حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,26 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 28949

لماذا لا تكون عمان بدل القاهرة

لماذا لا تكون عمان بدل القاهرة

لماذا لا تكون عمان بدل القاهرة

15-05-2013 09:48 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المهندس وصفي عبيدات
لماذا لا تكون عمان عاصمة العرب ومقر جامعتها ، فعمان هي الحضن الدافئ الذي يخلد اليه أبناء أمتها في محنهم وفي راحتهم ، وهي التي تفتح ذراعيها لكل من يقصدها منهم حين لا يجدون غيرها بديلا لعواصمهم عندما يضيق عليهم عيشهم فيها ويغيب الامن وتنتشر الفوضى والقتل في شوارعها ، فلا يتردد اي عربي حدودي وغير حدودي ان يحمل ما خف من المتاع ويقصد عمان ليجد الحدود مُشّرعة ويُستقبل بالترحاب ، فلقد أخذ الاردنيون على عاتقهم نصرة إخوتهم العرب ، وما ان تطأ أقدام إخواننا ارض عمان حتى تُقدّم لهم كل التسهيلات للانخراط في المجتمع المحلي فيتمتعوا بكامل حقوق المواطنة .
ولقد شاركت عمان العرب همومهم وأفراحهم أينما كان الهم واينما كان الفرح ، فعمان هي التي آوت إخوتنا الفلسطنين النازحين واللاجئين ومنحتهم حق الإقامة والعيش حتى صاروا مواطنين أصليين لهم ما لنا وعليهم ما علينا ، ولقد ناصر الأردنيون إخوتهم المهاجرين من الفلسطينين كما ناصر الأوس والخزرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في المدينة المنورة عندما أخرجهم أعداء الله من مكة المكرمة ، فتقاسمنا وإياهم كسرة الخبز وشربة الماء ، في حين أُغلقتْ أمامهم حدود الكثير من الدول وفي مقدمتها حدود مصر ام الدنيا، وان تجاوز الحدود نفرٌ قليل منهم الى دول الجوار فلم يلقى ما لقي إخوتُهم في عمان ، ولم يحصلوا حتى الان على حق المواطنة كما حصل عليها من جاء لعمان ، فلم يُمنح احدهم جواز سفر او رقم وطني بحجة المحافظة على حق العودة ، لا بل فان دول كالكويت قامت بتسفيرهم في اول محنة المّتْ بهم كما يتم تسفيرهم الان من سوريا وقد يلحق ذلك فلسطينيوا لبنان .
وعمان هي التي فتحت حدودها لاخوتنا العراقيين الفارين من نار حروبهم الثلاثة المتتابعة واستوعبت مئات الألوف منهم دون ان تنتظر الى رد للجميل من احد ، وبعد العراقين كانت عمان على موعد مع اليمنيين والليبيين فلفاها ما لفى ولم تضيق بأحدهم ضرعا رغم انهم وفي بعض الأوقات اعتدوا على مقدراتها واعتدوا على امنها ولكن عمان هي عمان ذات القلب الكبير المحب للعرب كل العرب .
والآن يرفد عمان مئات الألوف من جيراننا السوريين حيث شرّعت عمان أبوابها أمامهم دون مِنة او اجر ورغم الظروف القاسية الي نعيش لكننا نتقاسم معهم ومع كل العرب لقمة العيش لنجدد المؤآخاة الاولى مع أهلنا من فلسطين والثانية مع أهلنا من العراق .
وأبت عمان ان تلطخ يدهما بدماء إخواننا واشقائنا العرب ، فلقد رفضت ان تلطخ تاريخها الابيض مع العرب حين تكالبت دول العالم بما فيها الدول العربية وعلى رأسها الشقيقة الكبرى مصر على بغداد فكان لكل العرب الخزي والعار الا عمان فبقيت شامخة الراس بيضاء الوجه ناصرة لعروبتها محافظة على كرامتها . والآن وفي صراع الأخوة السوريين وقفت عمان سداً منيعا امام كل المؤامرات التي يحيكها القذرون من العرب بالتآمر مع اسرائيل وأمريكا والغرب لتدمير سوريا والتدخل بصراعها عسكريا ليقضوا على ما تبقى من رفات الحضارة والتاريخ بعد ان دمروها في فلسطين والعراق ، يضاف الى ذلك كله ان عمان تستقطب ما يزيد عن المليون مصري للعمل فيها رغم حاجة ابنائها للعمل .
بالمقابل ماذا فعلت القاهرة للعرب ، أليست هي التي غلّقت الأبواب امام الغزّيين وحاصرتهم في بقعة محدودة لتقضي عليهم اسرائيل ؟، ماذا فعلت للقضية الفلسطينية؟ ، أليست هي التي ورطت العرب في معاهدات الذل والهوان مع اسرائيل وإعطائها شرعية الدولة وبالتالي شرعية الاحتلال ؟، الم تغلق القاهرة أبوابها بوجه الليبيين في أوج محنتهم؟ أليست هي من قادة جيوش الذل والعار ضد بغداد ؟، أليست من تاجرت بوحدة السودان ؟.
بعد هذا كله الا تستحق عمان ان تكون عاصمة العرب ، وان تكون مقراً لجامعتها ؟








طباعة
  • المشاهدات: 28949
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم