27-05-2013 10:17 AM
بقلم : د. زيد سعد ابو جسار
في كل عام هنالك مناسبة عزيزة في حياة الشعوب وهو يوم الا ستقلال الذي يكرم فيه الوطن من خلال تكريم ابنائه المخلصين وجنوده المجهولبن الذين وهبوا حياتهم من اجل كرامة الوطن واستقلا له من االهيمنة الخارجية ونفاق الداخل .فأهمية إحياء هذا اليوم هو للتربية والتذكير والتحذير باهمية الوطن فهو الإنسان والعائلة وهو العشيرة والأمة الكبيرة التي ينتمي اليها الجميع. من اجل ذلك فان المواطن الصادق المخلص هو الوحدة التي يتركب منها الوطن,كما أن المواطن المنافق هو وحدة الهدم في ترابط بناء الوطن , فيكون الوطن هو العامل المشترك بين المواطنين الخلصين, لأجل ذلك فان الوطن فوق أي اعتبار,وهو الخط الأحمر عند كل مواطن مخلص وصادق.
ولأهمية الوطن فقد كرم الله سبحانه بان جعل الدفاع عن الوطن من عقيدة الانسان المؤمن . وكرم من قتل في سبيل الله مدافع عن وطنه بالشهادة كون الدفاع عن الوطن ومقدراته هو الدفاع عن العقيدة والكيان والارادة والثقافة والاعراض والعزة والكرامة والامن والامان والحرية والعدل والثروات كل ذلك من معاني الاستقلال التي يجب حراستها.وان التعدي على اي معنى من معاني الاستقلال هو بدرجة الخيانة لما يشكل من خطورة على الوطن واستقلاله .فقد جعل الله تعالى حب الاوطان والغيرة عليها والتضحية من اجلها من الفطرة التي فطر الله تعالى عليها خلقه .
ولاهمية استقلال الوطن لا بد ان نعلم ان الاستقلال لا ينحصر في الغزو العسكري فهذا اصبح من الماضي مع تطور الانسان اذ اصبح العالم وكما يقال القرية الصغيرة او يمكن ان يقال الغابة الصغيرة التي تستباح بها كل الدول الضعيفة أو التي يتم إضعافها وذلك من خلال مسميات واتفاقيات دولية عديدة, بحيث تؤدي إلى الهيمنة السياسية والاقتصادية والثقافية التي تعزل المواطن عن وطنه سياسيا واقتصاديا وثقافيا ,من خلال منافقين الداخل الذين يسهلون مهمة الهيمنة الخارجية من خلال تفريغ الإنسان, وبشتى الطرق من كل معاني الانتماء للوطن وذلك بإبعاده عن هويته التي ينتمي إليها وهي العقيدة والقيم الدينية الإنسانية والتي تحث على العدل والمساواة وهويته الثقافية بدأ من الحفاظ على اللغة إلى العادات والتقاليد إذ أن استقلال الدول وحريتها تتناسب تناسبا طردي مع حرية وثقافة ووعي المواطن ,ومن هذا التناسب تفاوتت الأمم عن بعضها البعض,عندما أصبح الإنسان الصادق هو الوطن,لا بل كرمه الله تعالى بان جعل زوال الدنيا أهون من إراقة دم المؤمن بغير حق .كون القيم والأخلاق والعدل والقصاص هي الأسس التي تقوم عليها الحضارات.