05-06-2013 09:27 PM
سرايا - سرايا - أفرجت السلطات السعودية اليوم الأربعاء عن الكاتب تركي الحمد بعد 5 أشهر من اعتقاله بتهمة الإسائة للدين الإسلامي.
وأثار خبر الإفراج عن الحمد غضب كبير في الوسط السعودي، لا سيما بعد استمرار اعتقال آلاف الإسلاميين، الكثير منهم بلا تهم.
ويعود سبب اعتقال الحمد للتغريدة اللتي كتبها عبر صفحته في موقع التواصل الاجتماعي ''تويتر'' قبل اعتقاله بأيام وهي : ''جاء رسولنا الكريم ليصحح عقيدة إبراهيم الخليل، وجاء زمن نحتاج فيه إلى من يصحح عقيدة محمد بن عبد الله''.
ويعد تركي الحمد من رؤوس التيار الليبرالي في المملكة العربية السعودية، ودائما ما كانت كتاباته مثيرة للجدل لاحتوائها على عبارات اعتبرها الكثيرين مسيئة للذات الإلهية، وللدين الإسلامي.
وتعتبر رواية ''الكراديب'' من أكثر روايات الحمد المثيرة للجدل، وهذه بعض المقتطفات من ''الكراديب'': ''أكل هذا جزء من قدر إلهي , أم هو عبث شيطاني , أم هي حكمة لا ندريها , مختبئة في عباءة قدر عابث , أو عبث قادر ؟ لا أحد يدري , فالله والشيطان واحد هنا وكلاهما وجهان لعملة واحدة''
وعن الانتحار قال الحمد ''الانتحار نصر على الله , ففي الانتحار تفوت الفرصة على الله أن يختار لك مصيرك''
فيما كذب الحمد حساب القبر بقوله:''نظر حوله مستكشفاً القبر الذي ألقي به فيه , إنه عبارة عن غرفة ضيقة , بنافذة واحدة ذات قضبان فولاذية غليظة , وسقف مرتفع تتدلى منه لمبة تصدر ضوءاً خافتاً كثيباً أقرب إلى ضوء سراج قديم في ليلة شديدة العتمة . جلس على فراشه المطوي , وهو يتحسس القيود في رجليه , وينظر إلى البوابة أمامه , متوقعاً أن يلج منكر ونكير في أي لحظة , ومعهما المرزبة الرهيبة , ولكن الوقت يمر ولا أحد يجيء ... ثم نظر إلى النافذة , وتلك النجوم التي تتبدى من ورائها على استحياء , وهو يتصور أن يأتي ملاك الرحمة من هنا وهناك , فينقله على جناحيه إلى حيث نسمة هواء طليقة.
ولكن حتى الملائكة اختفت في هذه اللحظة , ويبدو أنها نفسها تخاف الدخول إلى هذا المكان , وليس إلا الرعب والسكون والانتظار''.
الإفراج عن الحمد أثار قضية المعتقلين السياسيين من جديد، فمنذ لحظة اعتقال الحمد، ربط الناشطون السعوديون قضيته بقضية الشيخ خالد الراشد الذي حوكم بالسجن لمدة 15 سنة بعد دعوته من خلال خطبة ألقاها في أحد مساجد الرياض، للاعتصام أمام مبنى أمارة الرياض والمطالبة بطرد السفير الدنماركي على خلفية الرسوم المسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام في العام 2005.
واختلف الناشطون في ''تويتر'' بين متقبل لقرار الإفراج عن الحمد مبررين ذلك بإسائة فهم التغريدة، وبين ساخطين على القرار وهم الأغلبية بحجة وجوب تطبيق الحدود في مثل هذه التجاوزات.
يشار إلى أن الناشط حمزة كشغري كان قد نشر تغريدة اعتبرها القضاء السعودي مسيئة للرسول عليه السلام ولا يزال يمكث في السجن منذ العام الماضي، مما اعتبره محاميين سعوديين تمييز قبائلي في النطق بالأحكام داخل القضاء السعودي، إشارة منهم بأن تركي الحمد من قبيلة مشهورة.