22-05-2013 01:56 AM
بقلم : د. شفيق ربابعة
أزف الرحيل
إنّي نويت على الرحيل مودّعا = وطني الحبيب وعزوتي وغوالي
أنا راحل رغم اشتياقي للذرى = عمّان أمست في الهوى موّالي
آنستُ فيك معالما لا تُنتسى = يا للمدرّج[1] والعهود خوالي
يا مسقط الرأس الذي يبكي على = عمْرٍ قضيتُ , يتوق للإطْلال
يا أيها الريان[2] إنّي راحلٌ = شوقي إليك بواقعي وخيالي
قد جاء غٌرْبٌ واشتروا زيتونتي[3]=والبعض عُرْبٌ,أتعسوا لي حالي
الماء شحّ كما المؤونة أُنقصِتْ = والسعر زاد وجاز حدا عالي
والكهرباء تضاعفت في سعرها = والغاز كابوسٌ بأيّ مقال
والحال ساءت كيف أوصف كُنْهها = والدار كلحى[4] تلك كالأطلال
ماعدتُ أعشقها لفقد حنانها = والدفء ولّى مُنْذِرا بزوالي
والظلم خيّمَ والفساد مؤطّرٌ = والبطش ساد وبات ذو إجلال
والعدل ولّى باكيا ممّا بنا = من خسّةٍ ومذلّة بتجالي[5]
ودّعتُ عهد الإبتسام بحرقة = فكئآبةٌ في أحسن الأحوال
غنيّتُ ما قبل الفساد بفرحة = واليوم أبكي حالة الإذلال
ماكان سهلا أنْ أُودّع أخوتي = يا للوداع لديرتي في الحال
الجسم باقٍ بضع وقت بينكم = والعقل طار وصار كالرحّال
ذهب الربيع مودّعا لسهولنا = وأتى الخريف يهيج كالزلزال
باعوا البلاد لكل من رغب الشرا = ولكلّ من ملكوا لحفنة مالِ
صار الأجير معلّمي بل سيدي = وأنا أقوم بأتعب الأشغال
حاولتُ جهدي أن أعيش بعزّةٍ = وكرامةٍ,فصُدِمْتُ بالأهوال
فحزمت منذ الأمس بعض حقائبي = وغدأ سأبدأ قصة الترحال
*****
21/5/2013
[1] المدرج الروماني في عمان حيث يروي عن ماض بعيد
[2] . الريان :وادي الريان الذي يتبع أراضي بلدة جديتا مسقط رأس الشاعر
[3] . زيتونتي : ترمز للأرض والدار والمؤسسة وكلّ ماتم بيعه
[4] كلحى : كالح لونها وكأنها موشّحة بالسواد
[5] . بتجالي . من الجلي الوضوح