سرايا - سرايا - هزت فضيحة التلاعب بنتائج المباريات في كرة القدم الإسبانية المجتمع الرياضي في العالم ، وذلك حين ظهرت أدلة وتسجيلات صوتية حول وجود تلاعبات على مستوى كبير في نتائج دوري الدرجة الأولى والدرجة الثانية في إسبانيا لكرة القدم.

ياسر الخالدي-إيلاف : فبعد فضيحة التلاعب التي ظهرت قبل سنوات في إيطاليا وتلتها في البرتغال فها هي تظهر مجدداً على السطح ولكن هذه المرة في إسبانيا ، حيث نشرت " صحيفة ماركا الإسبانية " الذائعة الصيت تقريراً على موقعها تؤكد فيه أمتلاكها لتسجيلات صوتية لعدد من المدربين واللاعبين ورؤساء الأندية يعترفون فيها بتلاعبهم في نتائج مباريات الدرجة الأولى والثانية من الدوري الإسباني في المباريات الأخيرة من البطولة بدرجتيها الأولى والثانية هذا الموسم .

حيث تضمن تقرير الصحيفة تصريحات لعدد من اللاعبين والمدربين ورؤساء الأندية غير أنها لم تذكر في تقريرها عن هوية الأشخاص الذين تمتلك تسجيلات صوتية تدينهم ، حيث أشارت في تقريرها لبعض التصريحات الصوتية التي بحوزتها أن أحد اللاعبين قد كشف تورط مدربه في قضية التلاعب في المباريات عندما أبلغهم أنه في حال تسجيلهم لهدف في المباراة ، فيتوجب عليهم التهاون وتسهيل الأمر أمام الفريق المنافس ليتمكن من تسجيل التعديل ، والعكس صحيح ، مؤكداً عليهم بعدم التقدم للهجوم في الدقائق الأخيرة من المباراة في إشارة أن التعادل هو النتيجة المنشودة في المباراة .

كما تضمن ذات التقرير اشتباه مدرب بنزاهة أحد لاعبيه كاشفاً أنه لم يكن راغباً بإشراكه في المباراة ، ولكنه لم يكن بمقدوره أن يبعد جميع من يشك في نزاهتهم عن المباراة مما يستدعي منه ذلك وضع نصف الفريق على مقاعد البدلاء على حد قوله .

فيما كشف رئيس نادي أن أحد لاعبيه كان هدفاً لمساومات من فريق مهدد بالهبوط حتى لا يلعب المباراة مقابل امتيازات مختلفة يقدمها ذلك النادي لهذا اللاعب .

ورغم أن تقرير الصحيفة لم يشر من قريب أو بعيد لأسم المتورطين ، إلا أن نادي ليفانتي يعد أكثر الأندية تورطاً في هذا الشأن بعد تعادله في ثلاث مباريات بنتيجة سلبية كانت أمام أشبيلية وخيتافي وسرقسطه ، مما يعزز الشكوك حول هذه الأندية الأربعة بتورطها في قضية التلاعب بنتائج المباريات في دوري الدرجة الأولى .

ماركا تكشف نتائج تحرياتها

وكشف الإسباني خوان إيغناثيو غاياردو نائب مدير تحرير ماركا الإسبانية لبرنامج الحدث الذي يعرض على قناة الجزيرة الرياضية حول مانشرته الصحيفة قائلاً :" لقد كشفنا عن هذه المعلومات فور توفرها ، لأننا نسعى من خلال بث هذه المعلومات الكشف عن وجود مثل هذه التلاعبات في البطولة الإسبانية ، ونرغب من نشرنا للموضوع العمل على تطهير بطولة الدوري الإسباني من مثل هذه التلاعبات التي تؤثر على سمعة كرة القدم الإسبانية ، ولم نكن نهدف من نشر للحوار الدائر في هذه التسجيلات إلا للقضاء على مثل هذه التلاعبات وهو ما نطمح إليه ".

وتابع موضحاً :" لقد بدأ كل شىء بعد تلميحات صحفية لخابيير تيباس رئيس الرابطة الإسبانية بأن هناك مباريات قد يكون تم التلاعب في نتائجها ، كما أن أوغستو لوندويرو رئيس ديبورتيفو والذي يعتبر من أقدم الرؤساء للأندية الإسبانية قد أشتكى في تصريحات صحيفة بوجود تلاعبات في نتائج المباريات الأخيرة من البطولة ، لكن تصاريحه كانت تفتقر للأدلة مما جعلها لا تؤخذ بشكل جدي لعدم توفر الدليل ، وعلى ضوء ذلك كلفنا سيرجيو فرنانديز ليقوم بتحرياته ويبحث في حقيقة هذا الأمر ، لنتحصل بعد ذلك على تصاريح واعترافات مسجلة لمدربين ولاعبين وروؤساء أندية كشفوا من خلالها عن وجود تلاعب في بعض المباريات وشراء نتائجها في الدوري بدرجتيه الأولى والثانية ، وهو أمر كان مثار شكوك منذ وقت سابق ولكن لم يكن هناك دلائل ملموسة وحقيقية ، كالتي قمنا بها لجمع خيوط هذه القضية لنقوم بنشر الجزء الأول من فضيحة هذه التلاعب".

وواصل :" أريد التأكيد على قول أن الرابطة الإسبانية تقوم بعملها في التحقق من حقيقة التلاعبات ، كما أن الشرطة تقوم هي بدورها أيضا بتحرياتها وجمع كافة الأدلة في مثل هذه القضايا التي تعتبر قضايا جنائية وبالتالي القبض على المتورطين أو المتهمين تمهيداً لتقديمهم للقضاء".

