حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,10 مارس, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 20646

أزف الرحيل

أزف الرحيل

أزف الرحيل

22-05-2013 01:56 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. شفيق ربابعة

أزف الرحيل

إنّي نويت على الرحيل مودّعا = وطني الحبيب وعزوتي وغوالي

أنا راحل رغم اشتياقي للذرى = عمّان أمست في الهوى موّالي

آنستُ فيك معالما لا تُنتسى = يا للمدرّج[1] والعهود خوالي

يا مسقط الرأس الذي يبكي على = عمْرٍ قضيتُ , يتوق للإطْلال

يا أيها الريان[2] إنّي راحلٌ = شوقي إليك بواقعي وخيالي

قد جاء غٌرْبٌ واشتروا زيتونتي[3]=والبعض عُرْبٌ,أتعسوا لي حالي

الماء شحّ كما المؤونة أُنقصِتْ = والسعر زاد وجاز حدا عالي

والكهرباء تضاعفت في سعرها = والغاز كابوسٌ بأيّ مقال

والحال ساءت كيف أوصف كُنْهها = والدار كلحى[4] تلك كالأطلال

ماعدتُ أعشقها لفقد حنانها = والدفء ولّى مُنْذِرا بزوالي

والظلم خيّمَ والفساد مؤطّرٌ = والبطش ساد وبات ذو إجلال

والعدل ولّى باكيا ممّا بنا = من خسّةٍ ومذلّة بتجالي[5]

ودّعتُ عهد الإبتسام بحرقة = فكئآبةٌ في أحسن الأحوال

غنيّتُ ما قبل الفساد بفرحة = واليوم أبكي حالة الإذلال

ماكان سهلا أنْ أُودّع أخوتي = يا للوداع لديرتي في الحال

الجسم باقٍ بضع وقت بينكم = والعقل طار وصار كالرحّال

ذهب الربيع مودّعا لسهولنا = وأتى الخريف يهيج كالزلزال

باعوا البلاد لكل من رغب الشرا = ولكلّ من ملكوا لحفنة مالِ

صار الأجير معلّمي بل سيدي = وأنا أقوم بأتعب الأشغال

حاولتُ جهدي أن أعيش بعزّةٍ = وكرامةٍ,فصُدِمْتُ بالأهوال

فحزمت منذ الأمس بعض حقائبي = وغدأ سأبدأ قصة الترحال

*****

21/5/2013


[1] المدرج الروماني في عمان حيث يروي عن ماض بعيد

[2] . الريان :وادي الريان الذي يتبع أراضي بلدة جديتا مسقط رأس الشاعر

[3] . زيتونتي : ترمز للأرض والدار والمؤسسة وكلّ ماتم بيعه

[4] كلحى : كالح لونها وكأنها موشّحة بالسواد

[5] . بتجالي . من الجلي الوضوح








طباعة
  • المشاهدات: 20646
برأيك.. هل تتجه المواجهات بين قوات الأمن السورية و"فلول النظام السابق" في منطقة الساحل نحو تصعيد يمتد إلى مناطق أخرى؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم