بقلم : العقيد المتقاعد:عبدالله سليمان الحنيطي

قال تعالى( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب ) وقال رسول الله صلى الله علية وسلم " مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنّا خرقنا في نصيبنا خرقاً، ولم نؤذ من فوقنا! فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم نجوا، ونجوا جميعاً .

هناك ثقافة يتبناها البعض ان الذي ينصح ويبين الخطأ هو من يريد ان يخرب ويدمر ويودي بالبلد الى فوضى ولكن العكس هو الصحيح وهو ان من يسكت عن الخطأ وعدم محاسبة الفاسدين هو الذي من حيث يعلم او لايعلم سيودي بالبلد الى منحدر سحيق ونقول لهم ان المطالبين بالإصلاح هم صمام الأمان للبلد ونقول ايضا لأصحاب هذه الثقافة .هل هناك اصدق من كلام الله عز وجل وكلام رسوله الكريم ؟ مالكم أين عقولكم؟ ان مراد الاية الكريمة أعلاه هو ان الفتنة لا تصيب الفاسدين والظالمين فقط بل ستصيب الجميع ومنهم الصامتين الذين لم يصدعوا ببيان الخطأ والخلل وقول كلمة الحق ورضوا بالواقع الذي لا يرضي الله ولارسوله.وحديث الرسول يصور لنا المجتمع كالسفينة بها مجموعه من الافراد فإذا سمح سكان السفينة ان يقوم بعض الافراد بخرق السفينة ستغرق السفينة بمن فيها صالحين وطالحين اما اذا اخذو على ايديهم ومنعوهم من خرق السفينة نجا جميع سكان السفينة ووصلوا الى بر الأمان.وبناء علية نحن في الاردن الحبيب ندعو وبكل حزم ان يصدع الجميع ببيان الخيط الابيض من الخيط الاسود وقول الحق بدون عنف وبالحكمة والموعظة الحسنة وأريد ان اذكر مساحين الجوخ بقولة تعالى( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّار) ويجب ان يحاسب الفاسدين حتى لايودي سكوتنا عليهم ان يأخذونا بجريرتهم وتغرق سفينتنا بجميع من فيها