تلاعبات النتائج أثرت على سلم الترتيب

وحول اي مدى من الممكن أن تؤثر هذه التلاعبات على تحديد الأندية الهابطة لدوري الدرجة الثانية وتحديد الأندية الصاعدة لدوري الدرجة الأولى وتأثيرها في سلم ترتيب الدوري ، أوضح خوان إيغناثيو غاياردو قائلاً : " كل ما يحدث من تلاعب في أي نتيجة مباراة هو يؤثر بشكل مباشر على سلم ترتيب الدوري ، كما أنه يؤثر كذلك على المسيرة الطبيعية لنتائج المواجهات في البطولة ، فكل مباراة يتم التلاعب بنتيجتها فهذا يعني أن البطولة شابها التزوير والتلاعب مما يؤثر على سمعتها ومصداقية المنافسة بها ، لذلك نأمل أن إظهار جزء من هذه التلاعبات سوف يساهم في تحرك الجهات المسؤولة على المستوى الرسمي لتقوم بتحقيقات على مستوى واسع لكشف المتورطين والمسؤولين عن هذه التلاعبات حتى يتم تطهير الرياضة الإسبانية من هذا المرض الذي يظهر بأي رياضة في أي دولة ".

ونفى خوان إيغناثيو أن يكون هناك تورط لحكام المباراة في قضية تلاعب المباريات حيث أشار موضحاً : " بناء على ما تحصلنا عليه من تحرياتنا التي قمنا بجمعها ، فلا يوجد أي تورط للحكام في هذه التلاعبات ، حيث أن المتورطين هم لاعبون ومدربون ورؤساء أندية فقط "


سرطان يجب اجتثاثه

واكد خوان إيغناثيو على أهمية اجتثاث هذا السرطان من الرياضة الإسبانية حالما تتوفر الأدلة حول هوية المتورطين بشكل كامل ، حيث قال معلقاً : " في إسبانيا هناك الكثير من التساهل والليونة ، والتي كانت مقترنة بتصاعد الشائعات عن وجود تلاعب ولكن لأنه لم تكن هناك دلائل فلم تكن الجهات المسؤولة تأخذ الأمور بجدية وتقوم على أثرها بالبدء في تحقيقاتها ، ولكن مع ظهور مثل هذه التصريحات الخطيرة ، فالمؤشرات توضح أن الرابطة الإسبانية ووسائل الإعلام مصرون بجدية وبقوة على الحسم في هذه المسأله والوصول لأقصى نتائج التحقيقات في هذا الشأن من منطلق أسرة كرة القدم الإسبانية الواحدة والتي ترغب في القضاء على هذه الافة ، لانها تمس مصير كل إسبانيا على المستوى الرياضي وخصوصا على مستوى دوري الدرجة الأولى الإسبانية ذائعة الصيت "

ونفى نائب مدير تحرير الصحيفة عن إمكانية وجود أي تلاعبات أو ضلوع من قبل الأندية الكبيرة في الدوري الإسباني مثل برشلونة وريال مدريد ، حيث علق في هذا السياق معبراً :" لا يوجد على الإطلاق أي تورط لأي فرق من الفرق الكبيرة ، فكل التحريات التي توصلنا إليها وتحقق فيها السلطات المحلية تكاد تكون معروفة بنسبة 100% ، حيث تم تحديدها وهي فرق تقبع في مؤخرة الترتيب من دوري الدرجة الأولى ، وتقوم بالتلاعبات في النتائج المباريات لتفادي الهبوط للدرجة الثانية ، والأمر ذاته في حالة صعود أندية من الدرجة الثانية إلى الدرجة الأولى ".


المافيا الصينية وقضايا المراهنات

لم يخفِ خوان إيغناثيو غاياردو عن وجود مافيا صينية تتلاعب أيضا في نتائج المباريات من أجل المراهنات ، حيث كشف معلقاً : " صحيح أن هناك تلاعباً من المافيا الصينية في نتائج المباريات ولكن هذا أمر مختلف عما نتحدث عنه ، فالمسالة التي نتحدث عنها هي غش وتلاعب بنتائج المباريات للحصول على فائدة رياضية وليست مالية ".

وتابع :" وحسب معلوماتي فالقضاء ووكيل الدولة في إسبانيا يركزون كل مجهوداتهم على مباراة معينة لا أريد التصريح بها ، ولكنها حسب معلوماتنا لديهم معلومات دقيقة حول تورط عدة رياضيين في احدى المباريات والتي ستقودهم بالتالي لكشف مباريات أخرى ، وسوف تظهر نتائج هذه التحقيقات خلال الايام القادمة"


عقوبات صارمة

وتوقع خوان إيغناثيو أنه بنهاية التحقيقات سوف يكون هناك أحكام قاسية وعقوبات صارمة لكل المتورطين في قضية التلاعب بالنتائج ليس على المستوى الرياضي فقط بل حتى على المستوى الجنائي مشيراً في الوقت ذاته أن على إسبانيا أن تبعد ما أسماه بالتفاحات الفاسدة حتى لا تنقل بضررها إلى غيرها .

واختتم إيغناثيو حديثه أنه يتوجب على إسبانيا أن تقوم بتطهير الدوري من هولاء المتلاعبين لتحافظ على سمعتها ، وتثبت للعالم أن إسبانيا لا تتهاون في مثل هذه القضايا ، وهو ما تسعى إليه الجهات المسؤولة لإثباته حتى لا يكون هناك تعميم عشوائي بوجود فساد في إسبانيا لا يعكس الحقيقة.