05-05-2013 09:40 AM
سرايا - سرايا - تعاني دار الحنان للأيتام في اربد من أوضاع سيئة حيث فرت فتاتان تقيمان في الدار وتعرضت احدى المشرفات للضرب من قبل نزيلة خلال أقل من شهر في وقت تعجز فيه الإدارة عن التعامل مع الاضطرابات والمشاكل لدى المنتفعات.
خلال أقل من شهر تقريبا حولت فتاتان من دار الحنان إلى دار رعاية الفتيات في الرصيفة (الخنساء) سابقا، إثر خروجهما المتكرر من الدار، على خلاف رغبة المشرفات، وعودتهما في ساعات متأخرة من الليل لكن دون اي اتخاذ اي اجراء بحق من سمح للفتيات بالخروج.
وكان عدد من الايتام خريجي دور الرعاية قد رفعوا مؤخرا مظلمة لوزارة التنمية الاجتماعية اكدوا فيها ضرورة اتخاذ اجراءات صارمة تضبط دار الحنان لما يعانيه من انفلات وعدم الالتزام بالقوانين والتعليمات الناظمة لعمل الدور.
وعزا الخريجون تكرار وقوع أعمال الشغب في دار الحنان الى عدم التفاهم بين الموظفين والنزيلات بالاضافة الى عدم أهلية الموظفين بملف العمل الاجتماعي حيث تفتقد الدار لموظفين حاصلين على شهادات جامعية في العمل الاجتماعي.
وكانت تقارير رقابية رفعت الى وزيرة التنمية الاجتماعية اطلعت «الدستور» على نسخة منها أكدت أن المشرفات فتحن باب الدار للفتيات الشهر الماضي وسمحن لهن بالخروج خوفا من التهجم عليهن، خصوصا أن الدار كانت قد شهدت حالات اعتداء وضرب من قبل الفتيات للمشرفات».
وتبين أن ثلاث فتيات من دار الحنان تم رفع شكوى بحقهن بتهمة التهجم وضرب مشرفة في الدار، ومن ثم نقلهن من «الحنان» إلى دار رعاية أحداث.
وبحسب التقرير فان الدار شهدت تعيين مديرة جديدة قبل أشهر، ولم تنجح في ضبط أمورها، إداريا وتنظيميا، في وقت تشتد فيه الحاجة إلى وضع خطة مدروسة لمعالجة المشاكل في الدار، بدلا من الاستمرار في النهج القائم حاليا، بتحويل من يطلق عليهن بـ»المشاغبات» إلى دور رعاية أخرى، كإجراء عقابي ومحاولة لضبط الأمور.
ويقول الخريجون من الدار وهم على تواصل دائم مع دار الحنان، إن مشكلة الدار تكمن في «انعدام البرامج التربوية والتأهيلية، إذ إن التركيز ينصب على الخدمات الفندقية كالمأكل والمشرب والنوم». ويتابعون أن «العاملات والمنتفعات لا يدركن احتياجات الفئة العمرية للفتيات، فضلا عن غياب برامج مهارات الاتصال، وأزمة الثقة بين المشرفات والفتيات».
وبينوا أن أحد العوامل المسببة لحالة الاضطراب استقبال فتيات من ضحايا العنف قبل استكمال العلاج والتأهيل النفسي لهن، وبالتالي فإن العاملات في الدار «لسن على قدرة للتعامل مع الفتيات». وشددوا على أن الأولوية القصوى يجب أن تعطى لوضع برامج تأهيل نفسي للفتيات، وأن يتم الاستثمار بتعيين اختصاصيين نفسيين وتدريب المشرفين الموجودين حاليا للتعامل مع هذه الحالات، بدلا من ترحيل المشاكل من مؤسسة إلى أخرى.
ويشيرون إلى أن حالات الترحيل ونقل المنتفعين من دار إلى أخرى هي «عقوبة» تستخدمها مراكز ودور رعاية، ومنها تحويل فتاة من مركز الفيحاء في مأدبا إلى مركز رعاية تأهيل فتيات عمان، بعد أن تم رفع شكوى قضائية بحقها، إثر قيامها بتخريب وتكسير مرافق في الدار، علما أن الفتاة دخلت إلى المؤسسات ضمن برنامج الرعاية والحماية، وتعاني من إدمان المخدرات.
كذلك تم مؤخرا تحويل ثلاث قاصرات من المحتاجات إلى الحماية والرعاية كن يقمن في دار الوفاق الأسري، إلى دار رعاية فتيات عمان، بعد أن تم رفع شكاوى قضائية بحقهن من قبل منتفعات وعاملات في دار الوفاق.
ويؤكد الخريجون ضرورة إعادة النظر في الأسلوب المتبع في بعض دور الرعاية، وتحديدا المتعلقة بحماية ضحايا العنف الأسري، سواء من الأطفال أو النساء، معتبرين أن «الأصل هو توفير خدمات علاجية للسلوكيات السلبية وليس معاقبة الضحايا على سلوكيات خاطئة، وغالبا ما تكون ظروفهم المعيشية السبب وراءها».