حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,25 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 28469

هل أزمة سورية في جبهة النصرة؟

هل أزمة سورية في جبهة النصرة؟

هل أزمة سورية في جبهة النصرة؟

05-05-2013 10:22 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : ربحي شعث
عاجلت الأوساط الغربية والعالمية على تلقف خبر تقديم ولاء جبهة النصرة السورية إلى الشيخ أيمن الظواهري لكي تلملم مواقفها المُعبثرة تجاه الإنتفاضة السورية على جميع الأصعدة, فلم يتعاطى السياسيين والإعلام الغربي والعربي من أحداث متصاعدة طيلة السنتين الماضيتين من عمر الإنتفاضة السورية كما تعاطى وتفاعل مع إعلان جبهة النصرة للولاء للشيخ أيمن الظاهري لدرجة تساءل الكثيرين برهبة وتشكيك وتفسير وتخمين لهذا الإهتمام بالحدث الذي تجاوز نسبياً بكثير تغطية المجازر والإرهاب الطائفي العلني الذي مارسه ويمارسه نظام الأسد.
التصريح الذي جاء على لسان من إدعى أنه المتحدث بإسم جبهة النصرة وفي حال تم التأكد من صحة الفيديو الذي تم تداوله على موقع اليوتيوب لم يكن يحتاج إلى هذا الشعور من الصدمة والمفاجأة, فمنذ دخول جبهة النصرة ذات الأغلبية السورية على الخطوط الأمامية في مواجهة نظام الأسد وكانت تأخذ الشكل الحركي المشابه تماماً لتنظيم القاعدة ولم تُخفي تلك الجبهة طوال وجودها بإعتناق أسلوب القاعدة في خوضها تلك الحرب بل كانت تظهر في زيها الأسود وعلمها الأسود وإتجاهاتها المتشددة مالايبرر الصدمة. فلم تحمل فكراً شيوعياً او قومياً مثلاً وفجأة انكشف الغطاء.فما بال القوم وما بدى؟؟
ومع ذلك فإن تصريح "البغدادي" الشخص المبهم والذي تحدث بإسم جبهة النصرة –بغض النظر عن تبرىء الكثيرين من مجاهدي الجبهة من وجود أي صلة مع ما يسمى الدولة الإسلامية في العراق- قد كان واضحاً بإستخدام كلمة ولاء وليس أعضاء والسبب ببساطة أن القاعدة لم يعد تنظيماً منظماً كما كان في السابق يحتاج إلى تسجيل وعضوية وإشتراك واقتصر على حمل الأفكار لتحقيق أهداف واضحة ومعينة لذلك فإنه من المستحيل أن يغيب بلد لايحمل بعض شبابه تلك الأفكار المتشددة لأسباب معروفة , فمن الطبيعي أن يقتصر على الولاء الذي عرّفه أهل الإختصاص بأنها حالة نفسية وشعور داخلي لدى شخص توافق وتناغم فكره في وقت ما وحالة ما تجاه أفكار شخص معين آخر أو تنظيم أو حزب.
لكن المتتبع للتصريحات الغربية وردود فعلها تجاه الإنتفاضة السورية يستطيع بوضوح إستنتاج أن إثارة موضوع جبهة النصرة لم يكن وليد حدث التصريح ويكتشف بذات الوقت مدى التناغم السلس وتبادل الأدوار مابين نظام الأسد والمتحدث الدولي بإسمه روسيا وبين الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية.فمنذ شهور طويلة حاول الطرفان التخويف من مسلحين متشددين وإرهابيين ومتطرفين وغيرها من المفردات التي تعودنا عليها في حال أرادت دولة تبرير أي إعتداء أو تواطىء ما. فنظام الأسد كان الطالب المجتهد الذي حفظ تلك المفردات من اليوم الأول من عمر إنتفاضة الشعب السوري ضد النظام المستبد وإستخدمها لكي يبرر دمويته وجرائمه التي طالت الوطن بشعبه وبنيته وآثاره ومساجده, وتبعه الدور الغربي الذي برر بشكل مباشر وغير مباشر تقاعسه وتواطئه في محاولة وقف النزيف في سورية بحجة "المجموعات الجهادية" وكلاهما شرعن مواقفه لتحقيق مصالحه الخاصة. ولقد حذر الإحتلال الإسرائيلي سابقاً ومراراً من خطورة جبهة النصرة وغيرها من المعارضة ذات التوجه الإسلامي وفقد الأسد السيطرة على البلاد وأسلحتها الكيماوية.
لم يكترث الغرب يوماً وخاصة "أصدقاء الشعب السوري" بما يقوم به نظام الأسد من دموية ضد شعبه وأكاد اجزم ان أصحاب القرارات العسكرية الغربية تشعر بالنشوة كلما أقبل نظام الأسد على مذبحة أو تدمير . طالما أن مايقوم به الأسد هو إضعاف وتفتيت الوطن السوري واستنزافه لمرحلة طويلة . ولن يكون هناك أي قلق إلا في حال فقد الأسد السيطرة على الأسلحة الكيماوية وأصبحت في يد جبهة النصرة التي بطبيعة الحال ستشكل خطراً على أمن "إسرائيل" الذي لطالما حماها نظام الأسد لعقود. فهاهو السيد الأسمر الأمريكي يمدد الخطوط الحمراء بعد تجاوزها لأكثر من مرة في مشهد لاأخلاقي ولا إنساني ومثير للإشمئزاز من صمت العالم على هذه التجاوزات ويقرر دعم الجيش الحر بالمعلبات الغذائية والجاكيتات وغيرها من الدعم الذي لا يصد وحشية النظام للأسباب نفسها . ويخرج علينا السيد أوباما بكل هزلية في الحديث ليقول " أن أمريكا لاتعلم من إستخدم الأسلحة ومتى وأين" وفي الحقيقة هذا تجاهل متعمد من البيت الأبيض لتقريرات طائراته الذكية وأقماره الصناعية بكاميراته المتطورة التي صورت من قبل تحركات النظام السوري بأسلحته ودباباته وطائراته التي كلها تحت مرمى العدو الأمريكي كما تماماً تجاهل التعليق على تدخل حزب الله اللبناني وبعض المجموعات العراقية والإيرانية بكل الأشكال في سورية.
