29-05-2013 01:22 PM
بقلم : المهندس وصفي عبيدات
ما ان اعلنت عنه مجموعة استثمارية في اربد عن فتح باب قبول طلبات التوظيف حتى توافد الآلاف من أبناء الشمال لتقديم الطلبات معظمهم من حملة الشهادات الجامعية وبمختلف التخصصات ، علما بان الوظائف كانت محصورة بين التحميل والتنزيل ، تنظيف وامن وحماية ، ان هذا المشهد العجيب من إقبال أبنائنا في اربد على مثل هذه الوظائف جعلني اقف مندهشاً بين التصديق والتكذيب ، فهذا الإقبال الشديد على هذه الوظائف يشير الى ما يلي :
١- حجم البطالة بين الجامعيين وغيرهم
٢- عدم الالتفات عند الخريجين على طبيعة العمل فالمهم هو العمل وليس ماهية العمل
٣- القبول بأقل الرواتب ، فالمهم تامين دخل مستور يسد ولو جزء من الاحتياجات الاساسية للحياة
٤- تقصير الدولة تجاه أبنائها وعدم ايجاد سياسات عامة للتعليم والدريبب حسب احتياجات سوق العمل ، لان هناك فئات من المهنيين يعملون جنبا الى جنب مع هؤلاء الجامعيين ويحصلون على مردود مالي يفوق الثلاثة أضعاف لما يحصل عليه الجامعي ، وهنا تقع المسؤولية على الحكومة بتوجيه الشباب الى الانخراط بالعمل المهني اكثر من الأكاديمي لان السوق الاردني يحتاج الى المهنيين اكثر من الإداريين والأكاديميين الذين وصل التضخم بينهم الى نسب فاقت المعقول .
ان قبول أبنائنا الخريجين بالعمل بهذه الوظائف يدحظ أكاذيب وزارة العمل والدولة بان الأردنيين يشترطون اعمالاً بعينها ، ويشترطون سقفا عاليا للرواتب ، فلقد حام الوقت لتتوقف حكومتنا عن هذا العزف على سيمفونية قديمة بالية فالاردنيون يقبلون باي عمل وبأي راتب يؤمن لهم ولعائلاتهم لقمة العيش ولقد اصبح من الضرورة التوقف عن إستقطاب الأيدي العاملة الوافدة واجبار الشركات الخاصة باستخدام الايدي العاملة الاردنية وتشجيع هذه الشركات على ذلك من خلال تقديم التسهيلات لهم وتخفيض الضرائب عن الشركات التي تهتم بتشغيل الاردنيين ، لان ذلك اصبح يهدد الكثير من أبنائنا بالعوز والتسول ، فالاردنيون بحاجة اكثر من غيرهم بالعمل في بلدهم ناهيك عن ان ما يتقاضاه ألاردنيون يبقى في الأردن في حين ان الوافدين يقومون بتحويل ما يتقاضونه من أموال الى بلادهم وهذا يؤثر سلبا على موجودات بنوكنا من الاموال.
أيها الساسة الأردنيون ، دعونا ننصف أبنائنا قبل ان ننصف غيرهم فأولئك لهم دولهم فالتنصفهم ، فانتم مسؤولون امام الله عن الآلاف الذين بالكاد يحصلون على فتات الخبز لملئ قاع امعدتهم .
فكرمكم على حسابنا ليس كرماً وانما تجني وتغول على حقوقنا ، لقد لاحظتم الإقبال الشديد على طلب الوظائف عندما اعلنتم عن ثمانية عشر الف وظيفة مع القطاع الخاص وتبين لكم الرغبة الأكيدة لدى حملة الشهادات الجامعية الوسطى والعليا بالعمل بغض النظر عن الوظيفة والراتب ، فانتم اليوم واكثر من اي يوم مضى مطالبون بالاهتمام بهذا الموضوع لان البطالة بين المتعلمين والمثقفين تتفاقم وتتزايد يوم تلو يوم ، خاصة مع تزايد اعداد الوافدين من اشقائنا العرب الذين تفتح حكومتنا الرشيدة ابواب العمل لهم دون ضوابط ودون رقابة ما تسبب في ان قام الكثير من اصحاب العمل بطرد الكثيرين من الأردنيين من أعمالهم واستبدالهم بوافدين للتخلي عن مسؤولياتهم تجاه الاردنيين سواء كان من الضرائب المستحقة او من التامين وحتى من قيمة الراتب لان بعض الوافدين وخاصة من السوريين يقبلون بنصف راتب الاردني الذي لو عرض عليه البقاء في العمل مع أنقاص راتبه لرضي ، فلماذا تسمح حكومتنا لهؤلاء بالعمل في حين ان أبناء الوطن يجلسون في بيوتهم يتحسرون ويعانون ضيق الدنيا وضنك العيش . حكومتنا الرشيدة ، الوضع خطير نرجو الانتباه .