بقلم : د. زيد سعد ابو جسار

من أهم أسباب قيام الكيان اليهودي الصهيوني إضعاف الأمة الإسلامية من خلال الفتن وما ينتج عنها من فوضى وتخلف وضعف وهذا الأمر أصبح واضحا من خلال ما يعانيه العالم العربي وكذلك العالم الإسلامي من تفكك عرقي وطائفي ومذهبي وإقليمي امتداد لسياسة فرق تسد التي من خلالها تم و يتم تحقيق أهدافه وأطماعه . 

عقود طويلة من زمن التفرق والقهر والعذاب والتخلف نتائج الفتن, عاشها كل مواطن عربي وبدون استثناء في هذا الوطن الممزق, كافية لإقناع الشعوب العربية , وكل إنسان على وجه هذا الكون , أن اليهود الصهاينة هم أعداء للبشرية كافة من خلال إشعال نار الحروب بينها وتضليلها. وأول هذه الشعوب هو الشعب الفلسطيني كون بداية قيام الكيان اليهودي الصهيوني على أرضه وما ضاق من قتل وتشرد على يديهم وكذلك الشعوب المحيطة بهذا الكيان التي عانت منه وحاربته ,وما حصل طيلة هذه العقود من أحداث وفتن كافية لان تجعل من هذه الشعوب قادرة على فهم ألاعيب وأهداف وتصريح السياسة اليهودية.

كثر الحديث عن الوطن البديل من قبل الكيان اليهودي الصهيوني ,والذي يمكن فهمه على مبدأ سياسة هذا الكيان أن المقصود من ذلك الفتنة بين الشعبين سياسة وضيعة من كيان لا يعرف القيم ولا يعرف معنى قيمة وحب وفداء الوطن عند الإنسان كون هذا الكيان مشرد بين الأمم منذ نشأته,لا يتوانى لحظة واحده في الهرب من حيث أتى , وسياسة مغفلة تدين نفسها باعترافها أنها قامت على ارض لها شعب وبالتالي تعمل على تعويضهم بوطن بديل ,والمقصود الفتنة بين الشعبين, إذ أن هذا الكيان لن يسمح للشعب الفلسطيني قيام دولته المستقلة لا ضمن حدود الضفة وقطاع غزه والدليل ما هو حاصل بين الضفة والقطاع ولا خارج هذه الحدود لاعتبارات امنيه.
إن هذه المرحلة هي من اخطر مراحل الصراع العربي مع هذا الكيان , والتي يمكن تجاوزها في ظل هذا الضعف العربي من خلال وعي المواطن إذ أن هذا الكيان لم يقم منذ بدايته واستمراره على القوة إنما قام على الفتن وسياسة التفريق .الوطن البديل يعني يهودية الكيان والذي سيهجر ما تبقى من الشعب الفلسطيني من خلال المضايقات والتعويض أو من خلال مبادلة الأراضي.

ليس أمام الشعب الفلسطيني إلا العودة للانتفاضة والتي يجب أن تساندها وتدعمها كل الشعوب العربية, هذه الانتفاضة تعني انتفاضة العالم العربي, للخروج من هذا الواقع الذي تعيشه ,لان ما تعانيه هذه الشعوب هو من عدو واحد وهو الكيان اليهودي الصهيوني, قام منذ بدايته على الفتن والتفريق ولم يقم على القوة .
د.زيد سعد أبو جسار