07-05-2013 10:19 PM
سرايا - سرايا - القدس العربي - علمت “القدس العربي” من مصادر فلسطينية واسعة الاطلاع الثلاثاء بان وزير الخارجية الامريكية جون كيري اطلع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على الخطوط العريضة للمبادرة الامريكية المنتظرة لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين المتوقفة منذ عام 2010.
واكدت المصادر بان المبادرة الامريكية “التي يجري وضع اللمسات الاخيرة عليها” ترتكز على اساس اقامة دولة فلسطين الى جانب اسرائيل على اساس حدود الاراضي المحتلة عام 1967، مع تبادل اراض لتسوية الحدود بين الدولتين، “والوصول لحلول خلاقة بشأن المدينة المقدسة وحرية العبادة فيها” من خلال المفاوضات.
واشارت المصادر الى ان مبادرة كيري لاستئناف المفاوضات تقضي بنقل السلطات الامنية والمدنية عن مناطق واسعة بالضفة الغربية للسلطة الفلسطينية، وتوقف السلطة عن السعي للانضمام للمنظمات الدولية وفق الاعتراف بدولة فلسطين في الجمعية العامة للامم المتحدة، منوهة الى ان الاجهزة الامنية ستتولى المسؤوليات الامنية في معظم قرى ومدن الضفة الغربية.
وحسب المصادر فان الاشهر القادمة ستشهد تسليم المسؤولية الامنية عن بلدات فلسطينية محاذية لجدار الفصل الذي اقامته اسرائيل حول مدينة القدس للسلطة بما يشمل نقل المسؤولية الامنية عن بلدة الرام وعناتا والعيزرية وابودويس الى السلطة واجهزتها الامنية.
واشارت المصادر بان الخطوط العريضة الامريكية التي أطلع عباس عليها حظيت بموافقته تمهيدا لاستئناف المفاوضات التي سيتم استئنافها على وقع تسليم مناطق بالضفة الغربية للسلطة واطلاق سراح المئات من الاسرى الفلسطينيين وخاصة القدامى من سجون الاحتلال، وذلك الى جانب وقف البناء الاستيطاني في الاراضي المحتلة عام 1967 باستثناء النمو الطبيعي بالقدس التي سيترك امرها للمفاوضات المنتظرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
وحول اشتراط نتنياهو بضرورة اعتراف الفلسطينيين بيهودية اسرائيل من اجل الوصول لاتفاق سلام ينهي الصراع بالمنطقة اوضحت المصادر بأن “الاعتراف بيهودية اسرائيل سيكون مسؤولية عربية”، وفق مبادرة كيري المنتظرة لاستئناف المفاوضات.
واشارت المصادر الى ان حلف الناتو سيلعب دورا رئيسيا في المطالب الامنية الاسرائيلية التي تسعى تل ابيب للحصول عليها من الدولة الفلسطينية، وخاصة المرابطة على الحدود الشرقية لتلك الدولة مع الاردن.
وتوقعت المصادر الفلسطينية بان تشهد المنطقة خلال الاسبوعين القادمين زيارة لكيري، وذلك بالتزامن مع كشف اسرائيلي بان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اوعز بتجميد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية.
وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي الثلاثاء ان نتنياهو ابلغ قراره قبل بضعة ايام الى وزير الاسكان اوري ارييل العضو في البيت اليهودي، الحزب القومي الديني الداعي الى مواصلة الاستيطان.
وحسب الاذاعة جاء موقف نتنياهو اثناء لقائه مع وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري في زيارته الاخيرة للمنطقة، حيث وعده بتجميد الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية حتى منتصف حزيران (يونيو) المقبل، لاعطاء الفرصة للجهود المبذولة لدفع عملية السلام في المنطقة.
وكان كيري بدأ جهودا في 20 آذار (مارس) الماضي بعد زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى إسرائيل والضفة الغربية بغرض استئناف مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والمتوقفة منذ مطلع تشرين الاول (أكتوبر) 2010 بسبب الخلاف على الاستيطان.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال لقائه مع اوباما في رام الله بالضفة الغربية قبل اسابيع اكد انه لا يمكن استئناف المفاوضات مع اسرائيل من دون تجميد الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين.