31-05-2008 04:00 PM
شفقة وصلت حدود الهزيمة؛هي الوصف الأكثر تعبيرا عن شعوري تجاه ذلك المسخ البشري، فمنذ قرائتي الخبر حول جريمته صباح الخميس 29/5 وأنا أهذي في محاولة لاستقصاء سر شتات أفكاري ومشاعري ...أحاول من (يومها) أن أبعث في نفسي شيئا من الاستقرار، بعد هذا الترويع الذي تسببت به تلك المجزرة في أبو علندا، وياله من اسم ويالها من ذكرى سوداء استقرت في النفس..!!.
أحاول أن استشعر حجم الخوف والدهشة بل عنف حرارة الروح التي انتابت طفلا تلقى طعنة من والده.. يا إلهي !!!!!!! أي خوف وأية دهشة وأي زلزال اجتاح مشاعر طفل يتم ذبحه بيد والده؟!!!!، ماذا قال الطفل الأول؟! والثاني؟؟والثالث؟؟؟ وقبلهما الطفلان الآخران أبناء جارته..ماذا قالا؟!!! .. أي صوت أطلقه طفل يذبح وأي توسل أو استغاثة؟!! وأية أذن تلك التي سمعت ..!! .
نحن اعتدنا تدليك مشاعرنا صباحا ومساءا بأخبار عن أفضع الجرائم الانسانية بحق الطفولة وبحق الأبرياء في منطقتنا،واعتدنا أن نسمع بل نرى أحيانا يد الاجرام وهي تغتال أرواحا بشرية بشتى فنون القتل الحديثة وغيرها، واستقرت هذه المشاهد والأخبار في يومياتنا وذهبت بنا لأبعد من حالة تصحر في مشاعرنا تجاه جنسنا وأبناء جلدتنا وأحيانا تجاه أهلنا غرب وشرق وشمال وجنوب وداخل وطننا الأردني،لكن أن يستيقظ المجتمع الأردني الآمن على أبشع الجرائم المرتكبة بحق الأطفال والأبرياء وفي عمق أعماق وطننا ، وبيد ممسوخة بشكل يكفي للوشاية بأمر الانحدار الذي قطعناه بعدا عن آدميتنا....!!!فهذه فضيحة كاملة؟!! لا أستطيع مطلقا أن أفهم أسبابها، لا أملك إلا أن أتحسس رؤوس أطفالي ومن يصادفني من أطفال فقد انطلقت حملة وحشية غير معروفة الدوافع والأهداف تؤكد أن الطفولة والبراءة و مستقبل هذا الوطن جميعها ليست آمنة مطلقا..!!!!!!!!!.
دعونا نحاول الخروج من حالة الهذيان والصدمة التي داهمتنا بسماع هذا الخبر، لنحاول التكلف بأن "الوضع طبيعي وقابل للتحليل والنقاش"، ستكون محاولتنا على شكل تحليل ما يحدث داخل حدود وطننا،من ارتفاع وتنوع لمنسوب الجريمة خصوصا الجنائية منها،ستتراكم أسباب وتعلو فوق سارية راية الوطن الشهيرة بارتفاعها في سماء عمان والعقبة، وسوف تتكدس مهام لا يستطيع القيام بها أنبياء من أولي العزم للخروج الى رحاب الفضيلة الأردنية التي كانت تميزنا في غابر الأيام،وستنداح كرة من لهب الأسئلة تحرق كل الأصابع الطفولية الناعمة التي تتولى مهمة النهوض بالوطن ومجابهة أعتى التحديات... وسنلتجيء الى ركننا المظلم الذي اعتدنا أن نأوي إليه عندما يتطلب الأمر دفن الرؤوس في الأوحال...!! وسوف نخلص الى النتيجة ذاتها، "نحن نواجه أكبر وأخطر من مجرد موجة انحدار في القيم"، نحن في غابة يتزعمها وحوش على هيئة أوادم، نحن في مواجهة "مسووووووووخ" ... لا قلوب لهم ولا عقول..!!!، "نحن محض هدف تافه لطعنات غادرة تأتينا تباعا حتى من الماء الذي نشربه.."، "نحن نستحق شفقة الجلاد..!!"،فهل يشفق علينا جلادنا الذي اعتاد أن يرى دمائنا نازفة بأرخص من ثمن الماء الآسن؟؟؟!!!..نعم...سيشفق علينا الجلاد وإن لم تصدقوا ذلك فاسألوا أطفال أبو علندا،على كم من الشفقة حازوا إذ توسلوا لأبيهم؟؟!! ... ولا حول ولا قوة إلا بالله.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
31-05-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |