06-05-2013 02:35 PM
بقلم : علي دعسان الهقيش
ما حدث ويحدث من أفعال ونتائج تدمى لها القلوب وتذرف لها الدموع أسى وكبدا وكمدا ولوعه, ونحن ندفن رؤوسنا في الرمال غير أبهين بما يحدث ,نرمي بالتبعات على الإقليمية والجهوية المتدثرة بمفهوم العشائرية الأوسع وهي منه برئيه ,ولم نسمع من احد يخرج خارج هذا النطاق ليقول بكل ذلك كلمة حق لان هذا وقتها أن استثنينا ما قاله رئيس الجامعة الأردنية د.اخليف الطروانة حين قال أن ما يحدث هو مخطط له وأبنائنا هم من ينفذون فهل جبن الجميع أمام من يعيثون فسادا في البلاد والعباد ويهدمون سمعة تعليمية بنيت كدا وعرقا سنين طوال .
الجائل بناظريه في ربوع وطننا الغالي يؤلمه ما يحدث ويعتصره الحزن وينزف قلبه له دما , حين يرى تحول جامعاتنا من ميادين علم إلى ساحات حرب وأمرها في تطور من فترة لأخرى ومن جامعة لأختها في تنافس محموم كان الأجدى أن يكن هذا التنافس في البحوث العلمية , في أمر يلمسه كل ذي بصيرة بان جامعاتنا لم تعد تودي رسالتها التي أسست من اجلها وإنما أصبحت أدوات تنفيذ لمخططات حاقدين لا يفرحهم ولا يسر ناظريهم أن يروا الأردن أمانا مطمئنا وإنما يفرحون ويطربون لمثل هذا .
كانت أحداث جامعة الراحل العظيم هي القشة التي قصمت ظهر البعير وان كان البعير هذا قد نحر في جامعة موته من قبل وجامعة اليرموك هي من شحذت له السكين وجرى المسلسل هذا على حلقات في البلقاء التطبيقية والجامعة الأردنية والهاشمية وال البيت وجرش والإسراء والزيتونة وغيرها الكثير ,أن استثنينا جامعات قليلة مثل الجامعة الألمانية والأميرة سمية للتكنولوجيا وجامعة الشرق الأوسط ناءت بنفسها عن حروب شقيقاتها .
هي معادلة تجعل الحليم حيرانا وتزيد الحائر حيرة , لماذا الفتن في جامعات دون غيرها أليست كلها جامعات أردنية وطلابها من كل بقاع الأردن ,هذا الأمر مدعاة على الأقل أن يفهم من جامعات أصبحت ساحاتها ميادين حرب من جامعات أمنه كيف هو السبيل الذي سلكته لتسير وفقه وتحذو حذوها أن لم تستطيع آن تجد بوصلة أمانها بمفردها ,هذه درب وهناك دروب أخر لوئد الفتنه واجتثاثها من جذورها وعبئ ذلك ملقى على كاهل القائمين على إدارات تلك الجامعات بان يعوا بان جامعاتهم تلك هي ميادين علم فلتكن قراراتها حازمة وجازمة لا تهاون فيها عند حدوث أي مشكلة وان يكن امن الجامعات خط احمر حقيقي ليس كخطوط حمر نقفز عنها كثيرا , العلاج بفصل محدثي تلك المشاكل فصل نهائيا مهما كان حجمها لتكن رسالة لكل من في رأسه فتنه أو كان محراك شر أن لا مكان له بين جنباتها بل آن الشوارع هي الأولى لتتلقفه ,لكن البديل المخالف الذي تسير عليه كل الجامعات هو العامل المساعد لكل تلك الحروب التي تحدث هنا و هناك ولا أقول مشاجرات لأنها فاقتها بالضر واه .
صمت الجامعات المطبق وكل المعنيين بأمر التعليم وتهاونهم هو من يدينهم ويجعلهم شركاء في المخطط المرسوم والذي يهدف إلى تجهيل الشعب الأردني ليعرف القاصي والداني بأنه شعب غير قادر على إدارة نفسه والحال هكذا فهو بحاجه لمن يديره وكيف لا وحال المتعلمين وطلابه يسر بال العدو ويثخن جراح الصديق .
