حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,21 فبراير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 108484

خمسة أمتار فقط والكريم من يتجاوز

خمسة أمتار فقط والكريم من يتجاوز

خمسة أمتار فقط والكريم من يتجاوز

23-05-2013 02:30 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. إبراهيم بدر شهاب الخالدي

لا يدرك كثير من الناس أهمية البيئة وضرورة الحفاظ عليها نظيفة خالية من الملوثات المختلفة ، كالقمامة ، والمياه العادمة ، والدخان ، وغيره . ولا يدركون آثار هذه الملوثات البيئية على صحتهم وحيويتهم ، وكذا آثارها النفسية والعضوية ، فضلاً عن تشويهها لجمال الطبيعة الذي تستروحه النفس وتتشوفه .

ولا تعنيهم نظافة الشوارع والساحات وأفنية البيوت ، لذلك فهم لا يفتؤون يلقون القمامة والنفايات والملوثات المختلفة كيفما اتفق ، في الشوارع والساحات العامة ، وفي أي مكان يرتاده الناس ، فتنبعث منها الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف ، وتعبث بها القطط ، والفئران ، والحشرات ، والقوارض ، التي تنقل الأمراض والأوبئة ، ولاسيما الطاعون إلى الإنسان والحيوان على حد سواء .

وفي التاريخ شواهد كثيرة على كوارث بشرية حصدت آلاف الأرواح بسبب الطاعون والأوبئة المختلفة ، التي نتجت عن عدم الاهتمام بالبيئة ونظافتها ، بل بتعمد تلويثها وتشويهها في بعض الأحيان .

وفي بلدنا الأردن ثمة ظواهر بيئية غير سليمة وغير حضارية ، ولا ينظر إليها على أنها كذلك ، فلا يكاد الزائر لأية منطقة سكنية أو سياحية فيه ، إلا ويجد أكوام النفايات منتشرة في أرجائها ، ملوثة لجنباتها ؛ وهو ما يشكل ظاهرة مزعجة غير مقبولة وغير معقولة ، بل مشكلة مؤرقة تتفاقم كل يوم ، فلا المواطن يعي خطورتها ، ولا البلديات تقوم بواجبها في إزالة أكوام النفايات ، أو المحافظة على نظافة الشوارع والساحات العامة ، ولا الصحافة ووسائل الإعلام الأخرى تلتفت إليها كما يجب ، فتنهض بواجبها في توعية المواطنين بمخاطر هذه الملوثات ؛ وذلك لنقص الوعي البيئي لدى هؤلاء وأولئك ، وعدم وجود قانون يردع أولئك الذين يهملون أمر البيئة ، فيلقون نفايتهم وقاذوراتهم كيفما اتفق ، في كل حين ، وفي كل مكان ، ويعبثون بكل مرفق عام ، ويتلفون الغابات رغم قلة مساحتها وضآلة حجمها.

ومن هنا بات من الضروري إعادة النظر في سلوكنا اليومي ، ومراجعة القوانين والتشريعات الناظمة للبيئة ، بما يحد من خطر هذه المشكلة ، أو يستأصلها من جذورها . ولعل بتبني الاقتراحين التاليين بصورة جادة ، حلاً لهذه المشكلة جذرياً ، إذا أخذت الحكومة بهما مجتمعين .

أول هذين الاقتراحين هو التوعية البيئية ، وذلك بتضمين المناهج المدرسية والجامعية مواد تدريسية تتعلق بالبيئة ، وسلامتها ، وطرائق الحفاظ عليها ، وسبل منع تلويثها ، بحيث تتضمن نشاطات فردية وجماعية ، من شأنها غرس قيم النظافة والسلامة البيئية في نفوس الناشئة والمواطنين بوجه عام ، إضافة إلى تخصيص مساحة يومية في وسائل الإعلام لهذا الغرض .

وثانيهما ، إصدار قانون خاص ، يلزم أصحاب البيوت ، والعقارات ، والمحال الجارية ، والمصانع ، وسواها ، بضرورة التنظيف الدوري للساحات المحيطة ببيوتهم ، وعقاراتهم ، ومحالهم التجارية ، بحدود خمسة أمتار على الأقل ، وهو أمر يسير جداً ، وباستطاعة أي مواطن أن يقوم بهذا الأمر بأيسر سبيل ، بحيث يتضمن القانون عقوبات مغلظة لمن يترك محيط عقاره دون نظافة أسبوعية . ونجعل لذلك شعاراً نصه : ( خمسة أمتار فقط والكريم من يتجاوز ) ؛ ذلك أن معظم النفايات تكون بالقرب من البيوت والعقارات ، ملاصقة لجدرانها ، ضمن الأمتار الخمسة التي تحيط بها .

وكلنا على يقين ، أنه بتنفيذ هذين الاقتراحين سنغرس ثقافة بيئية سليمة في نفوس المواطنين ، بحيث تغدو النظافة جزءاً طبيعياً من السلوك العام للمواطنين ، وسيغدو بلدنا جميلاً نظيفاً مهوى للسائحين والزوار ، خالياً من الأمراض والأوبئة والملوثات ، بما يخفف من الأعباء التي تقوم بها البلديات في التنظيف ، ويرفع عن كاهل وزارة الصحة في علاج الأمراض الناتجة عن التلوث البيئي بمختلف أشكاله .








طباعة
  • المشاهدات: 108484
برأيك، هل يصمد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة رغم مواصلة نتنياهو وترامب تهديد حماس باستئناف الحرب والتهجير؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم