حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,27 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 31105

تبا لكم

تبا لكم

تبا لكم

03-05-2013 10:17 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور عواد النواصرة

لقد رجعت إليك يا وطني حكاية بغيظه، وإرث من بقايا الجاهلية الأولى، حيث لا مكان إلا لصاحب المكان، ولا فرصة للكلام إلا للمتحدث الأول، وكأن الأردن بنيت على أكتافهم وحدهم، والباقي أرقام وطنية لتكملة العدد، لا بواكي لهم ولا شفيع لهم في هذه الدولة، وذنبهم الوحيد أنهم من فئة معينة، ويحلم أهل الأعراف بدولة مؤسسات ودولة قانون ودولة عصرية مدنية، ولكن هيهات المنال، لقد تجذرت العنصرية في أذهان السادة حتى ابتلعت تفكيرهم وأعمت عيونهم عن الحقيقة، تلك الحقيقة التي تقول إن الناس جميعهم أمام الله سواء،
ماذا نقول هذه الأيام وما عسانا نقول، دعونا نخاطب السادة في الأردن ومن هم على شاكلتهم بالتفكير، من الذي جعلكم سادة؟ ومن جعل غيركم مستعبد لا حول له ولا قوة؟ لا تنظروا للموضوع من باب الحقد الطبقي فانا لم أهتم لكم في يوم من الأيام, وأقولها دائما تبا لكم ألف مرة، من انتم؟ لصوص في ثياب سادة. من أين جاء لكم هذا؟ واقصد بهذا: الصيت والمشيخة والمال، إرجعوا إلى تاريخ الأردن قبل 200 عام, أين كنتم ؟ وهل كنتم سادة؟ بمعادلة سهلة جميع الأردنيين بتاريخ إقامتهم بالأردن إلا عدد قليل منهم, ويعرفهم الجميع نكن لهم كل التقدير والاحترام، ولكني اقصد بكلامي هذا المرتزقة أصحاب الألقاب البالية السادة الذين أذلوا حملة الأرقام الوطنية الأردنية، بسرقة مقدراتهم وأرضيهم وأموالهم. ويقولون في نواديهم عن بعض الأردنيين: هؤلاء مرابعية حراثين، خدم لنا، لا تطعموهم، لا تدخلوهم، لا تزوجوهم إنهم تكملة عدد للإحصاءات السكانية لا أكثر ولا أقل، ونحن نقول لكم تبا لكم ألف مرة ومره وسيأتي يوم تحاسبون فيه عن جرمكم هذا, وستدفعون الثمن غاليا, وستجدون أنفسكم خارج الدائرة لا تجلسون في مجلس, ولا تقبل لكم شهادة أبدا.
الدولة العصرية التي نريد كما نص الدستور تشير إلى أن جميع الأردنيين سواء ,وان اختلفوا في العرق أو اللغة أو الدين. وهذا أبسط بند في الدستور غير مطبق نهائيا، فأصحاب الأموال والجاه فوق القانون، وأصحاب الواسطة والمحسوبية فوق القانون، ومن يعتقد بوجود العدالة في الأردن فهو واهم، ومخدوع بزيف العبارات. ولا تزال هذه البلد تدار بالواسطة والمحسوبية من أناس ترعرع الفساد في أعناقهم وملء الحقد قلوبهم وزين لهم الشيطان أعمالهم. وأعتقد هنا أن القائمين على التفرقة والعنجهية في الأردن هم أحد فئتين لا ثالث لهما: أغبياء لا يدركون بان الله يمهل ولا يهمل .أو فاسدون وملحدون لا يعرفون الله إلا عندما يحلفون به.
هل يوجد في الأردن أبناء بايرة وأبناء مدللة؟ فمنذ فترات طويلة من عمر الأردن كدولة ونحن نسمع أصحاب المعالي، والدولة، والعطوفة، من فئات معينة من أبناء الأردن، ومن مناطق جغرافية وعائلات محددة وكأن الأردن لهم وحدهم، في حين غيبت مناطق وجيوب في الأردن عن أي منصب في الدولة. وبتقريب أكثر تعتبر بعض الوزارات والمناصب الرفيعة محرمة على مناطق من الأردن وكأن الأمر لا يعنيهم بشيء ووجودهم في الأردن مقتصر على أنهم حراثين (مرابعية) يصلون الليل بالنهار لتأمين أبسط مقومات الحياة. وقد جوبهوا بالإنكار والتهميش بعد أن بذلوا الغالي والنفيس في سبيل رفعة ومجد هذا الوطن ,وقدموا أرواحهم شهداء على ثرى وتراب الأردن عبر مسيرة هذا الوطن العزيز. في حين ينام غيرهم ويحلم بجمع المزيد من الملايين أو مئات الملايين من الدنانير، يتوارثون المناصب كابر عن كابر في ظل تجاهل الحكومات المتعاقبة لمفهوم العدل الاجتماعي.
إن الواقع الأردني الراهن بحاجة إلى افتراض أو نظرية جديدة قد تساهم في حل المشكلة الأردنية في مجال العدل الاجتماعي، والذي أصبح هذه الأيام مطلب شعبي يجب على الحكومات الأردنية إعادة النظر فيه وإبرازه بصورة حضارية تتلاءم والوضع الأردني الجديد. فمن الأهداف الأساسية لأي حكومة أن تعمل على خلق الغنى الروحي والمادي لدي المواطن بمعنى آخر العمل على تحقيق العدل الاجتماعي والحرية الأساسية وأن يسود القانون على الجميع، فمن غير المعقول أن تغيب مناطق كاملة أو محافظات عن الواجهات السياسية الأردنية دون أي حجة ودون أي ذنب يقترف، وذنبهم الوحيد أنهم أبناء البايرة. حمى الله الأردن وأبقاه عزيزا.
عواد النواصرة – رئيس ملتقى المزرعة الثقافي- الأغوار الجنوبية. awad_naws@yahoo.com








طباعة
  • المشاهدات: 31105
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم