حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,26 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 23517

آه ما اغبانا رغم ادعائنا العلم

آه ما اغبانا رغم ادعائنا العلم

آه ما اغبانا رغم ادعائنا العلم

09-05-2013 01:27 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المهندس وصفي عبيدات
الكثير منّا يعرف ما يجري في عالمنا العربي من ربيع مزعوم والكثير يعرف لماذا يجري ما يجري ، ولكن الكثير منا يريد ان يتغافل عما يعرف لانه لا حول ولا قوة له حيال ما يجري ، فلم يعد خافيا على احد كبير او صغير ذكر او أنثى ان ما يجري ما هو الا مخطط استعماري جديد يرمي الى تدمير الوطن العربي وتقسيمه الى دويلات وكانتونات صغيرة ضعيفة هزيلة يُولّى عليها أحجار صهيونية تأتمر بأمرها وتنفذ برامجها لتسهيل مهمة امريكا وحليفتها المدللة اسرائيل على بسط سيطرتها على المنطقة بخيراتها وثرواتها الطبيعية لتحقيق شعارها " اسرائيل الكبرى من الخليج الى المحيط " .
فما يجري في عالمنا العربي ومنطقتنا الشرق أوسطية ما هو الا حرب صليبية متجددة أعلنها سئ الذكر السفيه بوش الابن عندما أعلنها صريحة في حربه على العراق ، الحرب التي جيش لها الجيوش وحرك لها البوارج والأساطير بمساعدة بريطانيا ودول العالم بعد ان صور لهم بأسلوب استخباراتي شيطاني بان العراق بقيادة البطل صدام اصبح يهدد استقرار العالم ، فزيفوا وحرفوا الحقائق حتى تكالبت الامم على بغداد المجد والتاريخ التى سقطت بأيديهم والتي بسقوطها أسقطت النساء العربيات ما تبقى في احشائهن من أشباه الرجال فلا داعي لان يزيد الزبد زبداً ، فهذه الحرب وما رافقها من خيانات وخسائس من الدول العربية أتت على آخر حرف من كرامتنا فتهاوت عواصمنا بعد بغداد جمعاً وفرادى فلم تعد فلسطين قضيتنا فكل بلاد العرب اصبحت قضايانا ولم تعد القدس لوحدها جريحةٌ فكل عواصمنا اصبحت جِراحى ، وهنا اقول للقدس عذراً ، فلقد حاولنا ان نعيدك لعواصمنا فأبت عواصمنا الا ان تأتيك ، فأرسلنا إليك بغدادَ وطرابلسَ ودمشقَ وشقيقتنا الكبرى قاهرتنا ، فوالله يا قدس قد نسيناك كما المجدَ نسينا وانهمكنا بدينار نجمعه وبحضن زناة الزمان ارتمينا .
لقد وصل الهوان في جسد امتنا بسبب ربيعنا المذل ان يصول عدونا ويجول كيفما شاء وأينما اراد دون ان يعترضه عارض ، لا بل نمهد له السبل ونتطوع لخدمته سيداً من الأسياد ، والوضع والله اكثر سؤاً فعدونا الان يستطيع ان يضرب اي هدف في عمق اي دولة يشاء متى يشاء دون ان يلقى اي ردٍ او دفاعٍ عن النفس ونكتفي بتوجيه دعوة ندعو فيها انفسنا بالضبط تحسباً لجر المنطقة الى حرب مدمرة وكأننا لسنا نعيشها ، ونحتفظ بالرد في الوقت المناسب الذي لم ولن يأتي .
فسبحان الله ابتدعو لهذه الحرب اسماً عجيبا غريبا لا تنطبق وقائعه على كلماته ، فأنَّ للقتل والترويع والتدمير والسلب والنهب والاغتصاب ان يكون ربيعاً ، فالربيع يكسي الارض حلةً خضراء جميلة تهدئ النفس وتتطيب بها الروح الا ربيعنا فهو احمر بدمائنا اسود بحرائقنا مذلٌّ للنفس باغتصاب حرائرنا ، آه ما أغبانا رغم ادعائنا العلم ، فكم هو غبيٌّ من ظن ان ما يجري في سوريا مختلف عما جرى في العراق وليبيا وغيرها ، فالحرب هي الحرب هنا وهناك والعدو هو العدو ، هناك في العراق كانت الحرب بأيدي أجنبية من الخارج واليوم في سوريا فالحرب عليها بأيدي داخلية مدعومة وموجهة من الخارج ، فالهدف هنا وهناك واحد وهو ما ذكرت في المقدمة والنتيجة واحدة ، فهي تدمير فاحتلال ثم اعادة بناء ، وباعادة البناء تكمن الطامة الكبرى فهذا البناء يستنزف كل مقدرات البلاد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتعليمية وغيرها .
فكلنا يعرف هذا وكلنا يعرف الى اين تسير الامور ، ولكنا اصبحنا كالدجاجة في حلق اسد جائع استسلمت لقدرها .








طباعة
  • المشاهدات: 23517
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم