بقلم : محمد عطاالله المعاني

كم أشتاق الى الطفولة علني أعيد الذاكرة من جديد وأنزل للساحة العب (طاح طاح) فهي لعبة محببة للصغار (مد اليدين جانباً والدوران بسرعة حول نفسك) حيث يكون السقوط بعدها حتمياً لا محالة بسبب فقدان التوازن .يوم أمس فرض صندوق النقد الدولي على الأردن تعيين مراقب بوزارة المالية لمراقبة صرفيات الموازنة وبهذا مكنت لاستعمار جديد فالأمس ليس ببعيد ففي عام 1882م وضعت بريطانيا مراقباً لصرفيات الموازنة في مصر وتابعت ذلك بشرط قوامه عدم مناقشة الموازنة العامة في مجلس النواب كون الدولة مغرقة بالديون ولا يحق للبرلمان مناقشة الميزانية وترك ذلك للجهات الدائنة فرفض البرلمان المصري ذلك وتدخل القنصل البريطاني وعندما لم يفلح شرع بتطبيق خطط الاستعمار البغيضة المغموسة بخبث وموت حيث مكن لأحد الرعايا الأجانب من مشاجرة اصطنعها بخبث عندما استئجار مالطي عربة من مصري فاختلفا على السعر حيث نفذ المالطي الخطة بحذافيرها عندما طعن العربجي المصري فأرده قتيلاً لتندلع ثورة شعبية ضد الأجانب والتي طالبت بكرامة المواطن المصري وإعادة هيبة الدولة فتم على اثر ذلك تقدم القوات البريطانية عام1882م وسيطرت على مصر.ان التاريخ يعيد نفسه بصور متشابهة والنار تلتهم بعضاً من الأطراف والحكومة في موقف المتفرج تترنح من لعبة طاح طاح لا تقوى على فعل شيء فالأمر ليس بيدها وإنما بيد القوي الذي أغرقنا بديون لتكون البوابة التي يلج منها الاستعمار الذي استخدم بعض أشباه الرجال لإغراق الأردن في مديونية قاتلة تمكن لاستعمار جديد أوله مراقب صرفيات الميزانية في وزارة المالية ...اننا نعيش القهر عندما نتابع أحداث سيناريو جديد رسم عبر بريطانيا وفرنسا ليحقق سايكس بيكو جديد بقوة السلاح والقهر.