بقلم : أ.د رشيد عبّاس
لا احد يستطيع أن ينكر أن إسرائيل (الجارة) كيان قوي , تجمّع هذا الكيان نتيجة حتمية للظروف القاسية التي عاشها هذا الشعب خارج فلسطين , يمتلك هذا الكيان أقوى سلاح في العالم , سلاح حاد جدا , سلاح بوجهين , سلاح (المرأة / المال) , وبهذا السلاح الفتاك استطاعوا ويستطيعوا الحصول على أي شيء يريدونه , دون حسيب أو رقيب , بهذا السلاح(المرأة / المال) قرّبوا , وأبعدوا , بهذا السلاح(المرأة/المال) نصبّوا وعيّنوا , ورفّعوا , بهذا السلاح قد حرقوا آلاف الأسماء , بهذا السلاح(المرأة / المال) زوجوا وطلقوا, بهذا السلاح اخترعوا لنا أطفال الأنابيب , بهذا السلاح اخترعوا لنا علم التهجين , بهذا السلاح تركوا بيننا دروساً بليغةً , نعم حتى عطرهم فيه رائحة هذا السلاح , بهذا السلاح قدموا ويقدموا لنا الهدايا !.
قبل أشهر قدمت لنا تسيبي ليفني , وما أدراكم ما تسيبي ليفني(النخلة المثمرة) , قدمت هدية ثمينة جدا , هي اعترافها بأنها مارست الجنس مع شخصيات عربية , وقالت بالحرف الواحد أنها مارست الجنس ليس من اجل الجنس وإنما كان من اجل دولة إسرائيل , وهم الآن (الشخصيات العربية ) تحت رحمة اعتراف تسيبي ليفني , ولا شيء سيمنعها من ذكر أسماؤهم , ويبدو أن لديها مهارات عالية في إدارة الوقت , تعرف متى تعترف ومتى تفضح ومتى تستر , كيف لا وقد عملت وأبدعت بالجاسوسية بالموساد , وهذه الأيام الصعبة (أيام الداحس والغبراء) يبدو أن إسرائيل ستقدم لنا هدية أخرى جديدة , حيث جاءت الإذاعة المسمومة , الإذاعة الإسرائيلية وأمام الغضب الأردني استشهدت بمسؤول إسرائيلي لم تذكر اسمه , ولكن يبدو أن أسمة الفاضح المحترف ، جاء ليندد بنواب الأردن مهدداً ومتوعداً ، إذ يقول المسؤول : إن النواب يشّتمون إسرائيل لكنهم يتوسلون من اجل زيارتها ، كاشفاً النقاب عن ثلاثة وفود زارت إسرائيل مؤخراً والتقت رئيس الحكومة الإسرائيلية ومسؤولين في الخارجية الإسرائيلية ! بمعنى أن إسرائيل تقول لأسماء كثيرة هنا أنها أذا لم تسكت فإنها ستقوم ربما بالإعلان عن أسماء أعضاء تلك الوفود التي زارت إسرائيل .
نقولها وبكل صراحة أن سياسة إسرائيل هذه الأيام تقوم على محاولة نقل المعركة إلى الأردن ( ولن تستطع بأذن الله) من خلال تقديم (الفضيحة) الهدايا الثمينة ,


ونقول للذين احتلوا تسيبي ليفني برا ! وللآخرين أعضاء تلك الوفود التي زارت إسرائيل ليلا , كيف كان هذا الاحتلال الجنسي , وهل اختلفتم فيما بينكم على : من الجسد أو من جسد تسيبي ليفني (النخلة المثمرة) ! ونقول للآخرين كيف كانت هذه الزيارات الوطواطية , وهل اختلفتم على من سيجلس في الصف الأول , وهو غير مرغوب فيه في هذا المكان الليلي , طبعا الوطواط (الخفاش) كائن ليلى ، أي ينشط ويطير أثناء الليل ، كما أنه لا يري بوضوح ، ولذا فإنه يعتمد في التعرف على طريقه ليلا أثناء الطيران على إصدار أصوات سريعة التردد قد لا يميزها الإنسان ، وهذه الموجات الصوتية تصطدم بالأشياء المحيطة مثل الشجر و الحوائط وقطرات المطر ويرتد صداها بذبذبات متفاوتة يمكن للوطواط التمييز بينها , ومن الطريف أن الوطاويط تطير عادة في مجموعات ، لكن كل منهم رغم ذلك يستطيع أن يميز بدقة الموجات الصوتية الصادرة منه ، وصداها بالنسبة لغيره من الوطاويط الأخرى .
أليس كل ذلك على ارض فلسطين , أليس كل ذلك قرب المسجد الأقصى وما حوله , يا ألوية الاحتلال الجسدي , ويا رجال الزيارات الوطواطية ! نقول لكل هؤلاء , عليكم أن تتأملوا قوله تعالى : (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ) صدق الله العظيم .