05-05-2013 09:18 PM
بقلم : المهندس وصفي عبيدات
لا ادري هل وضعت دوريات الشرطة على طرقاتنا لتنظيم المرور أم لترهيب المارة ؟ ولا ادري ما هي المعايير التي تتبعها لجنة تنظيم المرور لتحديد السرعات على الطرق الداخلية والخارجية في المملمكة الاردنية الهاشمية.
أن المسافر من اربد الى عمان وبالعكس يلحظ مفارقات عجيبة في عملية تنظيم المرور ، حيث لا يدري احد كيف ولماذا حددت السرعات على الطريق بتفاوت غريب ، ففي نفس الظروف المتشابهة من الطريق تجد السرعة تارة ١٠٠كم/ س وتارة ٩٠ كم/ س وتارة اخرى ٨٠كم/س ويزداد العجب انه وفي معظم الاحيان تجد أن السرعة الأعلى وضعت على اجزاء من الطريق تكون تضاريسها اكثر انحدارا واكثر انعطافا ، والملفت أيضاً ان السرعة تتغيير من الاعلى الى الاقل بشكل مفاجئ وبدون اي سبب وبدون مقدمات ، ناهيك عن انك تحتاج لمجهر لرؤية شاخصة تحديد السرعة ، علما ان شاخصة تحديد السرعة في كل العالم تكون واضحة وتعلق فوق الطريق وليس بجانبها ، وسرعان ما يزول العجب عندما تكتشف أن وراء كل تبديل للسرعة من الاعلى الى الادنى تقبع دورية شرطة تترصدك ليخرج إليك الشرطي من بين السيارات معرّضا نفسه للخطر رافعا بوجهك إشارة قف فيُدخل في قلبك الرعب ، خوفا عليه من الدهس وخوفا منه لانه سيواجهك بكشرته المعتادة ليخبرك بانك مخالف رادار بتجاوزك ٣ او ٥ كم وما يترتب على ذلك من سلب لما خططت لتشتري به خبزا لعيالك وخاصة من محدودي الدخل لان الأغنياء غالبا ما يشطبون المخالفة مهما كانت درجتها، فينغصون عليهم يومهم .
فالواضح ان الهدف من توزيع هذه الدوريات على جوانب الطرق ليس لتنظيم المرور وتوجيه السائقين وحثهم على الالتزام بقواعد المرور لإيصال الرسالة المقدسة وهي المحافظة على أرواحهم وبذل قصارى الجهد لوصولهم الى وجهتهم بكل يسر وسلامة ، ولكن الهدف هو المخالفة وليس الا ، فمن خلال تجربتي لم اسمع من اي شرطي كلمة توجيه وإرشاد لضرورة الالتزام بقواعد الطريق
والمؤسف والمزعج أيضاً ان كثير من هذه الدوريات تمارس هواية المضايقة والإزعاج للمسافرين ، فكثيراً ما يتم إيقافك من قبل الدوريات المترامية على جوانب طرقنا دون ان يكون هناك أية مخالفة واضحة ، فعند سؤالك إياهم عن سبب إيقافك تسمع رداً غريبا عجيبا وهو انه يريد عمل تدقيق امني ، ولا ادري من اين استمد الشرطي هذه الصلاحية ومن منحه إياها ، ولا ارى في ذلك الا تحقيق المقولة القائلة بان كل اردني متهم حتى تثبت برائته ، وباعتقادي ان هذه الدوريات وضعت لمراقبة السير على الطرقات وليس للملاحقة الجرمية ، وتساؤلي هل المواطن الاردني تنقصه هذه المضايقات التي تكون في بعضها خارجة عن السلوك المحمود؟
فيا ترى هل هذا تنظيم أم ترهيب مروري؟
وهنا أوجه دعوة لمهندسي المرور لزيارة اربد ليصيبوا عصفورين بحجر فيتمتعوا بالمناظر الجميلة ويستمتعوا بالهواء النقي ويقفوا على حقيقة ما أشرت اليه.
تحياتي لكل رجال الامن العام الذين يسهرون ويعملون لراحتنا.