عليها .....معا؟
ولكن اشعتها لم ولن تتسلل قط الى قلوب بيضاء وسرائر نقية,يتفطر القلب وتغتصب الدموع مآقي الرجال الشرفاء الانقياء من ابناء معان والبادية على ماحصل في جامعة الحسين ,فماحصل لايمكنه بشكل من الاشكال ولا حتى بقراءة من مرجف او ضعيف نفس او صاحب غرض لايتق الله ان يفسركسلوك جهوي اجتماعي عام, فمهما كان عدد المشاركين ان كان من بدو او من معانيين فهم المسؤولين باشخاصهم وسلوكهم ,وليس البدو او المعانيين وكذلك ومن خلال الحيثيات والوقائع فان هذا الحادث وبالرغم من جسامته وفداحته الا انه بالقطع ليس مدبرا او مخططا له ومن تابع احداث العنف الجامعي السابقه يعي تماما صدق ماندعي ,فخصوصية العلاقة بين البدو والمعانية بتاريخها وفعالياتها الممتدة تؤكد روابط دم ونسب وجيرة وتواصل اقتصادي تبادلي راسخ , فكيف لا وكان المعانيون عندما يختلفون يتقاضون لدى البدو والعكس صحيح وكان كل منهم مجلى للآخر, وقدرناالمحتوم ان طبيعة جغرافيا محافظة معان تضعنا اما استحقاق تاريخي وأزلي بعلاقة تكاملية ملزمة للطرفين شاؤا ام أبو ,وعلى من يدعي غير ذلك ان يجد لنا بديلا يضمن صيرورة الحياة اليومية الطبيعية المعتادة فنحن لسنا كشخصين متجاورين في منزل او فندق اذا اغضب احدنا من الآخر يحزم امتعته ويرحل.
,يا ابناء البدو.... يا ابناء معان ...ان قراءة الحدث بحدوده الطبيعية الحقيقية يكفينا مؤونة الاجتهاد وسوء الظن ويلقي من على كاهل مجتمعنا اعباء من الظلم حملها وتكبد خسائرها, اناشد كل عقلاء البدو والمعانيون وراشديهم ان نتقي الله في انفسنا وفي ابنائنا وان نتعاون لاظهار الحق وملاحقة كل من ثبت تورطه وسوقهم للعدالة والمطالبة بتوقيع اشد العقوبات بهم من أي جهة كانوا حتى ننأى بنسيجنا الاجتماعي عن العبث والاختلال وان نتحلى باخلاقنا الاصيلة وبحكمة الرجال الرجال وان نتماسك لتجاوز هذه المحنه وان لاندعها تؤسس لمراحل اضطراب اجتماعي اونهج كراهية لا سمح الله , وحذار من تجذير هذه الواقعة وتوريثها لاجيالننا بشكل يجافي ابسط اشكال هويتنا وخصوصيتناالمشتركة ,فلنعلم جميعا ان الازمات لا تصنع الرجال لكنها تكشف عنهم فلنكن كبارا بحجم ما ارى من كبار من ابناء معان والبادية فلنضع اليد باليد لنكون( بناة جسور لا رافعي جدران )وللننثربذور التسامح لنجني المحبة ,ولنعلم ان هذه الظروف دقيقة جدا وان للكلمة الطيبة أثر لبالغ واجر عظيم علينا انتهاز الفرصة لنيل رضا الله عزوجل من خلالها ,يا ابناء البدو ومعان الآمال الجسام تبنى على الرجال الكبار والنماذج المشرقة من المثقفين والخيرين والشيوخ والوجهاء الصادقين المنتمين دعونا نجعل من دماء طاهرة سالت فداء لنهج اجتماعي متصالح قادر على تجاوز المحن متمثلين قول عبدالله بن معاوية:
اذا كنت لا اعفو عن الذنب من اخ وقلت اكافيه فاين التفاضل
ولكني اغضي جفوني على القذى واصفح عمن رابني واجامل
متى اقطع الاخوان في كل عثرة بقيت وحيدا ليس لي ما أواصل
ولكن اداريه فان صح سرني وان هو اعيا كان عنه التجاهل