حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,23 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 53110

من معاني الاستقلال الحفاظ على هيبة الدولة وسيادة الوطن

من معاني الاستقلال الحفاظ على هيبة الدولة وسيادة الوطن

من معاني الاستقلال الحفاظ على هيبة الدولة وسيادة الوطن

27-05-2013 10:21 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أ.د.عدنان مساعده
(1)
الاستقلال كلمة لها مدلولها العميق في العقل والقلب والنفس التي تنشد الكرامة، لتتحقق السيادة والارادة الوطنية المستقلة وليتعمق الاحساس بحرية الارادة والقرار، ليكون القرار تجاه قضايا الوطن قرارا أردني القالب والمضمون. والاستقلال بمعانيه الأرحب يشكل انطلاقة جديدة ومتجددة لمتابعة مسيرة البناء والعطاء بتفان واخلاص ونكران للذات والنهوض بالأردن مقدرات ومؤسسات، وترسيخ النظام المؤسسي الذي يحترم القانون وهيبة الدولة ويحفظ كرامة الانسان. ولتكون دافعا للأجيال لتقديم المزيد من الانجاز والعمل، والقيام بالمهام العظيمة والواجبات الكبيرة تجاه مستقبل الوطن، يحافظون على مقدراته، ويحملون القيم النبيلة التي يغرسها الاستقلال في القلوب والعقول معا.
(2)
هيبة الدولة وقوة القانون هي التي تحمي الاستقلال فليس من المنطق أن يتم الاعتداء على الطبيب في المستشفى وليس من المنطق أن يهان المعلم في مدرسته وأن يعتدى على الشرطي الذي يقوم بواجبه لحفظ أمن الناس والمجتمع وليس من المنطق أن تستباح حرمات جامعاتنا ومؤسساتنا التعليمية ونترك الامر لمجموعات من الزعران يعبثون بأمننا التربوي والتعليمي والمجتمعي ضمن فهم قاصر لمفهوم الحرية الشخصية التي هي الفوضى والانفلات بعينها. لنعترف أننا مدانون ومقصرون في البيت والمدرسة والشارع ومكان العمل تجاه هذا السيل الجارف هذا السيل الجارف من العنف لفظا وسلوكا وتصرفات وللأسف في كل المستويات بعد أن فقدنا التوازن في كل شيء.... لنعترف أن هذه الظاهرة التي غزت معظم جامعاتنا بشكل ضروس هي امتداد لعقلية مجتمعية تتصف بضيق الافق وبثقافة نمطية بالية ماالذي جرى ونحن نرى ابناءنا ينزلقون نحو الهاوية ويجرون معهم مؤسسات تم بناؤها بجهد ابناء الوطن كافة؟ . نعم، نحن بحاجة الى اعادة هيبة الدولة وتطبيق القانون في الشارع والمستشفى والمدرسة والجامعة وفي كل مرفق من مرافق مؤسساتنا لنتابع حماية استقلالنا بمفهومه الشامل.
(3)
فألاردن القوي المتماسك كالبنيان المرصوص يعيش في عقول المخلصين وقلوب الأنقياء قولا وعملا، فهو عنوان كرامتهم واستقلالهم، ولنبقى قابضين على جمر حب الوطن ندافع عن حماه بالسر والعلن، وفي كل زمان ومكان نحافظ على الاستقلال وتحميه السواعد، وتضمه القلوب، وتحمله العقول للنهوض برسالته الحرة الأبية، فكان الانجاز يتلوه انجاز، والنجاح يتبعه نجاح، لتبقى رسالة الوطن هي العليا دائما، لانها رسالة الحق والعدل والوسطية تحترم كيان الوطن والأمة، وترفض المتلونين في مواقفهم والجاحدين الذين خرجوا عن سرب الوطن يدفعهم الى ذلك ارتباطهم باجندة خارج حدود الوطن مقابل ثمن بخس كما تدفعهم انانيتهم المقيته التي لاتعرف الا لغة الأخذ لا العطاء ولغة المصلحة الضيقة والأهواء لا المصلحة العليا والانتماء.
(4)
للحفاظ على الاستقلال يقتضي وضع الانسان المناسب في المكان المناسب بعيدا عن الجهوية والمناطقية والشللية والتعصب الاعمى تلك الآفات التي تشد الوطن للوراء، لان اختيار الانسان القادر والامين والمؤهل في قيادة مؤسسات الوطن فيه تطبيق حقيقي لمعاني الاستقلال فعلا وسلوكا وممارسة في الحفاظ على مقدرات الوطن من العبث ومحاربة الفساد باشكاله الادارية والمالية والاخلاقية واجراء الاصلاحات وتصويب مسارات الخلل في كافة المجالات أنى وجدت، فالمسؤول النظيف والمؤهل والمنتمي يكون حريصا على أن ينصهر الاردنيون جميعا في نسيج واحد ضمن ترسيخ دولة المؤسسات والقانون والحفاظ على هيبة المؤسسة التي يعمل بها لانها من هيبة الدولة وسيادتها التي تحمي الوطن والمواطن من تغوّل النفوس التي لا تريد الخير لهذا الوطن.
(5)
ولتعزيزالاستقلال ينبغي الاهتمام بالشباب وتحصينهم امام التيارات التي تقذف بهم يمينا وشمالا وتوجيه بوصلتهم تجاه قضايا الوطن اعدادا وتأهيلا وانتماء وولاء ليكونوا قادرين على صياغة مرحلة جديدة تنهض بمقدرات الوطن ومكتسباته من خلال إمتلاكهم لتصورات ورؤى تتعلق بطموحاتهم ومستقبلهم الذي هو طموح الأردن ومستقبله، مترفعين عن الترسبات الذهنية الخاطئة ومتسامين فوق التجارب التي شابتها الأخطاء ليأخذوا دورهم وليقولوا كلمتهم بوضوح أننا للوطن ومع الوطن ومع جلالة سيدنا المليك الشاب صاحب الهمة العالية والعزيمة التي لا تلين لها قناة والحكمة السديدة الرأي في كل موقف من أجل تصويب الأخطاء ووضع الأمور في نصابها التي لا تجامل أحدا في أولويات وقضايا الوطن.
(6)
ولتعزيز الاستقلال ايضا ينبغي السير قي متابعة مسيرة الاصلاح الشامل والمراجعة المستمرة التي هي مسوؤلبة ملقاة على عاتق الجميع، فبالله عليكم اليس مطلوب من كل واحد منا كمواطنيين وافراد قبل المؤسسات أن نترجم مفهوم الاصلاح الى مفهوم واقعي في جميع مجالات الحياة، بدء من البيت والمدرسة والشارع، ولا نسمح لانفسنا أن نعطل عجلة الحياة، ولا نسمح لعقولنا أن تفتح أبوابها للشائعات المغرضة وغير الصحيحة، وأن نحّكم ضمائرنا في اصدار الاحكام بأمانة ومسؤولية، وأن لا نجلد ذواتنا، ونسيء الى لحمة مجتمعنا وتماسكه.

(7)
ولتعزيز الاستقلال كذلك، فنحن بحاجة الى اصلاح لضمائرنا وعقولنا وقلوبنا، وعند ذلك سيكون الاصلاح الاقتصادي سهلا وسيكون الاصلاح السياسي ليس عسيرا. ولا يكون ذلك، الاّ بالاعتراف بأخطائنا جميعا والى لحظات صدق مع النفس بضمير صاف نقي، ولا يكون ذلك الاّ بتشخيص أمراضنا التي نعرفها جميعا.أليس ضياع الوقت وعدم ادارته في البيت والمدرسة والمؤسسة ضد الاصلاح الاقتصادي والنهوض في مرافق التنمية؟ أليس العنف الذي اجتاح جامعاتنا ومجتمعنا وكل من يقف وراءه عن قصد أو جهل يعد منعطفا خطيرا نخر في منظومة قيمنا التربوية والتعليمية وهو وبال مدمر للاصلاح والمجتمع ويسيء الى الاستقلال بمعناه الشمولي الارحب؟ أليس التقاعس عن انجاز العمل بسرعة واتقان والتأجيل والتسويف دون مبرر هو من أمراضنا ويقودنا الى الوراء ويتنافى مع معاني الاستقلال؟.
(8)

الاصلاح هو دعامة قوية لحماية الاستقلال وهو بحاجة الى مناخ آمن ومستقر لا فوضى فيه، وبحاجه الى عقل راجح حكيم ولا يكون ذلك عبر مسيرات تقودها أحيانا انفعالات طائشة وتصرفات هوجاء ترفع شعارات أبعد ما تكون عن التطبيق ...الاصلاح أيها السادة مسؤوليتنا جميعا كأفراد قبل المؤسسات. الاصلاح ايها السادة لا يكون الاّ بالحوار الهاديء والهادف الحكيم يقوده رجال حكماء أمناء وقادة فكر وأصحاب رؤية سجلهم نظيف وتاريخهم مشرق ومشرف يعشقون تراب هذا الوطن عملا وقولا، اعمالهم تسبق أقوالهم، ويعيشون لأجل هذا الوطن في أوقات الشدة والملمات، فهم عماد قوته وهم الاوتاد القوية التي ترسّخت في هذا التراب وحماية استقلاله.
(9)
وفي هذه الذكرى الوطنية الأغلى التي تعيش في ضمائرنا وقلوبنا، سيبقى أردننا الغالي بعون الله وطنا حرا كريما أبيا يسير نحو العلى بعزيمة قوية، وروح وثابة لا تعرف اليأس والقنوط ولا يدخل الكلل أو الملل الى نفوس ابنائه. ولنتذكر رؤية مليكنا المفدى عبد الله الثاني بن الحسين وتفاؤله المستمر رغم التحديات والصعاب بقوله:"سنكون بعون الله أقوى من التحديات وسوف نحقق المستقبل المشرق الذي يستحقه كل أردني وأردنية...وسنبقى نسير بخطى ثابته وبرؤية واضحة في بناء المستقبل المنشود الذي يضمن الحياة الأفضل لجميع الأردنيين، وبالعلم والمعرفة والارادة القوية وبروح الأسرة الواحدة المتماسكة".
(10)
وليبقى الأردن بعون الله الوطن الأغلى والأبهى والسياج المنيع والحصن القوي وسيدا عالي الشأن مهاب الجانب وموفور الكرامة ما دامت لنا الحياة والى أن يرث الله الأرض وما عليها. وألف تحية الى بناة وحماة الأستقلال المخلصين الأوفياء لهذه الأرض المباركة وترابها الطهور كل في موقعه. نعم ، نحن بحاجة الى وقفة بل وقفات مع انفسنا لنتقي الله في هذا الوطن الآمن المستقر ولنحافظ على مقدراته ومنجزاته ولنتابع مسيرة البناء والعطاء والعمل يد بيد، لان هذا الذي يمكث في الارض، وهو الذي يفيد بلدنا ويخدم مسيرة التنمية في مجتمعنا، ودمتم وحمى الله الاردن الوطن الأغلى انسانا ومقدرات، وحمى الله جلالة الملك. وكل عام واردننا بخير.
* رئيس جمعية أعضاء الهيئة التدريسية
جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية









طباعة
  • المشاهدات: 53110
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم