05-05-2013 11:28 AM
بقلم : حسام ابراهيم مياس
في موسم الحراثة قاد البورجوازي أبو السعيد حماره الى الأرض لحراثتها فقد قرر البورجوازي المقيت زراعة أرضه بالقمح ليتحكم في أرزاق أهل القرية فهم أناس بسطاء فقراء معدمين لا حول لهم ولا قوة.
وصل أبو السعيد الى أرضه و وازن النير على رقبة حماره الهزيل الذي لم يذق طعم الراحة منذ عقد من الزمان, فلم ترحمه بقع جلده المتسلخة و لا حركته البطيئة التي تدل على أن هذا الحمار بالكاد يستطيع الوقوف على أربعته.
حين أرهق الحمار من حراثة الارض و لم يعد يستطيع الصمود أكثر حتى تحت صلي سوط صاحبه المتبجج نظر أبو السعيد حوله ليجد شلاش قادما نحوه.
شلاش: يعطيك العافيه عمي أبو السعيد.
أبو السعيد: أهلين شلاش.
شلاش: والله يا أبو السعيد مرقت عليك على الدكانه لقيتك مسكر, كنت بدي اتداين من عندك أكم غرض مشان نطبخ.
أبو السعيد: سكرت الدكانه مشان أحرث الأرض بس هالحمار ملعون الوالدين كشنت من التعب, الظاهر أنه ختير.
شلاش: يا زلمه ارحم هالحمار, من 10 سنوات و أنت بتحرث عليه لبين ما عاد يقدر يوقف على رجليه, شوفه كيف بلاهث و مقطوع نفسه.
أبو السعيد: شو رأيك يا شلاش تخدمني هالخدمه و أمسح نص الدينات اللي عليكو؟! " قالها و لؤم الدنيا في نبرة صوته".
شلاش: اذا فيها شطب نص ديناتنا اطلب اي شئ, شو ما كان و انا جاهز بس دخيلك بدنا اغراض مشان نوكل.
أبو السعيد: بدي أركب نير الحمار على رقبتك و تحرثلي الأرض لأنه الحمار تعب و بدي ألحق أحرث الأرض و أزرعها قمح, بتحرثلي الأرض و بشطب نص الدينات, شو قلت؟!
شلاش: و شو بعرفني انك رح تمسح نص الدينات؟! ما احنا لا بنقرأ و لا بنكتب.
أبو السعيد: ول ول هسا بطل بيناتنا ثقه؟! مديون و الك عين تسولف؟
وافق شلاش على حراثة الأرض بدل الحمار, قام أبو السعيد بتركيب النير على رقبة شلاش و بدء بحراثة الارض و لسان حاله يقول " من ايدي اذا بشطب قرش واحد من الدينات يا بقر".
ذكرتني مقولة أحد المسؤولين اﻷردنيين حين وصف أمريكا بالشريك الاستراتيجي بأبو السعيد حين كان يفك النير عن الحمار لإراحته في وقت حراثة اﻷرض ليضعه في رقبة شلاش. أبو السعيد تشدق بذات المقولة فشلاش شريك أبو السعيد الاستراتيجي الدائم في الحراثه.
حرث الأرض و انحرث عليه و ما شطبوله هالدينات.