بقلم : ابراهيم ارشيد النوايسة

لمن لا يعرف الحاجة درة السعيد فهي رحمها الله أكبر لاجئة سورية في مخيم الزعتري للاجئين السوريين " 108 اعوام" فارقت الحياة مساء الاحد الماضي حيث لجأت الى الاردن قبل اشهر ، وحملها الجنود الاردنيون على الاكتاف كونها لم تكن تقدر على المشي وكان من اخر كلماتها هذه الابيات النبطية امام اعضاء من لجنة الاغاثة السعودية :
البارحة ما نمت ليلة هنية
حسيتها يا ناس بالليل ما تنام
اخذ بالدنيا بحور فضية
سبحان خلاق المخاليق علام
اهديكم من صميم قلبي تحية
سلام من قلب على الشوق معتام
بلغوا سلامي للقرايب سوية
كل حي باسمه بالغ العقل وغلام
يا بيرق عالي بحق الزوية
يا ما تضحي بشناقها حيل وافطام
من كف الشباب السعودية
يا عز ما تلفي على البيت ما تنظام
اقول رحمك الله يا والدتي لقد جسدتي معاناة شعب بريء عانى من الويلات منذ ثمانينات القرن الماضي واكبر دليل صبرك على اعتقال فلذة كبدك منذ عقود ورحلت عن هذه الدنيا ولم تفرحي يوما برؤيته
اقول رحمك الله فلقد حفظ التاريخ اسمك واسقط اسم جلادك
رحمك الله فلقد تركت خلفك معاناة سجلت بحروف مؤلمة لن تنساها ذاكرة الشعب السوري واشقائه من شرفاء العرب
رحمك الله فلقد اكدت بكلماتك ان لا حدود بين بلاد الشام فما المسير من درعا الى المفرق ببعيد
رحمك الله لقد اكدت لنا ان ذلك النظام سائر على نفس طريق الظلم منذ 1973 فلا فرق بين رحلتك ورحلت ذلك اللواء العراقي البطل الذي ذهب ليحارب في القنيطرة ليجد نفسه مظللا في درعا لينتهي به المطاف في المفرق فلا فرق في الرحلة فكلاكما استحق وسام الشرف وغيركم باق على مكانه له اوسمة اخرى