تخرج علينا بين الفينة والأخرى تبريرات تجافي المنطق وهي كمن يدس السم في الدسم فتلقي باللائمة على استثناءات القبول كالمكرمة العسكرية ومكارم المدارس الأقل حظا , والهدف ليس المكارم تلك بعينها وإنما تجهيل المستفيدين منها ,فالأولى معدلاتها لا تبتعد كثيرا عن التنافس والثانية ذنبها في رقبة التخطيط العقيم الذي يمارس عليها فلم يعالج الداء وإنما أجج المرض ,كان الأجدى بمن خطط الارتقاء بهذه المدارس إلى صفوف مدارس الحظ عندها تكن النتائج واحده لتكن كلها تنافس ,ومره يخرجون علينا أن المشكلة هي في الغش في مدارس الأطراف هو من يأتي بطلاب للجامعات لا يستحقون النجاح في التوجيهي فوجودهم في الجامعات يجر الويلات لها , أن لم يكن فتح المجال للغش وفق ما خطط له فأين هيبة الدولة لتفرض, أليست قادرة على ذلك اجزم أنها تملك ذلك أن توفرت لها الجدية .
أرى ويرى معي الكثيرين أن ما يحدث لم يكن وليد الصدفة وإنما دبر له من قبل في جنح ظلام أو في وضح النهار ,لتكن نتائجه تجهيل فئة معينه من الشعب الأردني من خلال فتح الأبواب على مصراعيها لتحقيق ذلك ,فكما خرجت علينا مقولة الأقل حظا وهي البداية غض الطرف عن الغش ولم تكن مصادفه أن مكانهما واحد لتصب نتائجها المغلوطة كما رسم لها في الجامعات فكانت الأداة في تأجيج الفتن والمعارك فيها الأسباب تافهة لا تستحق كل هذا لتكتمل فصولها بالمعالجات الخاطئة من الإدارات الجامعية والقرارات الخانعة والضعيفة لتفتح المجال لتعاد مرات ومرات هنا وهناك .
فهل نستوعب الرسالة في البداية كفئة مستهدفه ولو متأخرا ونعالج مخطط كهذا بمخطط أنجع منه لنكن منارات علم فنرد الكيد في نحر صانعيه ,وهل تستوعب إدارات الجامعات أن علاجها الخجول لا يبري ساحتها من المشاركة في الجريمة وتضع حدا للأدوات الطيعة لأصحاب المخططات وان تلقنهم درسا مضمونه أن الجامعات لطلاب العلم فقط وما عاداهم ليس له مكان إلا خارج أسوارها .
فهل تكن أحداث جامعة الحسين بن طلال هي ألخاتمه ونرجو الله ذلك , وان يفهم كل الإطراف ما يحاك لهم فيتكالبون على دفن تلك الفتن وصناعها في جحور هم .
حمى الله الأردن ورد عليه نعمة امن يسحب بساطها من تحت أقدامه ونحن على عيوننا غمامة عن ذلك معتقدين بان أيامنا الخوالي لازالت ,لكن هو عهدي بالشرفاء من كل أبناء الوطن بأنهم سينتصرون لوطنهم حين تتكالب عليه المحن وسيأتون بالعلاج الشافي لكل تلك العلل ,كما إنني أراهن على أبناء معان الشماء بادية وحاضره أن تئد الفتنة وان تتحامل على جراحها وان كبرت ,لان الملمات لها رجالها وهم رجالها بان تكن الألفة ووحدة الصف والعودة لسابق العهد ديدنهم ليعودوا شوكة في حلق كل حاقد وباحث عن العبث بأمن الوطن وكل ناعق بالخراب .
نعم هم النشامى الذين يتسامون على الجراح في سبيل الوطن ودرء لمخططات حاقديه