05-05-2013 11:03 AM
سرايا - سرايا - قال وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، ورئيس حزب كديما، شاؤل موفاز، إن الغارات الجوية الإسرائيلية ضد أهداف في سوريا هدفها منع تعاظم قوة حزب الله وردع إيران، فيما حذر محللون إسرائيليون من عواقب دخول إسرائيل في الحرب الدائرة في سوريا واحتمال اندلاع حرب إقليمية.
وجاءت أقوال موفاز والتحليلات الإسرائيلية عقب تقارير وتأكيدات أميركية حول غارات نفذها الطيران الحربي الإسرائيلي ضد أهداف في سوريا قبيل فجر اليوم الأحد، وفي نهاية الأسبوع الفائت، وسط صمت رسمي إسرائيلي.
وقال موفاز للإذاعة العامة الإسرائيلية صباحاً، إن “المبدأ الذي يوجه إسرائيل هو منع تسرب أسلحة متطورة إلى أيدي حزب الله، والعمليات (العسكرية الإسرائيلية) التي تم تنفيذها في الماضي في سوريا تبعث رسالة ردع إلى إيران وأعداء آخرين لإسرائيل”.
وأردف أنه “بالتزامن مع تفكك سوريا، يتطلع حزب الله إلى أن يتحول إلى قوة ذات تأثير كبير في المنطقة وتحاول إيران مساعدته في ذلك”.
لكن المحلل العسكري في صحيفة (يديعوت أحرونوت) ألكس فيشمان، أشار الأحد إلى أن الغارات الإسرائيلية ضد سوريا لن تردعها وتشكل خطرا حيال احتمال نشوب حرب إقليمية.
وكتب فيشمان أنه عقب قصف الطيران الإسرائيلي لقافلة صواريخ مضادة للطائرات من طراز (اس ايه – 17) الروسي من سوريا إلى حزب الله في كانون الثاني/ يناير الماضي “اتضح أنه لا يوجد ردع هنا”.
وأضاف أنه “إذا كانت الأنباء من الولايات المتحدة صحيحة (حول الغارات التي سنتها إسرائيل ليلة الخميس – الجمعة الماضية)، فإن من شأن ذلك أن يدخل إسرائيل إلى طقوس شاقة بشن غارات في سوريا من خلال المخاطرة بأن تخرج المواجهة عن السيطرة، وستؤدي إحدى هذه العمليات (الغارات) إلى اشتعال إقليمي”.
وأشار فيشمان إلى أنه “ليس الجميع في الإدارة الأميركية يحبون هذا الاستقلال (الإسرائيلي بشن هذه الغارات) وربما هذا هو السبب للتسريبات التي تدعي أن هذه غارات إسرائيلية قد جاءت من جانب موظفين أميركيين”.
من جانبه، اعتبر المحلل العسكري في صحيفة (هآرتس) عاموس هارئيل، قيام إسرائيل بشن غارات ضد سوريا بأنه “سير ببهلوانية على حبل رفيع للغاية، وهي تحاول الإصرار على الخطوط الحمراء التي رسمتها، بمنع نقل سلاح كيميائي وسلاح متطور إلى حزب الله، من دون أن تحول الحرب الداخلية في سوريا إلى مواجهة بينها وبين نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد”.
إلا أن هارئيل قال في الوقت نفسه، إن “الحذر الإسرائيلي يبدو مجديا حتى الآن.. وستضطر إسرائيل إلى مواصلة أدائها في الشمال بحكمة من أجل ألا تنجر إلى داخل العاصفة السورية”.
لكن محلل الشؤون العربية في (هآرتس) تسفي بارئيل، رأى أن الغارات الإسرائيلية في سوريا في الأيام الأخيرة تشير إلى وجود “مصلحة مشتركة لإسرائيل والمتمردين”، وأن “إسرائيل قد توسع عملياتها الجوية في سوريا من أجل منح مظلة لحماية المتمردين أيضا”.
وتساءل بارئيل “عما إذا كان بإمكان إسرائيل، في حال مطالبتها بتنفيذ ذلك، أن توسع عملياتها الجوية في سوريا، تحت غطاء منع تسرب أسلحة إلى حزب الله أو إلى التنظيمات الأخرى، أو كمظلة جوية للدفاع عن القوات المتمردة؟”.
وأضاف أن “حلا كهذا قد يكون مريحا للولايات المتحدة والدول الغربية وتركيا، التي ليست مستعدة للتدخل عسكريا من دون موافقة دولية واسعة، وقد تجعل إسرائيل النظام السوري والمعارضة يعتادون على أنها ترى بسوريا منطقة نشاط شرعي لعملياتها مثلما تفعل في لبنان”.
وخلص بارئيل إلى التحذير من أن “تدخلا إسرائيليا كهذا من شأنه أن يمنح الشرعية لتدخل من جانب إيران وحزب الله في القتال الدائر في سوريا وحتى أنه قد يؤدي إلى فتح جبهة أخرى من جهة لبنان”.
وفي هذا السياق أشارت (هآرتس) إلى أقوال الكولونيل الأمريكي لورانس ويلكرسون، الذي تولى منصب مدير مكتب وزير الخارجية الأميركي الأسبق كولين باول بين الأعوام 2002 – 2005، بأن إسرائيل هي التي استخدمت سلاحا كيميائيا في سوريا، في إطار عملية تضليل غايتها تجريم النظام السوري.
ووصف الكولونيل الأمريكي هذه العملية بأنها “عَلم مزيف” وهو مصطلح مأخوذ من القتال البحري ويعني أن أحد جانبي القتال يتنكر بأنه الجانب الآخر من أجل تضليل عدوه أو الابتعاد عن تحمله مسؤولية عمليات عسكرية.
ونقلت الصحيفة عن ويلكرسون تبريره لفرضيته هذه بالقول لشبكة (كارنت) التلفزيونية الأمريكية، والتي اقتنتها قناة الجزيرة مؤخرا، إنه “يحكم في إسرائيل نظام يفتقر للقدرات في المجال الجيو – استراتيجي والجيو – سياسي”.
وأردف ويلكرسون “قد شاهدنا أدلة مثيرة على ذلك عندما تعين على الرئيس (الأمريكي باراك) أوباما أن يقول لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو: أجر محادثة مع أنقرة، أيها الغبي، وأخرج نفسك من العزلة التي تتواجد فيها” في إشارة إلى اتصال نتنياهو مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان وتقديم اعتذار على مهاجمة أسطول الحرية التركي.