27-05-2013 09:35 AM
سرايا - سرايا - الوجه الذي ظهر به الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، ليلة السبت إلى الأحد، حيث اعترف بالقتال لأول مرة في سوريا، أي خارج حدود دولة لبنان، له رواسب "عقائدية" عمرها عقود من الزمن، بالنسبة لشخص يرى في لبنان جزءاً من "الدولة الإسلامية الكبرى" وليست دولة مستقلة أو حتى دولة إسلامية.
وفي فيديو منشور على الإنترنت، اعتبر حسن نصر الله أن الولي الفقيه هو الحاكم الفعلي لكل البلاد الإسلامية، وهي البلاد التي يوجد بها مسلمون أينما كانوا، حيث قال: "بخصوص صلاحية ولاية الفقيه في تعيين الحكام ويعطيهم الشرعية في جميع البلاد الإسلامية، فنعم، لأن ولايته ليست محدودة بحدود جغرافية، فولايته ممتدة بامتداد المسلمين".
وتزامن خطاب نصر الله، عن سوريا ليلة السبت إلى الأحد، مع نشر نشطاء على الإنترنت فيديو يظهر فيه حسن نصر الله وهو يشرح استراتيجية حزب الله وعلاقته المتينة مع إيران، وأكثر من ذلك، أظهر حسن نصر الله ولاءه التام لـ"الولي الفقيه" وصاحب الزمان.
وفي هذا الإطار، قال حسن نصر الله رداً على مجموعة أسئلة تخص استراتيجية الحزب، إن "مشروعنا الذي لا خيار لنا أن نتبنى غيره، كوننا مؤمنين عقائديين، هو مشروع دولة إسلامية وحكم الإسلام، وأن يكون لبنان ليس جمهورية إسلامية واحدة وإنما جزء من الجمهورية الإسلامية الكبرى، التي يحكمها صاحب الزمان ونائبه بالحق، الولي الفقيه الإمام الخميني".
ويظهر في كلام نصر الله إلغاء تام لفكرة الدولة المدنية في لبنان، فهو يرى أن لبنان ليست سوى جزء من دولة إسلامية كبرى تقودها إيران. وحاكم هذه الدولة هو "صاحب الزمان"، وله نائب بالحق اسمه الإمام الخميني. وقياساً على القاعدة، فنائب "صاحب الحق" اليوم هو مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي.
ورداً على سؤال يخصّ علاقة حزب الله بالجمهورية الإسلامية بقيادة الثورة الإسلامية في إيران، قال نصر الله: "هذه العلاقة أيها الإخوة بالنسبة لنا، فأنا واحد من الذين يعملون في مسيرة حزب الله، وفي أجهزته العاملة، لا أبقى لحظة واحدة في أجهزته لو لم يكن لدي يقين قاطع بأن هذه الأجهزة تتصل عبر مراتب إلى الولي الفقيه القائد المبرئ لذمة الملزم قراره.. بالنسبة لنا هذا أمر مقطوع ومُطمأن به".
ويظهر هنا لدى حسن نصر الله إيمان راسخ بولاية الفقيه، وبسلطته المعنوية عليه شخصيا وعلى تنظيم حزب الله.
وأوضح نصر الله أنه لا يجوز سياسيا ولا إعلاميا الكشف عن علاقة بين حزب الله وجمهورية إيران، لكن من السهل فهم العلاقة من الناحية العضوية والروحية، حيث قال "التصريحات الدبلوماسية والسياسية ليست هي المهم في هذا المجال، يعني ليس طبيعياً أن يأتي آية الله كروبي ويقول نعم إن حزب الله هم جماعتنا في لبنان، فسياسياً وإعلامياً غير صحيح".
أما على مستوى العلاقة العضوية والجوهرية مع قيادة الثورة الإسلامية في إيران وولاية الفقيه "فهذه المسألة أمر مقطوع به، وهذه المسيرة إنما ننتمي إليها، ونضحي فيها، ونعرض أنفسنا للخطر لأننا واثقون ومطمئنون بأن هذا الدم يجري في مجرى ولاية الفقيه".
وعلّق النائب السابق في مجلس الأمة الكويتي، جمعان الحربش، على الفيديو في حديثه إلى نشرة الرابعة على "العربية"، وقال إن "خطاب نصر الله أمس كان موجهاً لأكثر من جهة وطرف، ولكنه كان موجهاً بالأساس للطائفة الشيعية في لبنان، وبالذات قواعد حزب الله، التي تفاجأت بأعداد القتلى الذين يعودون من جبهة القصير على يد مقاتلي الجيش الحر، وكذلك بعض التصريحات الصحافية التي صدرت من قبل بعض القيادات الشيعية مثل صبحي الطفيلي، الذي قال إن قتلى حزب الله في سوريا يذهبون إلى جهنم، لأنهم شاركوا في قتل الأطفال وهدم المساجد واغتصاب النساء هناك".
وأضاف أن "مثل هذه التصريحات والفشل الكبير الذي مُني به الحزب في جهة القصير يريد نصر الله بمثل هذا الخطاب أن يُجيّش العواطف حتى يقودها لمحرقة أخرى، وحسن نصر الله في مثل ها الخطاب هو ليس جزءاً من مشروع المقاومة بل هو رجل طائفي حتى النخاع، كان يواري الطائفية من عام 2006 حتى اليوم، وعندما أتت الثورة السورية المباركة فضحت هذه الطائفية البغيضة".
واعتبر الحربش أن "حسن نصر الله ورّط اللبنانيين وحزب الله تحديداً عندما جرّهما إلى الحرب في سوريا، وهو يعيش تخلخلاً في الداخل، فقد استوقفتني عبارة في خطابه عندما قال إنه لا يُجبر أحداً للذهاب إلى جبهة القتال.
ودعا عقلاء الشيعة في لبنان إلى أن يقفوا أمام تهور نصر الله الخطير، وقال إنه "رغم الاختلاف العقائدي لكننا نرفض أحدنا الآخر". ونبّه الحربش إلى "مخطط من النظام السوري مدعوم من حزب الله لإنشاء شريط شيعي يأخذ حمص ويعزلها عن سوريا، وهذا الشريط الشيعي سيكون خطيراً ويشعل الحرب الطائفية".