23-05-2013 02:30 PM
بقلم : معن بهجت المجالي
وتبقى النكبة للفداء ... وبالنداء للولاء... وللدعاء بالبقاء ..
منذ ولادة النكبة لعام 1948 حينها عاش الضمير العربي الحي ...بلوعة تحسر وتمسك بجزء من أرض عروبته ورمز عقيدته وبقي ولليوم هذا الضمير العربي يعيش بمعاناته القاهرة الممزوجة بألامه النفسية لجانب أخيه الأعزل وهو الشعب الفلسطيني الكبير المتشبت بحق العودة وبنشر رسالته على المستوى الإقليمي والعربي والدولي . ولما يتعرض من انتهاكات إنسانية وعلى تراب أرضه وشعبه بسلب حريته المشروعة وبتراب أرض كرامته وبقائها بدل نزيف الإنسان الحي وبآلة القتل والتدمير والتشريد وكل هذه الأفعال من قبل الصهاينة الشريرة واللعينة المعبرة عن جبنهم ولحماقتهم لأجل أحلامهم بمحي الشعب الفلسطيني العربي من كيان وطنيته ونزع حمل رموز عقيدته
وبجرائم حقيرة خارجة عن كل معاني إجلال الديانات السماوية والمييثقات الدولية وبكرامه الإنسان والتي لم يعرفوها ولنجاستهم وبكل إشكال الدناءة وعلى ارض مسرى رسول البشرية والتي بارك الله بها بقوله تعالى ((سبحان الذي اسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله )) صدق الله العظيم
بقي هذا المسلسل التاريخي بأجزائه المتناقل عبر وسائل الأعلام العربية المتفاعله نقله بشاشته المتلفزة وبصورته المؤلمة والمجحفة بحقوق الأمة وبصور عديدة تغضب بها النفوس وتقشعر بها الأبدان لحين تبكي بها العيون لحينها قامت مؤخراً زمرة من الصهاينة النجسة وكعادتها بتدنيس المسجد الاقصى الشريف وبمهاجمة فتيات مسلمات شريفات حملنا كل معاني بطولة حرية الحق وأمام الاتجاه المعاكس من قبل أيدي خسيسة بعملية الاهانة ، وأهانتهن بخلع شرف حجاب المنديل من رأس احدى الفتيات الشريفات وازداد الامر سوءاً وبشاعةً عندما قام الضابط الصهيوني اللعين بالتخبط على القران الكريم بحذائه الأمريكي انه لصورة مؤلمة حقاً من بين هذا المسلسل اليومي بما نراه عبر المحطات الفضائية اليومية للمغتصبين اللعنة والتي للأسف أصبحت هذه الحوادث كأمر طبيعي لدى البعض كفاصل تجاري ودون اكتراث البعض وخصوصاً في ظل تسميم سياسة الربيع العربي التي رسمها الغرب لنا بمحاربه وإذلال بعضنا البعض ولتصبح الورقة الرابحة بيد المخطط الغربي.
فأتساءل مع نفسي بكل صراحة لماذا لم تستنكر وتحجب مجالس الشعوب العربية قاطبتاً ومجلس الشعب الأردني وأن استنكرت بدل جعجعة الأقوال المنزوعة من الأفعال وجعجعة بعض أمور البيت الداخلي ولماذا لا نعبر حتى عن غضبنا بطرد السفير الإسرائيلي رسمياً من عمان واستدعاء السفير الأردني لدى كيان العدو الغاشم ولماذا استنكرت وزارة الأوقاف الأردنية وحدها وكأن الأمر لا يعني سوى شأن المقدسات .
فكفانا اعتصامات وإضرابات ولمنابع شخصية ضيقة التي توصل الامة العربية لمحاربة بعضها البعض تاركين وراء ظهورنا قضية فلسطين الجريح والتي اصبحت للاسف لا تعني الا الفلسطينيين نفسهم ان بمثل هذه الاعمال اللعينة بالتهويد والاحتلال والتي تمس كرامه الإنسانية قبل قدسية المكان ورسالة الاسلام الخالدة والتي حملها الضمير العربي المسلم في شتى اقطار الارض فإلى متى بهذه الاعمال الصهونية التي لا نحرك بها ساكن ولا حتى أصبحت بضمائرنا والى متى هذا الصمت القاتل .
لقد مرت امتنا العربية الماجدة عبر العقود الماضية بعبارات عربية تأملية والاكثر انتشاراً وشيوعاً واستهلاكاً بين الاقطار العربية لتحقيق اما لها واحلامها بما تصبوا اليه اتجاه غطرسة أعدائها المبتدئة من عبارة ما يسمى (بالحلم العربي) حتى جفت تلك العبارة باليأس وخصوصا عند توسيع الصهاينة بنقاط الاحتلال. حتى ولدت عبارة ما يسمى (بالصمت العربي) الى ان وصل هذا الصمت الى الشلل الخائب والى ان تفجر هذا الصمت بمحن الامة بثوراتها حتى نطق ما يسمى اليوم (بالربيع العربي) فلا ربيع عربي دون شتاء عربي في ظل مسلسلات المقاومات والثورات العربية المتتالية والتي جاءت بيد المشروع الغربي.
واخيراً ننحني اجلالاً واكراماً وللدعاء لشهداء فلسطين الحبيبة ولاطفال الحجارة وللحجارة المباركة نفسها وللمعتقلين في سجونهم المرابطون بجمرة حقوقهم وللشيب والشباب من النساء والرجال والمتشبثين بجمرة كرامة الامة ولتحرير فلسطين وتحرير الانسان وكرامته فما لنا حول ولا قوة الا بالله بالدعاء العلي القدير ان يرنا بهؤلاء الصهاينة عجائب قدرتك ولتحرير الارض المغتصبة ولاجل سر بقاء الشعب الفلسطيني بارض هويته ورمز عقيدته .