28-05-2013 12:21 PM
بقلم : تمارا الدراوشه
جاء حديث السيد مسعود احمد مدير صندوق النقد الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إثناء استضافته على قناة رؤيا قبل أيام كالصاعقة على مسامع الشعب حين قال بأن الصندوق لم يطلب من الحكومة الأردنية رفع أسعار الكهرباء وإنما هو عرض تقدمت به الحكومة مقابل الحصول على قرض , فلم يكن من الصندوق إلا أن وافق على ذلك, وهذا الحديث جاء مغايراً لما تحدث به مراراً وتكراراً دولة رئيس الحكومة بخصوص موضوع رفع أسعار الكهرباء , فكان حديث السيد مسعود بمثابة المسمار الأخير الذي يدق في نعش ثقة المواطن بالحكومة .
كنت أتمنى أن يقوم مجلس النواب باستضافة السيد مسعود والاستفسار منه عن قصة الحكومة في طلب الصندوق من الحكومة رفع أسعار الكهرباء كما ادعت الحكومة , لكن الذي حصل أن مجلس النواب مشغول بتصفية الحسابات الخاصة بأعضائه حتى وصل الأمر إلى ما وصل إليه من شجار وتماسك بالأيدي كما بثته بعض الوسائل الإعلامية , وقبل ذلك رفع صور الراحل صدام حسين , وبعده صور الأسرى وهلم جرا ...
واستذكر هنا مختلف الأحداث الأخيرة التي تعرض لها الوطن سواء من أحداث جامعة الحسين التي ( لملمها ) المسؤولين بأنصاف الحلول إلى تعرض المواطنين الأردنيين إلى الضرب بطريقة ( بشعة ) من قبل طاقم السفارة العراقية , وما تبع ذلك من ردود أفعال وفوق ذلك ما تناقلته وسائل الإعلام مؤخراً أن الحكومة لن تصرف رواتب شهر أب بسبب الوضع الاقتصادي , مروراً بالتطورات الأمنية التي تحصل في بلدنا ( بلد الأمن والأمان ) من تعدي على الأجهزة الأمنية وإطلاق العيارات النارية وصولاً إلى مؤتمر دافوس والذي اعتقد انه لن يختلف عن سابقيه من حيث النتائج التي يعرضوها لنا مؤكدين بها بأن الوضع الاقتصادي الأردني في تحسن مستمر .
وأضيف هنا ما نطالعه من مقالات نارية في بعضها وناقدة بشده في بعضها الأخر على مختلف المواقع الالكترونية , والتي تحمل في معظمها وصف للحالة التي وصل إليها المواطن , ولكن لا حياة لمن تنادي , فكما قال المثل ( حكي السرايا غير عن حكي القرايا ) , حتى أني اعتقد أن هذا الانفتاح الإعلامي بسقفه الغير محدود ظاهرياً ماهو إلا وسيلة تركتها الحكومة ليفرغ الناس غضبهم وحزنهم وعجزهم من خلالها , لأنه وبالرغم من حجم الكتابات وعدد الكتاب إلا أنني اعتقد أن المسؤولين واجزم أن معظمهم غير مستعد حتى لمطالعة ما يكتب , فهو يعلم أن كل ما يكتب لن يغير في الواقع والمستقبل شيء , لأنهم يعلموا حقيقة المثل الشعبي الذي يقول ( ألحكي ما بقلي بيض ) .
وأخيرا يطل علينا خبر عن مؤسسة الضمان الاجتماعي مفاده أن ( 92 ) متنفذ يتقاضون رواتب تعادل رواتب ( 2333 ) متقاعد , ولا ردة فعل حول ذلك .
وأضيف انه كان يطل علينا دولة رئيس الحكومة عبر وسائل الإعلام ليشرح لنا الوضع الاقتصادي ومدى العسر الذي يمر فيه , ولا أنكر أن لدولته تأثير خاص يجعلك تشعر بقيمة الشفافية التي يتحدث بها , وحجم حرصه على تحسين وضع المواطن , لذلك نجد أكثر الناس فقراً وحاجة هم أكثر الناس استماعا إليه , ويتأثروا لحديثه , ولكنه يبقى في النهاية كلام في كلام فقط .
وتخطرني هنا حكاية ذلك الصياد الذي بدأ بصيد مجموعة من طيور الحمام والتي كانت تقف على أغصان مجموعة من الأشجار , وكان الصياد كل ما اصطاد طير بدأ بنتف ريشه ليحضره للطعام , ودموع الصياد تتساقط مع كل طير يصطاده , مما أحزن بعض الطيور الساذجة , وخلال ذلك طلبت حمامة من باقي الطيور المغادرة حتى لا يصطادها الصياد , فردت عليها إحدى الطيور الساذجة لن أغادر , انظري إلى دموعه , فقالت لها ألحمامة يا حمقاء لا تنظري إلى دمع عينيه بل انظري إلى فعل يديه 00000 حفظ الله الأردن قيادة وشعباً وترابا .