وهاهي الدول الغربية تنحرف عن مسار ضغطها على نظام الأسد كي يوقف حملته الإبادية الدموية ذات المكونات الطائفية وتشغل نفسها في كل مكان ليصدعوا رؤوسنا في مناقشة خطر جبهة النصرة وتداعيات ولائها وكيفية إتهامها بجرائم ضد الإنسانية وتحليل مقطع الفيديو ونفخ الحدث وتضخيمه ليكون الحدث الأخطر الوحيد في سورية.وبالتأكيد أن هذا الأمر أو الحدث الذي تم تضخيمه سيكون المبرر الوحيد أيضاً الذي سيقبل به الغرب ويتفق أغلبه على التدخل في سورية.
لذلك فإن الولايات المتحدة الأمريكية يبدو أنها ستعيد في سورية السيناريو القديم الذي شرعنت فيه إعتدائها على العراق واليمن وأفغانستان والصومال والسودان وبنفس الحجة المملة ( كيماوي, جهاديين, متطرفين وقاعدة ) بعدما تأسس أتباع سياسيين وعسكريين وإعلاميين ينالون ثقة أمريكا كي تقوم بدور محاربة " التنظيمات الإرهابية" وغيرها من مصالح .وهي بالفعل بدأت بذلك بعدما دعمت اللواء سليم إدريس ليصبح رئيس هيئة الأركان في الجيش السوري الحر وعملت على إستبعاد رياض الأسد قائد الجيش الحر وأحد مؤسسيه ومصطفى الشيخ والحاج علي في إنتخابات كان توقيتها مثيرا للجدل. وقد قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتدريب قوات اللواء إدريس في الأردن كي يحفظ بطبيعة الحال أمن الجيران ومحاربة القوات ذات الإتجاهات الإسلامية. فقد أصبح اللواء بذلك "رجل الثقة" لدى الغرب. وكما هو معروف بأن اللواء إدريس وجه التعليمات لمقاتليه بوقف التعاون مع جبهة النصرة .
نحن أمام مشهدين متسلسلين متكررين ليس في أحدهما أو كلاهما خير.. المشهد الأول هو سالف الذكر وهو إعادة هيكلة معارضة سياسية وعسكرية ستكون بطبيعة الحال ليبرالية و علمانية أو كما يسمونها (معتدلة) كي تتحدث بإسم الغرب كما حصل في أفغانستان والعراق والصومال مع جيش سوري جديد كما وعد به اللواء إدريس وسيكون بطبيعة الحال دوره كدور الصحوات العراقية أو الجيش الوطني الذي أسسه كرزاي أو حتى جيش لحد اللبناني. وهذا المشهد يحتاج إلى تدخل عسكري غربي بطبيعة الحال. أما المشهد الثاني فسيتبع الأول وهو دخول الدولة السورية في معركة داخلية بين أبناء الوطن بدأ يحضر لها منذ أسابيع المتطرفين من الإتجاه العلماني والليبرالي من جهة والإسلامي من جهة اخرى ستعمل على إعاقة إعادة الأمن بعد سقوط نظام الأسد ودخول البلد في حالة إنقسام وتخوين كما يحصل في تونس ومصر كأقرب مثال.
في النهاية نعيد ونكرر من ان تصرفات المجتمع الدولي تجاه القضية العربية والإسلامية بشكل عام والقضية السورية بشكل خاص هي من تخلق أي عداء قد يصل للتطرف ضدها بغض النظر كان إسلامي أم إشتراكي أم قومي أم غيره. وهو نفسه المجتمع الدولي من يدير حالات التقسيم في بلادنا ويأجج الإنقسام بين شعوبنا من خلال أدواته في الداخل.وهو نفسه أيضاً من سيدفع ثمن دماء الشعب السسوري العظيم كما دفعها في العراق وأفغانستان. وعلى الشعب السوري تدارك هذا الخطر قبل وبعد سقوط الطاغية في الشام وتفويت الفرصة على كل من يخطط لتعميق الشرخ داخل المجتمع السوري ومن يريد أن ينال من وحدته. فهؤلاء "الأصدقاء" لم يقدموا خطوة واحدة تحد من وقف النزيف طوال السنتين الماضيتين ولا أي شكل من أشكال الردع الفعّال ضد همجية نظام الأسد. فلا حاجة لنا ولكم لا بتدخل أو دعم خارجي مشبوه بعد سنتين من الصمت المريب ولف ودوران . فما زالت جبهة النصرة تسطر النصر طوال السنة ونصف وتتقدم في الميدان ومعها الجيش السوري الحر في إنتفاضة شعب كشفت حقيقة دول لطالما تغنت بحقوق الإنسان وطالبت بحرية الشعوب وفضحتهم, كما أنها فضحت أشخاص نتمنى أن لايكون لها أي دور في مستقبل سورية الجديدة








طباعة
  • المشاهدات: 28469
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم