حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,26 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 33344

مقال للنائب حسن عجاج عبيدات

مقال للنائب حسن عجاج عبيدات

مقال للنائب حسن عجاج عبيدات

01-06-2013 09:50 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : النائب حسن عبيدات
يفسر المثل المشهور"فرق تسد"الطائفية ، خير تفسير، وقد عمل العدو
الاجنبي الأوروبي والأمريكي الصهيوني على استغلالها في تفرقة الطوائف
وخلق الحزازات بينها ليتمكن من الهيمنة على الأرض العربية،وبسط نفوذه
عقودا طويلة .
ـ فالسلطنة العثمانية التي استولت على الأقطار العربية في القرنين الخامس
عشر والسادس عشر استثمرت المشكلة الطائفية بين العرب ، لتحول دون
تلاحم أبناء الشعب العربي، وخلق الفتن بين الطوائف، وتجلى ذلك على
الساحة اللبنانية التي كانت أرضا مناسبة ،فعملت على إثارة الاحتراب بين
الدروز والموارنة عام 1840 بعد انسحاب إبراهيم باشا من سوريا ،
وعودة الإقطاعيين الدروز إلى مواقعهم في لبنان ليجدوا الفلاحين الموارنة
في أراضيهم. وسقط نتيجة الاقتتال بين الطرفين العديد من المواطنين، ثم
عاود الاحتراب بين الطرفين عام 1845 وبلغ أوجه عام 1860 ، حين
خاف الإقطاعيون الدروز على ممتلكاتهم ،فاستنجدوا بالمتطوعين وقاموا
بتسليحهم، فانفجرت المذبحة ، التي ذهب ضحيتها ما يزيد عن عشرين
ألف مواطن، كما تم تدمير مئات البيوت من الطرفين، فأصبحت الفرصة
مواتية للفرنسيين،الذين أنزلوا قواتهم على سواحل لبنان بحجة وقف الاقتتال
بين الطائفتين!!.
- -وأخذ المظهر الطائفي في العهد العثماني منحى التمييز في المعاملة على صعيد الحكم، وعزله على صعيد العلاقات الإنسانية ، فالقيود التي فرضت على الطوائف من غبر المسلمين جعلتهم مواطنين من
- الدرجة الثانية، مما‘ سبب عدم قدرتهم على ممارسة فعالياتهم،
- والمشاركة الكاملة في حياة مجتمعهم. غير أنها منحت قدرا من
- الإدارة الذاتية والأحوال الشخصية ،مما أدى إلى تشديد قبضة رجال
- الدين المحافظين والرجعيين على أبناء طوائفهم.
- - بدأت الدول الاستعمارية تطمع في الاستيلاء على ولايات السلطنة
العثمانية ،وراحت تتحرك على كل الجبهات، و منها جبهة الطوائف،
فأعلنت روسيا القيصرية نفسها حامية للطوائف الأرثوذوكسية في بلاد
العرب، وأعلنت فرنسا حقها في حماية الطائفة الكاثوليكية ،ووجدت بريطانيا نفسها حامية للطائفة الدرزية،مما دعا الى التدخل الأوروبي
في شؤون السلطنة العثمانية، وفتح الباب لرعايا السلطنة للتمرد والثورة، كما حصل في الولايات العربية المشرقية.
-وتسبب التوتر بين الطوائف إلى تسرب المبشرين المسيحيين إلى
المنطقة وإقامتهم المدارس التبشيرية الأجنبية، مما أدى إلى انتشار
الثقافة الغربية بين المسيحيين العرب أكثر من انتشارها بين المسلمين
العرب،كما أثارت السلطنة العثمانية الحزازات الطائفية ، وبخاصة
بين الدروز والموارنة في لبنان .
حاول الفرنسيون من أجل تعميق التفرقة الطائفية إقناع بعض الطوائف بأنها "قوميات مستقلة" عن غيرها!!، "الموارنة في لبنان".
_ كما حاول البريطانيون إقنا ع الأقباط، بأنهم أكبر تكتل مسيحي،
وأنهم يؤلفون قومية مستقلة عن سائر المصريين،إذ أنهم من المصريين الأصليين، في حين انحدر المسلمون من العرب الذين
هاجروا إلى مصر بعد الاستيلاء على البلاد في القرن السابع الميلادي
وفشل البريطانيون في إقناع ا لأقباط بهذه المقولةالفتنة، بل إن الأقباط
أسهموا إسهاما في الحركة القومية، وبرزعدد منهم في قيادة الأحزاب
السياسية، خصوصا حزب الوفد! وكانت بريطانيا تزعم أنها تعارض
الاستقلال والجلاء لرغبتها في صيانة مصالح الأقليات من أقباط
وجاليات أجنبية أخرى في المنطقة!!!
-كما يركز المشروع على تقسيم المسلمين إلى سنة وشيعة، يعتقد السنة
أن الوحي الإلهي انتهى بمحمد صلى الله عليه وسلم، وأن القرآن الكريم
وسنة الرسول تؤلف رسالة الله سسبحانه وتعالى التامة للإنسان، ويعتقد
الشيعة أن آل البيت وتحديدا علي وذريته بالتسلسل هم الأئمة الذين من
حقهم مواصلة رسالة الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم -.
تنقسم المنطقة الآن إلى محورين، محور السنة ومحور الشيعة والغاية
من هذا التقسيم هو خلق الفتنة المذهبية بعد أن جربوا الفتنة الطائفية
وهذا هو العنوان الرئيس الذي يور المشروع الأمريكي حوله!!!!
-إن السؤالات تبرز الآن في ضوء الأحداث التي تأخذ طابعا طائفيا
ومذهبيا . لماذا التركيز على إثارة المذهبية والطائفية ؟ وما هي آثارها
وتداعياتها على وحدة المجتمع؟
-لقد نشأت الطائفية ، سلاحا رجعيا وامبرياليا ، وهزيمتها التامة تتحقق
بالقضاء على الرجعية والامبريالية من خلال النضال القومي والوطني
المشترك, فاليوم يركز المشروع الأمريكي – الصهيوني الرجعي على
إعادة تقسيم دول المنطقة على أساس ديني , حيث تعمل أمريكا وأعوانها
على خلق محورين إسلاميين متباينين في الرؤية والمنطلقات وتعمل على
خلق طائفية سياسية بغيضة تؤدي إلى خلق كيانات على أساس مذهبي
تتناسب مع تطلعات الحركة الصهيونية التي تعمل من أجل إقامة كيان طائفي في فلسطين المحتلة.
فهل تكون الطائفية والمذهبية مبررا لتدخل خارجي أطلسي بحجة حماية
الطوائف؟؟

Hasan.ajaj1@yahoo.com

.








طباعة
  • المشاهدات: 33344
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم