حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,26 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 26996

ماذا بعد واشنطن

ماذا بعد واشنطن

ماذا بعد واشنطن

05-05-2013 11:25 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : حماده فراعنه
سؤال مهم طرحه إيال مغيد على صفحة هآرتس يوم 3/5 يقول: ما الذي نريده نحن الإسرائيليين بعد ذلك ؟؟ وذلك رداً على موقف نتنياهو، الذي لم يتصف بعدم الحماسة فقط، بل ولا حتى بالرد الإيجابي !! فقد ذهب نتنياهو كما قال سيما كدمون في يديعوت أحرونوت، "إلى عدم ذكر مبادرة الجامعة العربية في واشنطن يوم الإثنين 29/4، فقد طلب بدء التفاوض بدون شروط مسبقة، وزعم أن جذر الصراع مع الفلسطينيين ليس على الأراضي بل على ماهية دولة إسرائيل أنها يهودية أم لا".
يقول إيال مغيد : "وصل وفد الجامعة العربية إلى واشنطن يستجدي السلام، بعد أكثر من عقد من الزمان، ليقترح إقامة علاقات سلام بين العالم العربي وبيننا، مقابل انسحاب إلى حدود 1967، والطلب الأخير، من قبل العرب في واشنطن، تضمن أيضاً تنازلاً يقول أن حدود 67 لم تعد بقرة مقدسة لا يلمسها أحد. وهذا يعني أن الطرف الآخر، وقبل أن تبدأ المفاوضات يتنازل لنا، وهو لا ينتظر أن نفرض عليهم طلب إبقاء الكتل الاستيطانية على حالها، بل يقبلها سلفاً، فما الذي نريده نحن بعد ذلك إذن ؟؟"
مرة أخرى سؤال جوهري بعد أن "طنّش" نتنياهو ما حصل في واشنطن وبعث وزيرة المفاوضات تسيبي ليفني ومعها مبعوثه المؤتمن المحامي إسحاق مولخو لمعرفة حقيقة الموقف العربي الذي حمله الوفد الوزاري إلى واشنطن، وكذلك معرفة ما الذي ستفعله واشنطن وما هي الخطوات المتوقعة من قبل جون كيري في ضوء استجابة العرب لمطلبه المسبق بفتح مبادرة السلام العربية التي كانت غير ملائمة، وقام الوفد العربي بملاءمتها كي تستجيب لمتطلبات التوسع والاستيطان الإسرائيلي، آخذين بعين الاعتبار الواقع الجديد الذي فرضه توسع المستوطنات الاستعمارية وتمددها في بطن الأرض الفلسطينية وعلى صدور أصحابها !! .
العرب يستجيبون لمطلب الخارجية الأميركية، ولكن مؤسسة جوجل وشبكتها العنكبوتية تستجيب لقرارات الأمم المتحدة وتضع عنوان فلسطين على مسميات قائمتها الجغرافية ودلالاتها الحسية.
لقد بشرنا صائب عريقات أن المفاوضات وصلت لطريق مسدود، ولا بد من تغيير قواعد اللعبة، ونجحت إدارة منظمة التحرير ودبلوماسيتها في ضوء هذا الاستخلاص، نجحت بهزيمة أميركا وإسرائيل أمام الجمعية العامة يوم 29/11/2012، بحصولهما على تسعة أصوات فقط مقابل تأييد 138 دولة لصالح تعزيز الاعتراف بفلسطين وقبولها دولة مراقبا، مثلما سبق لمنظمة التحرير أن هزمت أميركا وإسرائيل أمام اليونسكو يوم 30/10/2011، فجاء القرار العربي، ليضع مرة أخرى حقوق الشعب الفلسطيني بأيد غير أمينة!
صحيح أن طريق استعادة حقوق الشعب الفلسطيني متعرجة، فيها الصعود والهبوط، وفيها الصلابة مثلما فيها الانحناء أمام العواصف والتبدلات، على قاعدة المرونة والتكيف، ولكن هذا يشترط عدم تقديم التنازلات المجانية المسبقة، والمبادرة العربية لم تعط ثمارها لا في عهد شارون الذي اجتاح الضفة الفلسطينية رداً على مبادرة القمة في آذار 2002، واغتال ياسر عرفات، وها هو نتنياهو في نيسان 2013 يتجاهل تجديد مبادرة القمة العربية للسلام، ولا يتفاعل معها، لأن برنامجه هو التوسع والاستيطان ورفض حقوق الشعب الفلسطيني في المساواة والاستقلال والعودة.
نتنياهو يدرك أن العرب تزحزحوا عن موقف التمسك بحدود 67، ولكنه تجاهل "تزحزحهم" وتمسك بعنوان آخر حتى لا يدفع ثمن تنازل العرب المجاني.
فلسطين وشعبها، قضيتهم عادلة، وهذا مصدر قوتها، وعلى أرض فلسطين شعبها وليس مجرد جالية منقوصة الحقوق أو الطلبات، تتوسل المساواة والكرامة، بل شعب له حقوق معترف بها مجسدة بقرارات الأمم المتحدة وأولها وفي طليعتها قرار التقسيم 181 وقرار عودة اللاجئين 194 وقرار الانسحاب وعدم الضم 242، وقرار الدولتين 1397 وخارطة الطريق 1515 وغيرها العشرات من القرارات التوضيحية المماثلة والمكملة لصياغة حقوق الشعب الذي بقي نصفه على أرضه والنصف الآخر مطرود في بلاد الشتات والمنافي ينتظر العودة إلى اللد والرملة ويافا وحيفا وبئر السبع واستعادة ممتلكاتهم فيها وعلى أرضها، وغير ذلك إخلال بالحقوق الوطنية والسياسية المشروعة للشعب الفلسطيني، لا يقبلها صاحب ضمير، وتتعارض مع قرارات الأمم المتحدة التي أنشئت إسرائيل ووافقت عليها واعترفت بها شريطة أن تقبل إسرائيل وتوافق على قراري التقسيم 181 وحق العودة 194، وغير ذلك ودون ذلك، لن يقبل به الشعب الفلسطيني مهما قست الأيام، وتبدلت المواقف، وعلينا أن نتعلم من الصهيونية وحركتها وتوجهاتها برفع شعار عودة اليهود إلى فلسطين بعد أكثر من ألفي سنة !! .
h.faraneh@yahoo.com









طباعة
  • المشاهدات: 26996
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم