05-05-2013 10:04 AM
بقلم : ياسر صباح الزيديين
لا أعرف كيف أبدأ كلام الحسرة والحرقة على وطنٍ كثُر فساده وعنفه و دخلاؤه وسيطرة غير أبناءه , كنا في السابق شعب قليل بعدده كبير بأبنائه راضين بمن حكمهم , كانت العشائرية الفخر والعز والكرامة والوحدة والألفة والمحبة والبساطة بين الأبناء , كان التزاور والتناسب والكرم حياتهم و فصاحة العربية لهجتهم , لتكون فلسطين والشام ترحالهم للزيارة أو التجارة , مرت الأيام ببساطتها على أهلها في تلك الفترة لتتغير بعدها الأحوال , يهود في فلسطين عاثوا فيها فساداً ودماراً لتكون شغلنا الشاغل , ديننا وعروبتنا و أصالتنا جعلتنا أول الغيورين عليها , لتكون دماء أبناء الوطن أول قطرات المضحين على ثرى ترابها الطاهرة , وبالنهاية زادت سيطرة اليهود عليها لأسباب نعلمها وأخرى نجهلها , ليفتح أبناء الأردنيين ابوابهم على مصراعيها لتكون المضياف لمن ترك فلسطين جراء الأحداث التي مرت بها , حيث كان لهم الحفاوة والترحيب وكرم الضيافة حتى قاسمونا لقمة الزاد وقطرة الماء والأرقام الوطنية والوظائف والمناصب لتكون السيطرة لبعضهم على الرغم من عدم منحها لهم في دول أخرى , ربيع وخريف على بلدان عربية مع تغيير في الحكم ورحيل لبعض أبناءه ليكون الأردن البلد المضياف في لقمة العيش وقطرة الماء وحبة الدواء ... ولم يبقى لهم إلا منحهم الارقام الوطنية وتمثيل لهم في صنع القرار , حتى أصبحنا نعيش في وطنٍ تعددت به اللهجات وكأننا نحن الغرباء به , ومع كل ما فعله الوطن للضيف من حسن معاملة واستقبال إلا أن الساهرين على حمايتهم أمنهم و المستقبلين لهم يتعرضون للإهانة والاعتداء , ثم تتوالى الاحداث على وطني بخيرها وشرها راضين بقدر الله , أما اليوم زادت صعوبة دوامة الحياة التي نعيشها بسبب الأحداث التي تمر بها البلاد من قوانين تأزيم و تغيير للحكومات , ومجالس نواب تبحث عن التوزير والمصالح الشخصية , وانتشار للفتن و تفش للفساد وسيطرة للفاسدين وارتفاع للأسعار ... , ومشاجرات عشائرية واعتداء وتدمير , حتى انتقل العنف لصروحنا العلمية منارات علمنا لتكون الحصيلة قتلى وجرحا , حرق وتكسير , من فئة قليلة جهلاء أو محرضة أو مندسة أو مجيرة بين أبناءنا الطلبة , لتثير النعرات العشائرية في القرى و الأرياف والمحافظات , اغلاق طرق وحرق اطارات وتفتيش للمارة كأننا نعيش في بلد لا أمن ولا أمان فيه , ليستغل من بعض أصحاب القرار و مجموعة الفساد ( ضمن سياسة خليهم يشتغلوا ببعضهم أحسن ما يشتغلوا فينا ) , لو كان هنالك اصلاح حقيقي ومحاسبة لفاسد واسترداد للأموال المنهوبة .... , ولو ان أمراء البلاد و المسؤولين بزيارات تفقدية مكثفة والتعرف على الأحوال وإيجاد الحلول مع صدق في تنفيذ الوعود , ولو ان قرارات صارمة تتخذ بحق من يستحقها وعدم التراجع فيها لما آلت الأمور لما هي عليه الان , تراكمات لأخطاء سابقة بالتوطين والتجنيس أفقدتنا فلسطين , ربيع أو خريف عربي دفعت شعوبهم الثمن بالتهجير ليكون الاردن المضياف , دول أنعم الله عليهم بالنفط لا يعرفون الا سياسة دفع الحساب راحةً لهم وإرضاءً لغيرهم , ومع كل ما يحدث في الجوار وغير الجوار فالأردن دائماً يدفع الثمن , لماذا ؟