18-05-2013 10:47 AM
بقلم : تمارا الدراوشه
يعلم الجميع أن كل دولة ومنذ تأسيسها تعمل على تشكيل جيش قوي، وتعمل باستمرار على تعزيزه من أجل القيام بواجبه الأساسي وهو الدفاع عن الوطن ضد أي معتدي أبا كان، وترتبط قوة أي دوله بحجم القوة العسكرية لديها ومدى قدرة هذه القوة على حماية الدولة من الأخطار الخارجية ، إضافة إلى الأدوار التي قد تكلف بها للحفاظ على الأمن الداخلي للوطن .
ما دعاني لكتابة هذا المقال هو الصراعات التي تحصل في الدول المجاورة ،سواء كان في العراق أو لبنان أو سوريا وتداعيات ما يحدث في هذه البلاد على جاراتها من الدول ، واخص بالذكر هنا الأحداث المتسارعة التي تحصل في سوريا وعن التهديدات التي أطلقها نظام الأسد بأن احتراق سوريا سيمتد إلى دول أخرى وقصد بها الأردن ، وهنا لن أتحدث عن تصريحات الأسد الأخيرة حول ذلك فقد كتب عنها الكثيرين من سياسيين وإعلاميين وغيرهم ، وأضيف أيضا التطورات التي نشاهدها ونسمع عنها في الأزمة السورية من قبل القوى العالمية ، فساعة يطلبون الحل الدبلوماسي وساعة أخرى يلوحون بالتدخل العسكري ولكن الحقيقة حتى الآن لا يعلمها احد .
والسؤال المطروح لدينا هو ماذا لو اندلعت الحرب ؟ وهذا تساؤل مشروع في ظل الظروف العسكرية والسياسية التي تعصف بالدول من حولنا ، والسؤال يمتد إلى تساؤل أخر وهو هل نحن حقيقة جاهزين لافتراض اندلاع الحرب لا قدر الله .
وهذا التساؤل أوجهه للمسؤولين المعنيين بهذا الخصوص ،وسؤالي لهم هو هل سيعيد الفاسدين الأموال التي سرقوها من هذا الوطن لتساهم في تعزيز قدرة الوطن العسكرية عند الحاجة ... وهل سنشاهد أصحاب الدولة وأصحاب المعالي والسعادة على جبهات القتال يرفعون من معنويات جنودنا ، أم هل سنشاهد أولئك الذين يسعون دوما للاقتراب من أصحاب القرار بشتى الطرق لأهداف شخصية في مكانهم ، وهل سنرى صيحات الإعلاميين و أصحاب القنوات الفضائية ((محراك الشر في هذا الوطن )) تسخر قنواتها وأقلامها للدفاع عن تراب هذا الوطن ،
وهل أعددنا العدة لمجتمعنا لتحمل المرحلة (فيما لو اندلعت الحرب لا قدر الله )
بحيث يكون لديهم الاكتفاء الذاتي من كل شئ ، وأنا هنا اذكر على سبيل المثال لا الحصر أنه عندما يتم قطع التيار الكهربائي عن تجمع سكاني معين بسبب عطل بسيط نشعر مدى الارتباك والفوضى وكأن الناس عادوا إلى القرون الوسطىوأمثلة غير ذلك كثيرة لا مجال لذكرها الآن.
وأتساءل أيضا هل من المكن أن نشاهد بقايا الفاسدين قد غادروا وعائلاتهم الوطن وتركونا ، وبعض أصحاب مراكز المسؤولية من أصحاب الدولة والمعالي هم غادرونا أيضا، ولم لا ... فليس لديهم من أسرهم القريبة جندي سيحارب، فهم لا يعرفون مثل هذه المهن الشريفة والمخلصة التي تدفع بالإنسان بالتضحية بنفسه من أجل وطنه وقيادته ،أنا لا ادري ...وهل الحراكات سواء التي تتزعمها جبهة العمل الإسلامي أو الأحزاب الأخرى ستتوقف وتكون جاهزة للدفاع عن تراب هذا الوطن أم أنهم سيذوبوا كقطعة الثلج عندما تسطع عليها الشمس الحارقة ، فعلا لا أدري .
لكن الحقيقة التي يجب أن يعلمها كل مواطن غيور على هذا الوطن وقيادته، ومهما كان موقع مسؤوليته أنه يجب أن يكون الوطن والمواطن جاهزين دائما لأي خيار قد يفرض عليه ...لأننا غير هذا الوطن لا نملك ، وفي سبيل ترابه مستعدين للموت، ونقدم الغالي والنفيس للحفاظ على وحدته وقيادته الهاشمية التي لن نرضى عنها بديل، وكما قال المثل ( ما يحرث البلاد إلا عجولها ).
وأخيرا أتمنى من الله عز وجل أن يجنب هذا الوطن أي حرب وأي مكروه لأنه كما قيل قديما الحرب يشعلها الحكماء ويموت فيها الشجعان ويقطف ثمارها الجبناء، حمى الله الوطن قيادة وشعبا وترابا.....