حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,27 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 62810

يا جبل البعيد .. قاسيون

يا جبل البعيد .. قاسيون

يا جبل البعيد  ..  قاسيون

07-05-2013 10:39 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور ظاهر محمد الزواهرة
حين لج الخليج بالسفن المحملة والقاذفات بكيت ، وحين بكى البحر من هول الحاملات الموت والطائرات التي قبّلت أرض النخيل بكيت ، وسالت الدماء ، واختلطت بالنفط المقدّس ، واكتوى القلب بنار وقودها الحقد الدفين ، وصاح طفل من ملجأ العامرية : الخائنون إلى الجحيم ! الشاربون دماءنا ، والمغتصبون نفطنا ، والعابثون بتراثنا ، والسارقون قصائدنا وكتبنا ، و ... إلى الجحيم !
عبثت بنا يد الدهر أم نحن العابثون ؟ هدّت معاولنا سواعدنا أم هدّها طول الأمل ؟ ألف عام ونحن نجهز للسفر البعيد ، ونعد أنفسنا للفتح المبين ، ونكتب التهديد والوعيد في سجل تاريخنا ، وكل عام حين تهيم السماء بالغيوم تحط فوق رؤوسنا قنابل الغزاة كالمطر ، فتأخذ الصغير والكبير ، والرجال والنساء ، وما تبقى سوى من ضمّته الأرض إلى أو من باع أمته بثمن بخس دراهم معدودة .
البحر يصرخ ، لقد أثقل الأعداء مائي والسماء ، والدخان يعلو فوق المنابر والكنائس ، وبيت أطفال أعد ليبتسموا قبل المشيب ! أما السعادة فعدّة من أيام أخر .
وقفت على الأطلال أبكي وردة قتلت في مهد تربتنا ، والحلم الكبير لم يكن ، تبخر الماء وجفّت أرضنا حتى النخيل والصبّار يذوي يوما بعد يوم !
وكتبت وصيتي لعاشقة تسألني و تبكي ، عدنا إلى داحس والغبراء ، والعود...
وهنا صوت الزغاريد يعلو ، ظنتها " فيروز" يا جبل البعيد ضاعوا ..." فإذا جزر العروبة قد غدت فرسا حتى الخليج ، ومن يزغرد على جرحنا كيف يأتي بالضماد ؟
وحاولت من وجعي أن أرسم خارطة الوطن العربي القادم من قرطاج ، فتداخلت الخطوط الحمر ، والنقط السوداء : القيروان دم ، ومصراتة حريق ولهب وبور السعيد ،واليمن السعيد ، وقاسيون والجبل البعيد ، وغنيت مع فيروز : " بعدوا الحبايب بيعادوا ..."
قاسيون : أمن الرجولة أن نموت تحت أقدام العدى ؟ أمن الشجاعة أن نخون تراب أمتنا ستين عاما أو يزيد ؟ فلنختلف ، وليضرب بعضُنا بسوء إدراكنا بعضا ، ولنصنع الحواجز بيننا وقتا ، لكن أن يأتي اليهود فوق سمائنا فهذا ذل واندحار ، والعار كل العار لمن مع الأعداء في صف ، ويخذل ألف طفل لم ينم طيلة القصف العنيف !
قاسيون : قصفوك غدرا في ساعة الفجر ونصف قومي في نيام ، جاءت عقارب سمهم لتمج دماءنا ، وغادر الأموي أسراب الحمام .
قاسيون : تركوك وحدك للنار الحقودة واليهود ، أين أحباب العروبة والشآم ؟ أين الذين توعدوا من استباحوا أقصانا وسرحوا بالفرات ؟ والقدس لم تزل تبكي ، وكثرت بواكي أمتي من المياه إلى المياه !
وعرفت كيف تفرّق الأحباب عنّا والرجال ! وتركت أقلامي لأبكي : قاسيون ... يا جبل البعيد !.








طباعة
  • المشاهدات: 62810
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم