01-06-2013 11:13 PM
سرايا - سرايا - رأت مجلة "فرونت بيدج مجازين" الأمريكية الأسبوعية في أحدث إصداراتها أن حدود منطقة الشرق الأوسط باتت على وشك التفكك ، وذلك عقب ما يقرب من قرن على رسمها.
وعزت المجلة في تقرير لها بثته على موقعها الألكتروني - السبب الأكبر الذي يقف وراء هذا الأمر في احتدام معارك الحرب الطائفية في سوريا ، وقالت : "إن هناك مع ذلك سببا أخر يفرض نفسه في أهم زوايا المشهد ويتمثل في تصاعد أعمال زعزعة استقرار العراق".
واعتبرت أن انهيار العراق ، بما له من تداعيات إقليمية بعيدة المدى، يعود بنحو كبير إلى قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما بسحب قواته من هناك عام 2011 وضرب توصيات مؤسساته العسكرية بعرض الحائط ، وهو الأمر الذي أهدر المكاسب التي جنتها الإدارة الأمريكية السابقة بشق الأنفس خلال حربها على العراق .
وبينت أن الانسحاب الأمريكي المتسرع ترك العراق التي كانت تتمتع في السابق بالهدوء والسلام - وفقا للمجلة ، في مغب رياح طائفية عاصفة ، تجلت في المعارك بين السنة والشيعة والأكراد" ، معتبره أن تداعيات الانسحاب تتضح يوما بعد الأخر وجاءت في مقدمتها حقيقة أن العراق أصبح أكثر دول المنطقة اضطرابا بعدما كان أكثرها هدوءا واستقرارا .
وذكرت المجلة أن حدود الشرق الأوسط التي أقرتها إتفاقية سايكس بيكو عام 1916 - لتقسم بلدانه بين فرنسا وبريطانيا - رسمت من أجل إرضاء الأوروبيين والمحافظة على مصالحهم لكنها تجاهلت بشكل كبير الانقسامات التاريخية والطائفية والعرقية لسكانه ، وهي الانقسامات التي عززها الحكام الديكتاتوريين والاستبداديين في المنطقة الذين جاءوا عقب خروج الاستعمار.
وأوضحت مجلة (فرونت بيدج مجازين) الأمريكية الأسبوعية أن عقود ما بعد الاتفاقية أبرزت حقيقتان مهمتان، الأولى منهما تتمثل في أن أقلية العلويين في سوريا جاءت إلى سدة الحكم على حساب الأغلبية السنية، في حين تجلت الحقيقة الأخيرة في تمكين الأقلية السنية في العراق على حساب الأغلبية الشيعية.
واستطردت المجلة تقول: "إن الحرب الدائرة في سوريا جذبت جميع الأطراف في المنطقة إليها؛ فعلى الصعيد الشيعي، جاءت القوات من إيران وحزب الله اللبناني للقتال بجانب قوات الرئيس بشار الأسد، في حين تقاتل قوات قادمة من السعودية وقطر في صفوف المعارضة ذات الأغلبية السنية بجانب عناصر من القاعدة ، بينما تتعاون تركيا مع عدد من الحلفاء السنيين داخل سوريا ولكن يبقى طموحها الرئيسي في فصل العناصر الكردية من كل من سوريا والعراق نظرا لأنها أبرمت مع زعماء الأكراد دخل حدودها اتفاقية سلام وتسعى إلى بسط نفوذها الأقليمي نتيجة لذلك".
وأضافت أن المخرج المحتمل للأزمة السورية ربما يتمثل في تفعيل تسوية تقضي بتقسيم سوريا إلى ثلاث دويلات صغيرة ، دولة يحكمها الأكراد وأخرى يحكمها السنيين وأخيرة يحكمها العلويين ، فيما قد يتلاقى هذا السيناريو ، رغم بشاعته ، مع مصالح روسيا التي سوف تحافظ على نفوذها في المنطقة وعلى قاعدتها البحرية في مدينة طرطوس".
وعلى صعيد العراق، أوضحت (فرونت بيدج مجازين) أن تطورات المشهد العراقي الراهن يبعث على التشاؤم، لا سيما وسط تسريع وتيرة إنهيار العراق رغم تجاهل تسليط الضوء على هذا الأمر من قبل وسائل الإعلام الأمريكية بشكل كبير حتى عقب مقتل أكثر من 700 شخص جراء أعمال العنف في شهر إبريل الماضي.