05-05-2013 09:56 AM
بقلم : أ.د رشيد عبّاس
ثنائية الخوف والطمع ثنائية غريبة عجيبة في هذا الكون الواسع , فطبيعة العلاقة بين الفرد والسماء قد خضعت لمعادلة دقيقة جدا أطرافها الخوف والطمع , الخوف من النار, والطمع في الجنة , كيف لا وقد انزل الله عز وجل الغيث بين الخوف والطمع (هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا وينشئ السحاب الثقال) , وحياة الإنسان منا يجب أن يكون منبعها الخوف , وهدفها الطمع , إن هذه الثنائية بين الخوف والطمع أوجدها الله عز وجل في السماء , ويجب أن تظهر أيضا في الأرض , من خلال السلوك الإنساني , ومن خلال جميع ممارساتنا اليومية , ينبغي أن يكون خوفنا من النار وطمعنا في الجنة هو الضابط الوحيد لجميع تحركاتنا اليومية , ينبغي أن يكون نهج حياة , وثقافة عامة في القبول والرفض , ثقافة عامة في اتخاذ القرارات , ثقافة عامة في الاختيار .
هذا التوازن بين ثنائية الخوف والطمع , يجعلنا نرتب أوراقنا الملخبطة ورقة ورقة , ويجعلنا نرتب أولوياتنا واحدة تلو الأخرى , نعم الخوف الفطري من النار والطمع الفطري في الجنة هو شيء من العبادة , قال الله تعالى : )تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون) , ويقول رب العزة سبحانه : (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين) , من هنا يجب الإِيمان بالجنة ودوامِها ونعيمها إلى غير نهاية ، والنار ودوامِها ودوام عقابها إلى غير نهاية ، فالجنة أعدت للمتقين لإِيمانهم على التأبيد ، والنار أعدت للكافرين جزاءً لكفرهم على التأبيد , لذا وجب علنا الخوف من النار والطمع في الجنة .
أنا بصراحة من الذين صوتوا لحكومة الدكتور عبد الله النسور بالثقة , أمام الله وأمام أسرتي , طبعا في منزلي أثناء التصويت , ولم يحتسب صوتي , هذه الثقة لقناعاتي الشخصية بأن هذا الشخص شخص الدكتور عبد الله النسور, يخاف الله , ولديه خوفا من النار ولديه طمعا في الجنة , والأيام كما يقال كواشف , اعتقد جازما أن التعديل الوزاري المرتقب , سيجيء فيه مخافة الله , والمتمثلة بالخوف من النار والطمع في الجنة عند إجراءه , في الوقت الذي رجح فيه مصدر حكومي مطّلع أن يستأذن رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور خلال الأيام القليلة المقبلة جلالة الملك عبدالله الثاني بإجراء أول تعديل وزاري على حكومته الثانية , والسؤال المطروح هنا هو : ما المقصود بالتعديل الوزاري على الحكومة ؟ هل المقصود الإلغاء , أم الإضافة , أم الاثنان معا , بغض النظر عن من هم الأشخاص ؟ مؤكدا حقيقة لا تقبل الشك , أن الدكتور عبدالله النسور سيأخذ بعين الاعتبار مصلحة الوطن فوق كل شيء , مصلحة الوطن تتطلب التوازن بين ثنائية الخوف والطمع , لتتحقق آية الله الكريمة في الأرض (هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا وينشئ السحاب الثقال) ولله المثل الأعلى .